قال المهندس عادل واسيلي، خلال حفل إطلاق وتوقيع كتابه "رائحة الفراغ .. فوتوغرافيا للقاهرة في زمن الكورونا 2020"، أن الكتاب يضم حوالي 4 آلاف و800 صورة ملونة توثيقية عن شوارع القاهرة خلال فترة حظر التجوال علي خلفية وباء كورونا كوفيد ــ 19.

وأوضح واسيلي: كنت من معتادي المشي والتجوال في شوارع القاهرة، خاصة حي مصر الجديدة، ومع حظر التجوال والإغلاق الذي شهده العالم كله ومن بينه مصر خلال أزمة وباء كورونا كوفيد ــ 19، ومع مشاهدتي لكيفية تعامل الناس مع هذا الطارئ الجديدة عليهم، سواء بتسجيل الفيديوهات، أوالغناء أو عزف الموسيقي، فكرت في أن أصور شوارع القاهرة وهي خالية، وخاوية فارغة من الناس والزحام والضوضاء.

ولفت واسيلي إلي أنه لم أتخيل يومًا أن للصمت ضجيجا وللفراغ رائحة. هذا ما كشفته لنا جائحة كورونا. كانت الشوارع الخاوية المملوءة بمشاعر القلق تعيد اكتشاف نفسها، وتظهر جمالًا محاطًا بتاج من الرهبة والخوف من المجهول. كانت ذاكرة إنسانية فريدة حاولت أن أرصدها، وأظهرت أن لا مكانة لا مكان إلا بأهله.

ــ رائحة الفراغ توثيق إنساني لفترة الوباء

ومن جانبه قال الكاتب الروائي عبدالوهاب داود: إن كتاب رائحة الفراغ، وثيقة تاريخية إنسانية عالمية، توثق لفترة وباء الكورونا وما ترتب عليه. وإن كانت الصورة المتضمنة تحتاج إلي تعريف وتسجيل من خلال كتابة المكان وتاريخ التقاط الصورة، وهي ملاحظة أرجو أن يتداركها المهندس عادل واسيلي في طبعته الثانية للكتاب.

وبدوره قال المفكر نبيل عبد الفتاح، خلال حفل توقيع كتاب "رائحة الفراغ"، والذي شهدته دار ميريت للنشر: أن الصورة تكتسب بعد التقاطها استقلالها، وهو ما يحيلنا إلي السرد الروائي والواقع الموضوع والواقع في السرد، شيئا آخر تماما لأنه يكتسب عبر أساليب السرد ومجازاته وترميزاته عالما آخر لا علاقة له بالواقع الذي نظر واستمد منه السارد الروائي أو الكاتب. حتي الشعر أيضا الواقع مختلف تماما كما في القصيدة كما في القصة، كما في الرواية.

ولفت عبدالفتاح إلي أن كل المشاهد التي تلتقطها عين الفنان عادل واسيلي من تفاصيل الحياة اليومية بكل مكوناتها هي جزء رئيس من المعني العام. لأن شخصية الصورة هي إبداع الفنان التي تلتقط عيونه النظرة، بذور شجرة، علي نحو فذ، أو عيون آسيانة، أو عيون متفجرة بالفرح والسرور وهي التي حولت الجسد الأنثوي في الصورة إلي جمال من خلال تفاصيله واتساقه مع روحه، أو انفصال الجسد الجميل في الواقع عن روحه من خلال زاوية اللقطة وحركة الكاميرا حول الجسد الجميل.  

وشدد عبدالفتاح علي أن الصورة كان لها دور بارز في صناعة مشاهير السياسة من أعضاء الأحزاب الكبري في الولايات المتحدة الأمريكية، أو أيضًا الفنانين والمطربين والملحنين الكبار. الصورة التي أعطت لهؤلاء حتي المدى الزمني الذي يعيش فيه النجم المشهور، وهو ما يسميه دانييل بروست (صناعة الشهرة الزائفة)؛ لأنها صناعة لكنها اعتمدت علي مهارات المصور الفنان.