أعداد : اسراء عبد المعطي عمران
صاحبة مشكلة هذا العدد تقول: صدمت فى أقرب صديقة لى، لم تكن صديقتى فقط بل كانت مثل أختى، هى تعمل معى فى نفس المكان، واكتشفت أنها تؤذينى فى عملى وأمامى تدعى الصداقة، وواجهتها وتأكدت من شكوكى نحوها، قالت لى إنها نادمة عن ما فعلته معي، ولكننى لا أقدر على مسامحتها بعد صدمتى بها، فكيف أسامحها بعد ما آذتنى وأتعافى من خذلانها؟ أخاف أن أغضب ربى لأننى تخاصمت معها وقطعت الحديث نهائياً.. فماذا أفعل معها ؟
تجيب على مشكلة هذا العدد الواعظة حنان محمود، واعظة بمجمع البحوث الإسلامية، منطقة وعظ بنى سويف قائلة: اعلمى أختى الحبيبة أن الصداقة شيء جميل وهى رابط من روابط الأخوة فى ديننا الحنيف قال تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (الحجرات:١٠)، واعلمى كذلك أن طباع البشر مختلفة، وأن الحياة تجارب وخبرات، وعليك أن تستفيدى من تلك التجربة وتتعلمى منها التدقيق عند اختيار الصديق وهو ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:( فَلْيَنْظُر أَحَدُكُم مَنْ يُخَالِل ) رواه أحمد. وأما عن مسامحتك لها بعد المواجهة التى حدثت بينكما فننصحك بمسامحتها ومحاولة تجاوز ما حدث منها قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ، يَلْتَقِيانِ فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخَيْرُهُما الذى يَبْدَأُ بالسَّلامِ) صحيح مسلم، فنلاحظ من هذا الحديث النبوى أن الإسلام وقت الخلاف أعطانا مهلة أو فرصة لمراجعة النفس ومحاسبتها، وحتى يهدأ الغضب بداخل كل واحد منا، ومن راجع نفسه ووجدها مخطئة فصحح الخطأ فيجب علينا قبوله وعدم الإعراض عنه وهو ما حدث من صديقتك فقد اعتذرت لك وندمت على ما فعلت وهنا عليك أن تحتويها حتى لا تكونى عونًا للشيطان عليها ففى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيْطانِ على أَخيكُم» صحيح البخاري.
أقرأ أيضأ :
