ركلات الترجيح التي تسطر تاريخ كأس العالم


نقب عن تاريخ ركلات الترجيح في كأس العالم، تتطرق الفيفا بالتفصيل إلى تاريخ ركلات الترجيح الطويل ضمن نهائيات كأس العالم.

تُعد ركلات الترجيح، التي تم العمل بها أول مرة خلال كأس العالم أسبانيا ١٩٨٢ ، تمرينا مذهلا لأكثر من سبب ثلاثون مباراة مُعرضة للإقصاء المباشر من أصل ١٤٨ حُسمت من خلال ركلات الترجيح.

نستعرض تاريخ ركلات الترجيح الأكثر إثارة والأبرز في تاريخ كأس العالم :

_ البرازيل-إيطاليا، ١٧ يوليو ١٩٩٤ (النهائي)..
لأول مرة في تاريخ كأس العالم، حُسمت مباراة النهائي بركلات الترجيح؛ كان ذلك يوم ١٧ يوليو ١٩٩٤، وكان شرف قصب السبق من نصيب البرازيل وإيطاليا.

وفي تلك المباراة، تقدم فرانكو باريزي لتسديد الركلة الأولى عن الجانب الإيطالي، إلا أنه أهدرها ليقوم زميله حارس المرمى جيانلوكا بيجليوكا بتدارك الموقف ومنع البرازيليين من تحقيق التقدم بصد كرة مارسيو سانتوس.

ولقي دانييل ماسارو المصير نفسه بعد ذلك، واصطدم بجدار الحارس البرازيلي كلاوديو تافاريل؛ ولحظات قليلة بعد ذلك، تقدم الأسطورة الإيطالية روبيرتو باجيو ليُسدد كرته التي ذهبت بعيدا فوق المرمى، تلك الكرة التي بقيت عالقة في الأذهان وبعثت الحزن العميق في نفوس الإيطاليين بينما قذفت الفرحة العارمة في قلوب أبناء السامبا، ليتربع السيليساو على عرش الكرة العالمية.

_ فرنسا-ألمانيا، ٨ يوليو ١٩٨٢ (نصف النهائي)..
عاشت فرنسا كابوسا في إشبيلية يوم ٨ يوليو ١٩٨٢ ضمن نصف نهائيات كأس العالم التي احتضنتها الأراضي الإسبانية؛ ففي مباراتهم أمام المنتخب الألماني، اصطدم طموح زملاء ميشيل بلاتيني وأحلامهم بصلابة حارس المرمى الشهير هارالد شوماخر.

وكان حارس عرين المانشافت قبل نهاية عمر المباراة قد تدخلت بشكل قوي أمام باتريك باتيستون، بينما كانت نتيجة المباراة متعادلة ١-١.

وبعد انقضاء شوطين إضافيين غاية في الإثارة والتشويق، شهدا عودة الألمان وتعديلهم للنتيجة بعد أن كانوا متأخرين ب٣ـ١، تألق شوماخر مرة أخرى وسرق الأضواء ضمن ركلات الترجيح التي تم العمل بها لأول مرة في تاريخ كأس العالم.

وهنا تصدى حارس إف سي كولون لركلتي ديديه سيكس وماكسيم بوسيس ليفسح بذلك الطريق لزملائه لمقابلة الكتيبة الإيطالية في النهائي بينما أصيبت فرنسا بخيبة الأمل والحسرة.

_ جمهورية كوريا-أسبانيا، ٤ يونيو ٢٠٠٢ (ربع النهائي)..
خلال كأس العالم ٢٠٠٢، كانت الطريق إلى جمهورية كوريا مُرصعة بالإنجازات؛ حيث تمكن البلد الذي نظم العرس العالمي مناصفة مع اليابان من بلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه بل تجاوز ذلك بالوصول إلى ربع النهائي نفس النسخة بفضل فوزه المفاجئ على المنتخب الإيطالي بنتيجة ٢-١.

ويعود الفضل في ذلك أيضا إلى الطرق الجديدة التي اعتمدها المدرب الهولندي جوس هيدينك والمعنويات الجديدة التي بثها في محاربي تايجوك الذين فاجأووا الجميع بعد أن أجبروا المنتخب الأسباني على خوض ركلات الترجيح بعد تعادل سلبي (٠-٠).

وفي مرحلة ركلات الترجيح، أبدى لاعبو الفريقين ثباتا في تسديد الكرات، غير أن الشاب خواكين لم يفلح في تسديدته التي تصدى لها وون جاي، حارس العرين الكوري.

ورغم الضغوط التي كان يرزح تحتها، استطاع هونغ ميونج-بو أن يهزم إيكر كاسياس ويمنح زملاءه التأهل للمربع الذهبي، محققا بذلك إنجازا تاريخيا حقيقيا لمنتخب بلاده.

_ ألمانيا-إنجلترا، ٤ يوليو ١٩٩٠ (نصف النهائي)..
في نسخة إيطاليا ١٩٩٠، خاض المنتخب الإنجليزي نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ ١٩٦٦، السنة التي فاز خلالها بلقبه العالمي الوحيد بعد أن استضاف البطولة على أرضه.

وفي المباراة التي جرت أطوارها في تورينو يوم ٤ يوليو، افتتح أندرياس بريمه التسجيل لصالح المنتخب الألماني، غير أن جاري لينكر عدّل الكفة للأسود الثلاثة في الدقيقة ال٨٠ ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح.

وتميزت هذه المرحلة بالتنافس المحتدم قبل أن يستسلم الإنجليز للضغط الكبير الذي كان سائدا في بيومونت، وحين كانت النتيجة ٣-٣، تقدم ستيوارت بيرس لتسديد ركلته إلا أنه اصطدم ببودو إلنجر بينما نجح أولاف ثون في التسجيل.

وبلغ الضغط مداه إلى درجة أن المُنفذ الأخير كريس وادل سدد الكرة فوق القائم لتنطلق الفرحة بين صفوف الألمان، وكان على المنتخب الإنجليزي انتظار ٢٨ سنة قبل أن يفوز بركلات الترجيح.

_ هولندا-البرازيل، ٧ يوليو ١٩٩٨ (نصف النهائي)..
شكلت مباراة نصف النهائي بين هولندا والبرازيل ضمن نسخة فرنسا ١٩٩٨ بمارسيليا فرصة لمتابعة منتخبين من بين الأفضل في القرن العشرين.

بينما كانت البرازيل تبحث عن لقبها العالمي الثاني على التوالي، كان منتخب الطواحين الهوائية يلهت وراء باكورة ألقابها بعد محاولتين فاشلتين في ١٩٧٤ و١٩٧٨.

وفي تلك المباراة التي جرت يوم ٧ يوليو ١٩٩٨، تمكنت البرازيل من افتتاح التسجيل بفضل رونالدو غير أن باتريك كلويفرت عدّل النتيجة قبل نهاية اللقاء (١-١) ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح بعد الشوطين الإضافيين.

وتمكن السيليساو بفضل هدوئهم من الفوز على الكتيبة البرتقالية؛ فقد استطاع كل من الكابتن دونجا وريفالدو وايمرسون من خداع فان ديرسار، بينما تألق كلاوديو تافاريل أمام فيليب كوكو ورونالد دي بوير، ليستسلم الهولنديون لواقع الهزيمة.

_ البرازيل-فرنسا، ٢١ يونيو ١٩٨٦ (ربع النهائي)..
رغم تأثرها بهزيمة اشبيلية قبل أربع سنوات، أبدت كتيبة جان تيجانا نفس الطموح خلال نسخة المكسيك ١٩٨٦؛ ففي ربع النهائي، فاجأت الديكة البرازيل عندما عدل ميشيل بلاتيني النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بعد أن كان أبناء السامبا متقدمين بفضل كاريكا.

ولم يتمكن أي من الطرفين التسجيل بعد ذلك ليلجأ إلى ركلات الترجيح من أجل معرفة من سيمُر للمربع الذهبي ، بعد خروجها على يد ألمانيا بسبب ركلات الترجيح ضمن نسخة أسبانيا ١٩٨٢، صمّمت فرنسا على تجاوز هذه النكبة والتغلب على مخاوفها.

وكان سقراطيس قد أضاع الكرة الأولى أمام الحارس الفرنسي جويل باتس شأنه في ذلك شأن ميشيل بلاتيني الذي أرسل الكرة خارج الإطار، وبدوره لم يفلح خوليو سيزار حيث اصطدمت تسديدته بالقائم الأيمن لباتس.

وبالمقابل، تمكن لويس فرنانديز من مقاومة الضغط وتحويل كرته إلى هدف ليضمن لفريقه بطاقة المرور للمربع الذهبي.

_ غانا-أوروغواي، ٢ يوليو ٢٠١٠ (ربع النهائي)..
كانت غانا يوم ٢ يوليو ٢٠١٠ أمام فرصة أن تصير أول منتخب أفريقي يلعب نصف نهائي كأس العالم ، وذلك خلال أول عرس عالمي تستضيفه القارة السمراء؛ ففي مباراة ربع النهائي أمام الأوروغواي حين كانت النتيجة متعادلة بهدف لمثله، حدث شهير سيطرأ؛ فقد قام المهاجم لويس سواريز بتغيير مسار رأسية نفذها دومينيك أدياه كانت متجهة مباشرة للشباك باستخدام يده ليتم طرده من اللقاء وتحصل النجوم السمراء على ركلة جزاء.
غير أن جيان أسامواه، المتخصص في مثل هذه الركلات، أصاب العارضة لينتقل المنتخبان لركلات الترجيح لحسم النتيجة.
وفي هذه المرحلة تدارك اللاعب خطأه، إلا أن زميلاه جون منساه و دومينيك أدياه اصطدما بحارس المرمى فيرناندو موسليرا الذي تألق في تلك الأمسية ليمنح فريقه التأهل بينما يجتر الغانيون مرارة الخيبة والندم إلى اليوم.

_ إنجلترا-كولومبيا، ٣ يونيو ٢٠١٨ (ثمن النهائي)..
في ثمن نهائي نسخة روسيا ٢٠١٨ أمام كولومبيا، سعى المنتخب الإنجليزي لتفادي الفشل في ركلات الترجيح، وبدى الأسود الثلاثة على الطريق الصحيح بفضل هدف هاري كاين من ركلة جزاء، غير أن الكابوس الإنجليزي عاد للظهور بعد أن عدل المدافع ييري مينا النتيجة قبل انتهاء الوقت الإضافي (١-١)، واستمرت النتيجة على حالها في الشوطين الاضافيين لتتجه المباراة لما يخشاه الإنجليز: ركلات الترجيح.

وظن المشجعون الإنجليز في موسكو أنهم سيعيشون نفس سيناريو إيطاليا ١٩٩٠، وفرنسا ١٩٩٨، وألمانيا ٢٠٠٦، حين فشل جوردان هيندرسون في تسجيل الركلة الأولى.
غير أن زميله حارس إيفرتون جوردان بيكفورد أدى دورا بطوليا بصدّه لركلتي ماتوس أوريبي وكارلوس باكا، لتفوز إنجلترا (٤-٣) ويكون بإمكانها أن تشكر جاريث ساوثجيت على تجاوز هذه العقدة التاريخية.

_ فرنسا-إيطاليا، ٩ يوليو ٢٠٠٦ (النهائي)..
للمرة الثانية في التاريخ، سيُحسم نهائي كأس العالم بركلات الترجيح وللمرة الثانية أيضا كانت إيطاليا طرفا في المواجهة؛ فبعد الإخفاق في نسخة الولايات المتحدة ١٩٩٤، خشيت الكتيبة الزرقاء أن تفشل في نفس المرحلة مرة أخرى، وهذه المرة أمام المنتخب الفرنسي.

وكانت تلك المباراة التي جرت يوم ٩ يوليو ٢٠٠٦ قد تميزت بتسديدة بانينكا التي نفذها زين الدين زيدان بنجاح، وكان زيدان بعد أن عدّل ماركو ماتيرازي قد طُرد من المباراة ليترك الديكة يخوضون ركلات الترجيح.

وفي تلك المرحلة، أبدى الإيطاليون هدوءا كبيرا وفعالية في التنفيذ؛ ومن الجانب الفرنسي، دافيد تريزيجيه كان الوحيد الذي لم يفلح في تحويل ركلته إلى هدف ليجين بعد ذلك دور مدافع باليرمو فابيو جروسو ليسجل ويتحول فجأة إلى بطل الأمسية، وبذلك، تُتوج إيطاليا للمرة الأولى باللقب العالمي بعد ٢٤ عاما من آخر إنجاز لها.

_ هولندا-كوستاريكا، ٥ يوليو ٢٠١٤ ..
خلال كأس العالم البرازيل ٢٠١٤ ، وبعد أن تأهلت عن مجموعة تضم الأوروجواي وإيطاليا وإنجلترا، أحدثت كوستاريكا مفاجأة من العيار الثقيل، وواصلت الكتيبة الحمراء مغامرتها بإزاحة اليونان في ثمن النهائي. وبدت ترسانة لوس تيكوس صعبة المراس حين قابلت المنتخب الهولندي، وصيف بطل العالم.

وبعد أن انتهت المباراة على وقع البياض، التجأ الفريقان لركلات الترجيح، حينها أقدم المدرب لويس فان جال على تكتيك فني غير متوقع في كأس العالم، وقبيل انتهاء الوقت الإضافي، استبدل جاسبر سيليسين بحارس عرين نيوكاسل يونايتد تيم كرول ليُركب حسابات الكوستاريكيين.

وبالفعل، نجح مدرب إف برشلونة السابق في اختياره، حيث سيصد كرول ركلتي براين رويز مايكل أومانا. وفي المقابل، لم يخفق أي من زملائه في تسديدة ركلته بنجاح.

وقد مكن هذا الأداء الكتيبة البرتقالية من التأهل لنصف النهائي للمرة الخامسة في تاريخها، إلا أنها ستخسرها أمام الأرجنتين بسبب ركلات الترجيح.

تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:21:40
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

10 دول أوروبية ترفض الحديث عن ضمانات أمنية لأوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 06:07:10
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 97%

روسيا.. الجندي الأمريكي المعتقل في فلاديفوستوك يعترف بجريمته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 06:06:51
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /16.05.2024/

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 06:06:55
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 89%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١٦)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 06:21:33
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

"رويترز": بريطانيا ستفرج عن بعض المجرمين بسبب اكتظاظ السجون

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 06:06:54
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

طقس الخميس.. حرارة وهبوب رياح بهذه المناطق

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 06:09:08
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 74%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية