تتصاعد صيحاتهن في العاصمة السودانية الخرطوم مع لحظة احراز كل هدف في كاس العالم، أو إضاعة فرصة مضمونة، يُعلقن على أداء المنتخبات وتغييرات المدربين وقواعد الكرة، و يرشحن الفرق المتوقعة أن تتأهل للمراحل المقبلة، يتابعن الاستديوهات التحليلية ويردد اسماء اللاعبين.
الخرطوم : التغيير ــ سارة تاج السر
مابين التشجيع والمؤزارة كسرن السيدات السودانيات الصورة النمطية للرياضة الذكورية، خلال مونديال قطر الحالي بمتابعة و شغف في مساحة آمنة.
استمتعي بمساحة آمنة لحضور مباريات كاس العالم باجواء حماسية بدون خوف .. بدون مضايقات .. بحضور عائلتك واطفالك… مجانا فقط احجزي مقعدك بإرسال رسالة واتساب
تحتوي على اسمك و تأكيد حضورك ..”
«تعالو نحضر سوا »
تعالوا نجضر سوا هي مبادرة اطلقتها مجموعة حارسات قبيل انطلاق المونديال، بأيام، تتيح من خلالها فرصة للسيدات للمشاهدة، مع الاحتفاظ بخصوصيتهن بعيدا عن الرجال.
سمر : الإقبال أكثر في مباريات المنتخبات العربية
ولأن مشاهدة المباريات بأندية المشاهدة والكافيهات، تعد حكرا على الرجال، فقد تبنت المبادرة، فكرة تخصيص أول نادي مشاهدة للنساء فقط، بدار الحارسات ببحري، وهي مبادرة نسوية بدأت نشاطها مع المد الثوري.
وقالت صاحبة الفكرة مسؤولة مكتب الإعلام بمبادرة حارسات سمر تاج السر لـ (لتغيير) : ” تعالو نحضر سوا .. كانت محاولة لخلق مساحة آمنة ومريحة للسيدات لمتابعة المباريات من غير قلق وخوف”.
الأكثر اقبالاً
أوضحت سمر التي كانت تلعب في دوري الكليات بجامعة الاحفاد للبنات، أن رائدات النادي من فئات عمرية متنوعة بدء من الأربعينات، الثلاثينات، طالبات جامعات، أمهات بأطفالهن، رياضيات، و أكدت أن الجمهور ثابت ولكن يتزايد الإقبال أكثر في مباريات المنتخبات العربية.
تعالو نحضر سوا .. فرصة للسيدات للمشاهدة مع الاحتفاظ بخصوصيتهن بعيداً عن الرجال
واضافت سمر بأن المبادرة خصصت قاعة بها شاشة عرض كبيرة شديدة الوضوح لبث المباريات مجانا.
واضطرت السودانيات للانتظار ثلاثين عامًا لممارسة كرة قدم بدون قيود، والنضال لسنين ضد العادات والتقاليد والقوانين والمتطرفين والمتشددين دينياً والتكفيريين، قبل تشكيل أول فريق نسائي في العام 2001. إذ تأسس فريق “التحدي” النسائي لكرة القدم في العاصمة السودانية الخرطوم سنة 2001، كأول فريق سيدات.
حضور نوعي
آلاء عبد الرحيم المهتمة بالشأن الرياضي وعضو المبادرة، ذكرت، أن المباريات تحظى بمتابعة نوعية من السيدات خاصة، فريق الدراجات، كما استقطب المونديال المجموعات العادية التي تتابع كأس العالم كل 4 سنوات و جذب المهتمين بتحركات اللاعبين وقرارات الفيفا و أضافت آلاء : المساحة خاصة ومريحة لاسيما للأمهات اللائي يصطحبن أطفالهن.
ومع نهاية كل مباراة يقمن عضوات حارسات، باستطلاع أراء المتابعات والتي تساعد على فهم احتياجاتهم وما إذا كانت هناك أمور تحتاج إلى تطوير.
ونفت سمر تعرضهم إلى أي مضايقات أمنية أثناء جضورهن للمونديال لكنها توقعت حدوث ذلك بعد التغطية الإعلامية التي حظيت بها المبادرة .
تشجيع الأكثر وسامة
التفاعل مع المونديال دفع إيمان يوسف و شقيقاتها الثلاثة إلى جمع “شيرنق” قيمة الاشتراك في قنوات “بي إن سبورت” لمشاهدة كأس العالم، في المنزل، لولعهن بكرة القدم.
واكدت ايمان لـ “التغيير” إنهن لم يكن يتوقعن تخصيص أندية مشاهدة خاصة بالسيدات، و واعتبرت أن الكافيهات المختلطة ليست مكاناً مريحاً للمتابعة لاسيما مع النظرة المجتمعية التي تعتبر ممارسة الرياضة وتشجيعها حكرا على الرجال.
وقال ايمان ضاحكة: إن شقيقتها الصغيرة لا صلة لها بكرة القدم ولكنها تشجع المنتخبات التي يتميز لاعبوها بالوسامة.
