كشف نائب رئيس الوزراء الإيطالي أنتونيو تاجاني، آخر تطورات الأوضاع حول سقف أسعار الغاز، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي قد توصل تقريبا إلى اتفاق بشأن سقف أسعار الغاز.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" عنه قوله: "يعمل وزير الشؤون البيئية وأمن الطاقة جيلبرتو بيكيتو فراتين، بجد في بروكسل للتوصل إلى اتفاق مع دول أخرى لفرض حد أقصى لسعر الغاز، ونحن على وشك الانتهاء".

وفي 22 نوفمبر، اقترحت المفوضية الأوروبية آلية لتصحيح سوق الطاقة، والتي بموجبها يقترح تقديم سقف لسعر الغاز بقيمة 275 يورو لكل 1 ميجاوات، حوالي 3000 دولار لكل 1000 متر مكعب.

ووفقا للمفوض الأوروبي للطاقة قدري سيمسون، يمكن تعديل الرقم المقترح بعد التشاور مع أعضاء المجتمع، وأوضحت المفوضية الأوروبية أن المبادرة تنص على إمكانية رفع طارئ لسقف أسعار الغاز، إذا اعتبر منظمو الصناعة أن الإبقاء عليه قد يزعزع استقرار الأسواق أو يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الإمداد.

ووجدت معظم البلدان المعنية، بما في ذلك إيطاليا، أن الاقتراح غير مرض وغير فعال.

وفي وقت لاحق، قدمت بلجيكا واليونان وإيطاليا وسلوفينيا وبولندا اقتراحها الخاص بسقف سعر يبلغ 160 يورو لكل ميجاوات، والذي يجب أن يكون دائما.

وقالت هنجاريا، إنها لن تدعم سقف أسعار الغاز، الأمر الذي حسب رأيها قد يقوض الإمدادات ويقلل اهتمام منتجي الغاز بالسوق الأوروبية.

الخلاف داخل الاتحاد الاوروبي 

تحدث الدكتور فارس مسدور، الخبير الاقتصادي من الجزائر، عن الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي حول سقف أسعار الغاز، معلقا بأن الاتحاد الأوروبي سيكون الخاسر من تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي.

وقال مسدور، عبر تطبيق "سكايب"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، إن ارتفاع أسعار النفط والغاز يرجع سببها الحرب الأوكرانية، ومن الواضح أن أزمة ارتفاع الأسعار ستستمر لمدة غير محددة، نظرًا لاستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأكد أن الاتحاد الأوروبي يحاول أن تحديد سقف لأسعار النفط والغاز يساعد بالدخول في مشكلة أخرى، لأن زمام الأزمة في يد روسيا والتي تعتبر أول مورد للنفط والغاز للاتحاد الأوروبي، فإذا أقدم الاتحاد علي التسقيف سيعزز ذلك الأزمة بينه وبين روسيا وهو الخاسر في النهاية.

وأضاف، أنهم يمكن لدول الاتحاد الأوروبي تهدئة الحال مع روسيا لأنهم أقدموا على عقوبات خطيرة على الاقتصاد الروسي والذي أصابها بشكل أو بآخر، ولذلك تصعيد العقوبات ليس في صالح الأسعار التي يريدها الاتحاد الأوروبي دون أن يصلوا إليها والحل الوحيد هو فك الحصار على روسيا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

حل أزمة ارتفاع الأسعار

وأشار إلى أن الحل الأمثل لحل أزمة ارتفاع الأسعار هو تهدئة الأمور مع روسيا والتقليل من الحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب على روسيا، لأن تصعيد العقوبات ليس في صالح الأسعار، ومن المتوقع أن يتم تخفيف العقوبات على روسيا، للوصول إلى الأسعار التي يريدها الاتحاد الأوروبي.

انقسامات دول الاتحاد الأوروبي حول سقف أسعار الغاز الروسي

وتتواصل الانقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي حول سقف أسعار الغاز الروسي، حيث تدفع 12 دولة منها بلجيكا وإيطاليا وبولندا وسلوفينيا باتجاه خفض "كبير" لسقف الاتحاد الأوروبي المزمع لأسعار الغاز، بينما يسعى التكتل جاهداً للتوصل إلى اتفاق بشأن هذا الإجراء.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا هذا العام، بعد أن خفضت روسيا شحنات الغاز في أعقاب الهجوم على أوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الوقود ونمو التضخم.

وأجرت دول الاتحاد الأوروبي مفاوضات عاجلة، أمس، في محاولة لتجهيز اتفاق على سقف أسعار الغاز الروسي، من أجل اجتماع لوزراء الطاقة، مقرر بعد غد لكن الدول لا تزال منقسمة إزاء الخطة.