سفير السودان بالأردن: أكثر من «7» آلاف سوداني يقيمون بطريقة غير رسمية بالمملكة


قبل تسليم أوراق اعتماده الرسمية للملك عبد الله الثاني بن الحسين، التقت (التغيير) سفير السودان بعمان، حسن صالح سوار الذهب، الذي أفاد بوقوف قيادة الأردن مع التسوية السياسية الجارية بالخرطوم، باعتبارها الحل الأمثل للأزمة الحالية بالبلاد.

أجراه بعمان: أمل محمد الحسن – الفاضل إبراهيم

في إطار ترقية المشروعات المشتركة؛ تشاور سوار الذهب مع المركز العربي للحجر الصحي، المختص بصحة الحيوان، بمحافظة “معان”، لعمل مشروع مشترك يتم عبره منح الماشية السودانية شهادة صحية معتمدة لدى الأمم المتحدة، تفسح المجال للمواشي السودانية لدخول جميع الأسواق العالمية.

“هذا المشروع سينقذ صادرات الماشية من الخسائر الهائلة التي يتعرض لها بسبب إعادة بواخر الماشية من عدة موانئ لاصابتهم بالأمراض”.

الخبراء في المحجر الأردني أكدوا للسفير السوداني أن تعدد مناطق إنتاج الماشية في السودان، تقطع بعدم إمكانية وصم جميع القطاع الحيواني بإصابته بمرض معين.

على الرغم من شعور السفير بالحماس الكبير حول مشروع المحجر، إلا أنه لم يملك إجابات كاملة حول تفاصيل المشروع، مثل سؤال هل الماشية التي سيتم إنجابها في الأردن ستكون ملكا للسودان أو الأردن، وعزا الأمر إلى أن المشروع في طور الدراسة مع حكومة بلاده حاليا ولم يتم التوافق النهائي بعد.

وكانت الأردن قد استوردت 10 آلاف رأس من المواشي السوداني، وصل منها مطلع ديسمبر الحالي 2 ألف رأس، عبر ميناء العقبة. وهذا التعاون يأتي في إطار مشروع “الصندوق الهاشمي لتنمية البادية”.

في مجال الزراعة كشف السفير سوار الذهب عن امتلاك عمان لأراضي زراعية بمساحة 40 آلاف فدان في السودان، ستشمل خطته العمل على تحريك الاستثمار فيها، لفائدة البلدين، خاصة مع الإقبال الكبير والملاحظ على المانجو السودانية.

محجر أردني يمنح شهادات صحية للماشية السودانية لتسهل بيعها حول العالم

يشعر سوار الذهب بالتفاؤل حول رفع قيمة التعاون التجاري بين الخرطوم وعمان، مع تحريك المشروعات الحيوانية والزراعية. والذي كان لا يتعدى سابقا الـ 100 ألف دولار خلال عام كامل.

وكانت الجهات الرسمية استوردت 25 ألف طن من اللحوم السودانية، التي يفضلها الأردنيون، ما زاد يقين السفير بتعدد الاتجاهات الاستثمارية ذات القيمة، إلا أن بعض الأخطاء التي حدثت جعلت البعثة الدبلوماسية تنتبه للعديد من التحديات التي تواجه الاستثمار بين بلدين كل ينتمي إلى قارة، بلا خطوط طيران مباشرة.

عقبات وتحديات

شحنة الـ25 ألف طن من اللحوم تعرض بعضها للفساد، الأمر الذي فتح الأذهان على مجموعة من التحديات تتمثل في عدم وجود رحلات جوية مباشرة من خطوط البلدين.

“تاركو تقوم برحلات مباشرة لكنها غير منتظمة، فيما توقفت الخطوط الأردنية عن العمل من الخرطوم بعد الانخفاض الكبير الذي عانى منه الجنيه السوداني مقابل الدولار”.

لقاء جمع السفير السوداني مع مدير الطيران المدني الأردني، هيثم ميسو، خرج بوعد استئناف الطيران الأردني لرحلات من الخرطوم لعمان في الربع الأول من العام المقبل.

وتعاني الرحلات البحرية من عدم امتلاك السودان لبواخر تنقل البضائع، مما يزيد من تكاليف الشحنات، تحد آخر يتطلب مزيدا من التشاور.

لا تنحصر التحديات في وسائل النقل، لكن الكثير من العقبات هي في الداخل السوداني الذي يؤثر على قطاع الاستثمار ككل، فعلى الرغم من وجود قانون استثمار جيد إلا أن التنفيذ تشوبه الصعوبات.

“نحاول الدفع بمقترحات لتوحيد النافذة الاستثمارية، لمنع تراكض المستثمر بين وزارات التجارة والاستثمار، ومناقشة الضرائب والزكاة والرسوم التي تتم المطالبة بها قبل البدء في العمل”.

تغير الوجهة الصحية
محررا التغيير مع السفير السوداني بالأردن

“لم تعد الأردن الوجهة الصحية الأولى للسودانيين” فيما كانت بين عامي 2005 و 2012 وجهتهم الأولى حتى بلغ حجم التبادل الطبي 200 مليون دولار في إحدى السنوات.

أثرت الظروف الاقتصادية في البلاد وانخفاض الجنيه السوداني مقابل الدولار على ذلك، وبدأ السودانيون في الاتجاه لدول أخرى مثل مصر وتركيا والهند التي أصبحت حاليا الدولة الأولى التي يقصدها المرضى.

خصصت السفارة مستشارية خاصة بالعلاج في عمان، لتعرض الكثير للاحتيال، والسمسرة، ولأن السياحة العلاجية بالأردن من موارد الدولة المهمة تعمل الأجهزة التنفيذية بها لمحاصرة كافة أنواع الغش في هذا الجانب.

“ندعو جميع السودانيين الراغبين في العلاج بالأردن للمتابعة مع الأجهزة الرسمية بالبلدين لتقليل إمكانية تعرضهم للخداع”.

الخطوط الأردنية ستعاود رحلاتها من الخرطوم في الربع الأول من 2023

توقف المنح الدراسية

توقف برتوكول تبادل المنح الدراسية الذي كان قائما بين وزارة التعليم العالي في السودان ووزارة الصحة الأردنية في العام 2018، نسبة لأن عمان تمنح فرص للدراسات العليا فقط، فيما يمنح الطلاب الأردنيين فرصا لدراسة الطب.

يخضع الأمر للمزيد من التشاور، لرؤية الحكومة السودانية ضرورة أن يكون البروتوكول بين وزارتي الصحة او التعليم العالي في البلدين.

“البروتوكول بحاجة إلى التصحيح”.

من جهة ثانية؛ كان هناك تشكيك من الجانب الأردني في بعض الشهادات السودانية، وحسمت الجامعة العربية الأمر بميثاق يجبر جميع الدول الأعضاء على الاعتراف بجميع الجامعات في جميع الدول الأعضاء.

“لم التقْ جلالة الملك حتى الآن، لكني على علم برغبة الأردن في استقرار السودان الذي يمثل استقرارا لمنطقة القرن الأفريقي”.

“مازالت الرغبة مستمرة من الجانب الأردني للدراسة في السودان، وتردنا العديد من التساؤلات من الأسر والطلاب الأردنيين، الموجود منهم حاليا 500 طالب في الجامعات السودانية”.

عزا السفير الرغبة الكبيرة للدراسة في السودان إلى التقارب الروحي بين الشعبين، والشعور الأردنيين بالراحة والاطمئنان لدراسة أبنائهم في السودان.

مخالفات الجالية

“السودانيون في الأردن أعدادهم تتجاوز 12 ألف، فيما المسجلين بصورة رسمية وحاصلين على إقامات أو متزوجين من أردنيات لا يتجاوز 700”.

يحضر السودانيون للأردن عبر تأشيرات علاجية، ثم يسجلون للهجرة أو يعملون بالبلاد، وبلغ عدد المسجلين للهجرة 5000.

الظروف الاقتصادية والأمنية ببعض الدول المجاورة للأردن أجبرت السودانيين المقيمين بها على الانتقال للمملكة، بعضهم يعمل في مهنة سائق بين الدول العربية.

تتابع السفارة أوضاع السودانيين بصورة لصيقة، والموجودون في السجون الأردنية لا يتجاوزون 6 أشخاص بجرائم تجارة مخدرات وغيرها.

“الجالية السودانية بالأردن من أفضل الجاليات وسعت السفارة عبر قنصليتها للتواصل مع الجهات الرسمية التي استجابت وتعامل السودانيين بصورة ممتازة”.

بيت السودانيين

أثناء حديثه، كان يشير السفير سوار الذهب للسفارة بـ”بيت السودانيين”، قائلا إنها مفتوحة لحل مشاكل جميع أعضاء الجالية.

“نحن هنا في خدمة الجالية”.

ولكن منذ العام 2019 لا يوجد جسم يمثل الجالية بسبب الاختلافات السياسية والفكرية، والتفرق في محافظات المملكة المختلفة. والكثير من المقدمين للهجرة لا يريدون اللجوء إلى السفارة لحل مشاكلهم.

يشعر السفير بالأسف لعدم اهتمام الكثير من الأسر السودانية المقدمة للجوء بتعليم أبنائها، ذاكراً فرصة تم منحها لطالبة سودانية للدراسة المجانية بالجامعة ولم تستجب الأسرة لدفع رسوم التسجيل فقط.

“لو حضروا إلينا كنا سنعينهم، ثم تم تحويل المنحة لطالبة أخرى”.

لم تتقدم عمان بأية دعومات مالية أو فنية لدعم الحل السياسي، حتى الآن، لكنها مهتمة بالانخراط في مشروعات تنموية طموحة في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية.

جوانب مشرقة

تحتفي السفارة السودانية بالأردن بالجوانب المشرقة للجالية السودانية، وأشارت إلى اهتمامها بطالبتين من بنات الأسر المقدمة للجيش لإحرازهم الجائزة الأولى(غالبا) في سباقات الجري.

كما أشارت لمشاركات وطنية شعرية من طالبة سودانية أخرى، سهلت لها السفارة المشاركة في مهرجان شبيبة الثقافي العام الماضي.

“لاحظنا ارتباط الأجيال الجديدة من الأسر المقدمة للجوء بالوطن، وتكون مشاركاتهم دائما وطنية ومشرفة”.

تاريخ الخبر: 2022-12-12 09:24:06
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية