«الفحم الأوروبي» صديق البيئة


من يتابع كثيرا من وسائل الإعلام العالمية والغربية خصوصا، والتقارير من بعض الجهات المختصة وبيوت الخبرة، ومن يشاهد التوجه السياسي لبعض الدول فيما يخص الوقود الأحفوري عموما والنفط خصوصا، سيظن أن شمس الوقود الأحفوري قد أفلت، وأن العالم قد أحرز اختراقا علميا وتقنيا لمادة تعوض النفط وتغني عن استخداماته وتطبيقاته التي لا تعد ولا تحصى، وأن العالم توقف عن استخدام الفحم لتوليد الطاقة.

بغض النظر عن بعد هذا التوجه السياسي عن الحقيقة والموضوعية وعدم صحته، إلا أنه يبقى رأيا وإن علا صوت أنصاره وداعميه، وهذا ليس مثارا للدهشة والاستغراب، ما يثير الدهشة حقا بل التندر أن تشاهد تناقضا عجيبا من قادة هذا التوجه وفي زمن قصير، بسبب التحولات السياسية والاقتصادية العالمية الحالية التي تسببت فيها جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية.

هذه الأحداث الجوهرية في رأيي رغم قسوتها على الاقتصاد العالمي، إلا أنها كشفت عن كثير من الحقائق، وعززت حقيقة مهمة جدا أن أمن الطاقة قضية وجودية، وأن الشعارات الرنانة لن تمد العالم بالطاقة!

بريطانيا على سبيل المثال من إحدى الدول التي تتحرك بقوة نحو تقويض صناعة النفط والاستثمار فيها، ومن الطبيعي أن ينسحب ذلك على الفحم الذي يعد مصدرا رئيسا للتلوث، فما هو الواقع الذي تعيشه بريطانيا في خضم إرهاصات أزمة حقيقية للطاقة في أوروبا بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية ونحن نقف على عتبات الشتاء؟

بسبب هذه الأزمة عادت بريطانيا إلى فتح ملف الفحم الحجري، وذلك بالموافقة على مشروع منجم للفحم في مقاطعة "كمبريا"، وهو الأول من نوعه منذ 30 عاما، وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية وضحت أن الغرض من هذا المنجم ليس لتوليد الكهرباء، بل لإنتاج الصلب، إلا أن الفحم ما زال موجودا في بريطانيا، حيث إن الحكومة طلبت من عدد من الشركات الإبقاء على محطاتها التي تولد الكهرباء باستخدام الفحم خلال هذا الشتاء.

في ألمانيا كذلك، صرحت شركة "يونيبر" أنها ستبدأ إنتاج الكهرباء باستخدام الفحم لتعويض نقص الكهرباء خلال مدة التوقف التي تسبب فيها وقف إمدادات الغاز الروسية، وأنها ستعمل بالفحم لمواجهة أزمة الطاقة خلال هذا الشتاء حتى نيسان (أبريل) المقبل، إضافة إلى طلب بعض المسؤولين الألمان استبدال المحطات التي تعمل بالغاز للفحم لمواجهة أزمة الطاقة.

بعد الإجراءات التي اتخذتها ألمانيا للعودة إلى الفحم لتوليد الطاقة، الحكومة النمساوية أعلنت منتصف هذا العام أنها ستعيد تشغيل محطة طاقة تعمل بالفحم لتجاوز أزمة إمدادات الغاز الروسية.

الجدير بالتنويه أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع زيادة الاستثمار في الفحم بنحو 10 في المائة في 2022، وبحسب المعلومات فإن إنتاج الفحم العالمي ارتفع نحو 4 في المائة في 2021 مع زيادة الطلب على الطاقة! النفط كذلك الذي كان مقيدا في قفص الاتهام من بعض الدول، أخرج من قفص الاتهام واستقبل بالأحضان عندما لاح أفق الأزمة، ووضعت الشعارات الرنانة عن البيئة وحمايتها بعيدا عن الأعين لأن المصلحة اقتضت ذلك.

الأحداث التي نعيشها خلال هذه المرحلة الحرجة في اعتقادي تؤكد أن العالم أشد حاجة عن أي وقت مضى إلى استقرار أسواق الطاقة واستدامتها وسلامة إمداداتها، وأن العالم ينمو نموا مطردا يرافقه بطبيعة الحال نمو في الطلب على الطاقة وعلى رأسها الوقود الأحفوري، هذا يحتم أن يعمل الجميع على رفع كفاءة إنتاج واستهلاك جميع مصادر الطاقة دون استثناء.

* نقلا عن صحيفة الاقتصادية

تاريخ الخبر: 2022-12-12 12:18:40
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 76%
الأهمية: 98%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية