قبل أسبوع من تشريعية 17 ديسمبر.. جبهة الخلاص في مسيرة شعبية: السعي إلى توحيد معارضي الرئيس يتواصل مع دعوات إلى مقاطعة الانتخابات


في مسيرة انطلقت من ساحة العملة لتصل إلى شارع الحبيب بورقيبة، مسيرة تأتي قبل أسبوع فقط من موعد الانتخابات التشريعية ليوم 17 ديسمبر الجاري، وذلك بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان وقد رفع خلالها المشاركون العديد من الشعارات المناهضة لسعيد وللمسار السياسي لـ 25 جويلية، على غرار «ارحل» و«الشعب يريد ما لا تريد» و«أوفياء أوفياء لدماء الشهداء»، و«يسقط يسقط الانقلاب» و«مقاطعة مقاطعة» و«هذه ماهيش دولة،هذه ضيعة محروس» و «يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع» و«عهدا عهدا يا شهيد عن المبادئ لن نحيد» و»يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» و«لا خوف لا رعب السلطة بيد الشعب» وغيرها من الشعارات المعارضة لسعيد.
صعدت جبهة الخلاص الوطني يوم أمس تحركاتها بالدعوة في المسيرة التي نظمتها أمس إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية والتي وصفتها بـ»المسرحية» و»المهزلة»، مسيرة كرر خلالها المشاركون المطالبة برحيل قيس سعيد والعودة إلى المسار الدستوري، وقد قال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي في كلمته «نحن هنا للمرة 20 في هذا الشارع ولن يقل عددكم ولن يخفت صوتكم وهناك من يتحدث عن الاجتماعات والمظاهرات وماذا بعد وأنا أقول لهم تصوروا أن هذا المشهد العظيم كان غائبا في هذا اليوم وللمشاهد الـ20 والاجتماعات التي تمّ عقدها في سوسة وتطاوين والرقاب ومدنين وقبلي والكاف وغيرها من الولايات ولولا ذلك لكان الفراغ في وجه قيس سعيد وهذه قوة الصمود وقوة المستقبل وقوة عودة الديمقراطية وقوة إنقاذ تونس وقدرنا أن نجتمع هنا كلما دعت الضرورة».
تحركات الجبهة متواصلة
بحسب نجيب الشابي فإن تحركات الجبهة ستتواصل وستكون في كل ولايات الجمهورية حتى تصل إلى نقطة الفصل مع هذا الانقلاب، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن هذه المسيرة تتزامن مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان ولكن في القلب حسرة لأننا عدنا إلى المربع السابق، مضيفا أن الحرية في العشرية الماضية والتي يصفونها بـ«السوداء» كانت على ربوع البلاد التونسية، قائلا «جميعكم حرا في التعبير والتنقل والاجتماع والترشح والانتخاب، كنا في نصاف الدول الديمقراطية المتقدمة لمدة 10 سنوات ولا أحد يمكن أن يتحدى هذه الحقيقة..أين نحن اليوم؟ عدنا إلى محاكمات الرّأي، عدنا إلى محاكمة المدنيين، عدنا إلى اختطاف السياسيين من الشارع واحتجازهم لمدة طويلة دون أن نعرف عنهم شيء، عدنا إلى ملاحقة الصحفيين، عدنا إلى تتبع البرلمانيين بالعشرات من أجل اجتماع افتراضي ووجهت ضدهم تهم التآمر على الدولة...».
رسالة موحدة
وأضاف الشابي أننا عدنا إلى الحكم الفردي المطلق عبر المراسيم، مبرزا أن الشارع قبل سنة من اليوم كان فارغا واليوم بوجود جبهة الخلاص الوطني أصبح هناك قوة سياسية معارضة بارزة يسمعها الجميع في الداخل والخارج، وبين أن المعارضة تتمسك اليوم بعودة الديمقراطية وأن تعمّ من جديد حقوق الإنسان، قائلا «نجتمع في حفل منقوص وكنا نتمنى أن يكون هذا العدد مع أعداد أخرى من التونسيين يرفعون ألوانا مختلفة ولكنهم يتجمعون للدفاع عن تونس من أجل إنقاذها ولقد قدمت الجبهة عدة تنازلات وكانت تنوي عقد هذا الاجتماع اليوم الأحد 11 ديسمبر الجاري ولكن خيرت فيما بعد أن يكون الاجتماع مع إحياء ذكرى 10 ديسمبر، قلنا بأن قدرتنا على التعبئة أيسر وأوفر أيام الأحد أفضل من يوم السبت وقبلنا ذلك...لسنا في حاجة إلى عدد أكبر وإنما تونس في حاجة إلى رسالة موحدة وأود أن أرسل أليهم برسالة قوية مفادها أن جبهة الخلاص الوطني لا تشكو من أي عقدة انعزال بل بالعكس تشعر أن من ينعزل عنها يتخلى عن النضال».
برلمان مجرد من الصلاحيات
شدد رئيس الجبهة على أنه لا يمكن القبول بانتخابات لبرلمان مجرد من الصلاحيات وانتخابات لإضفاء شرعية زائفة لحكم فردي مطلق، وتابع قوله «نحن لا نعاني من عقدة العزلة ولنا خصم وحيد هو الانقلاب، نحن لا نفكر في انتخابات قادمة لأن الانقلاب يقف حاجزا بيننا، كلنا يد واحدة لعودة الديمقراطية، نجتمع ولم يعد يفصلنا عن الانتخابات ألا أيام قليلة وأي مهزلة هذه وأية انتخابات هذه وقد عجزوا عن إيجاد مترشحين في العديد من الدوائر..أية انتخابات هذه وكل الأحزاب السياسية تقاطعها باستثناء حزبين أو أكثر ولا يمثلون إلا أنفسهم..أية انتخابات هذه تحت إشراف هيئة لا تملك من الاستقلالية شيء، أية انتخابات هذه بعد أن وقع التزوير في الاستفتاء، أية انتخابات هذه لمجلس مجرد من الصلاحيات الرقابية ويتقاسم الصلاحيات التشريعية مع رئيس الجمهورية...نحن نناشد كل تونسي بأن لا يذهب إلى الاقتراع وأن يقاطعها بالكامل ونقول لسعيد ماذا بعد فأنت أمام أزمة سياسية مفتوحة وكل الأحزاب والمنظمات والمستقلين والأكاديميين ضدك».
التنسيق مع القوى المعارضة للرئيس
وفق الشابي فإن قيس سعيد يتخبط في أزمة سياسية غير مسبوقة أمام ندوة المواد الأساسية وارتفاع نسب البطالة والفقر وتدهور الأوضاع الصحية والتربوية، متوجها بالسؤال إلى سعيد ، ماذا أنت فاعل؟ والإجابة تأتي من قبلهم بأن الحلّ لدى صندوق النقد الدولي. هذا ووجه الشابي ندائه إلى المعارضة بتوفير حد أدنى من التنسيق مع القوى المعارضة للرئيس ولمسار 25 جويلية، وأعرب عن أمله في أن تلتقي في الشارع لهدف واحد وأن يكون يوم 10 ديسمبر نقطة مضيئة في تطور المعارضة السياسية لكن للأسف تراجعت الأحزاب التي كانت ستخرج مع الجبهة إلى الشارع لكن الأمل يبقى في الخروج صفا واحد يوم 14 جانفي.

تاريخ الخبر: 2022-12-12 15:21:18
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

بوريل يدعو إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

السجن سنة ونصف للمدون يوسف الحيرش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

بوريل يدعو إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:49
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية