كشف المستثمرون ورجال الأعمال عن أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الصينية تأتي في وقت هام لتعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى مع أكبر قاعدة للتصنيع فى العالم. وأوضحوا أن الصين تعد الشريك التجارى لغالبية دول العالم مما يتيح أفاقاً جديدة للاستثمار.

وأكدوا أن أهمية الزيارة حاليا تأتي في إطار تعزيز الاستثمارات فى الوقت الذى تخصص الصين نحو 10 مليارات دولار من خلال صندوق التعاون الصينى الأفريقى للاستثمار في قارة إفريقيا، وبالتالي لابد من الاستفادة من هذه القدرات التمويلية فى زيادة الاستثمارات الصينية بمصر.

قال المهندس أحمد منير عز الدين رئيس وحدة المشاركة مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين أن التجربة الصينية من التجارب الناجحة عالميا مما يستدعى الاستفادة منها لإصلاح الخلل الحالى فى الميزان التجارى بين القاهرة.

وأكد عز الدين إلى أن مصر بموقعها المتميز وبما تملكه من قاعدة صناعية قوية يمكن أن تستفيد من هذا الصندوق بحيث يتم تأسيس مشروعات صينية عملاقة، سواء استثمارات برأس مال صينى أو بالمشاركة مع المستثمرين المصريين؛ هدفها تصدير المنتجات لقارة إفريقيا فى ظل توافر جميع مقومات الإنتاج لدينا.

وأكد عز الدين أن هناك علاقات تاريخية بين البلدين من شأنها تعزيز تلك الاستثمارات.

ويوضح أن مصر بما تملكه من مميزات تتمثل فى عدد كبير من الاتفاقيات سواء مع أوروبا أو بين الدول العربية أو الأفريقية ممثلة فى اتفاقية الكوميسا تشجع الصين على تأسيس استثمارات على أرض مصر لتصبح نقطة انطلاق من القاهرة إلى مختلف عواصم العالم، فى الوقت الذى تأتى تنمية إقليم محور قناة السويس وكذلك مشروع القناة الجديدة ليجعل من مصر محوراً هاما للتجارة العالمية.

ويرى المهندس خالد حمزة رئيس لجنة الاستيراد والجمارك والتجارة الداخلية بجمعية رجال الأعمال المصريين أن زيارة الرئيس للصين للقمة العربية الصنية تفتح صفحة جديدة من التعاون على كل المستويات خاصة المجال الاقتصادى، والذى استطاعت من خلاله الصين أن تصبح أكبر قوة اقتصادية عالميا

.واوضح حمزة أن الصين لديها تجربة كبيرة فى مجال المشروعات الصغير ومتناهية الصغر ومصر تحتاج إلى معرفة سر هذه التجربة لأنها تساعد على دفع معدلات النمو بشكل كبير وتوفر فرص عمل كبيرة من شأنها قيادة قاطرة النمو الاقتصادي لأي دولة.

مستقبل واعد للتعاون الصيني العربي في مجال الطاقة النظيفة

قال الدكتور تامر ابو بكر رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات من المقرر أن تقام الدورة الخامسة من معرض الصين والدول العربية في الضوء على الإمكانات الهائلة للتعاون بين الجانبين الصيني والعربي، مشيرا إلى توسعه إلى مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي، حيث ستصبح الطاقة النظيفة.　　

واكد ابوبكر أن التعاون في مجال الطاقة النظيفة باهتمام من الجانبين الصيني والعربي، إذ وقعت إدارة الطاقة الوطنية الصينية وأمانة جامعة الدول العربية اتفاقية في بكين بشأن إنشاء مركز التدريب الصيني-العربي للطاقة النظيفة في يوليو عام 2018، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون والتبادلات بين الجانبين في مجال الطاقة النظيفة والعمل بشكل مشترك على توسيع تطوير واستغلال الطاقة النظيفة.　　

وواكد ابوبكر ان إنتاج واستهلاك الطاقة في الصين تحسنا مستمرا، حيث تقوم الصين بتسريع عملية إعادة هيكلة الطاقة وبناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية سعيا حثيثا للتحول إلى استخدام الطاقة المستدامة والمتجددة وإحداث التغيير المطلوب بخفض الاعتماد على الطاقة الأحفورية. وبالتالي تمتلك الصين والدول العربية رؤية مشتركة فيما يتعلق بتطوير الطاقة والتي من شأنها أن تدفع التعاون بين الجانبين إلى أفقٍ التعاون بمجال الطاقة النظيفة

واشار أبو بكر الي ان الصين الآن دولة كبرى في العالم في مجال الاستفادة من الطاقة النظيفة.　　وحتى نهاية عام 2022، بلغت القدرة المركبة للطاقة المتجددة في الصين 934 مليون كيلوواط، بزيادة 17.5 / .　　

واوضح ابوبكر ان التعاون بين الصين والدول العربية خبرة في التعاون بمجال الطاقة النظيفة، حيث يجري حاليا تنفيذ بعض مشاريع الطاقة النظيفة في دول عربية في إطار التعاون الصيني العربي ويمضى العمل في تلك المشاريع بصورة سلسة. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة ((هاربين إلكتريك الدولية الصينية)) (اتش يي أي) من هذا العام الحالي انتهت من ربط الوحدة الثانية لمشروع مجمع حصيان للطاقة بتقنية الفحم النظيف في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بالشبكة الخاصة بتوليد الطاقة.