رونالدو وميسى


المعاناةُ قاسمُ مشترك بين لاعبى المنتخبات المشاركة فى المونديال، وأطقمها الفنية. لكن مستويات المعاناة تختلف، وكذلك أنواعها. ولعل أكثر من يعانون فى المونديال الحالى هم اللاعبون الأكبر سنًا الذين لن تتاح لهم فرصةُ للمشاركة فى مونديال 2026. غير أن ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو ربما يكونان الأكثر معاناة رغم كل ما أنجزاه فى مسيرتهما. فقد حققا من الألقاب والبطولات، ونالا من الجوائز، ما يجعلُهما الأكبر فى عالم كرة القدم فى هذا العصر، لأن المقارنة مع لاعبين فى مراحل سابقة لا تستقيم0 ولا ينقصُهما إلا الفوز بكأس العالم الذى استعصى عليهما فى مشاركاتهما الأربع السابقة0 فهذه الفرصةُ الأخيرة لأن عمر رونالدو سيكون 41 عامًا، وميسى 39 في المونديال المقبل. انتهى حلمُ رونالدو عند ربع النهائى, وازدادت معاناتُه أضعافًا0 فهذه المرة الأولى التى لا يشاركُ فيها أساسيًا فى ثُمن وربع النهائى0 وكم هو مؤلمُ لأمثاله الجلوس على الدكة0 وحين شارك لأكثر من نصف ساعة أمام منتخب المغرب, لم يصنع أى فارق, ولم يحسن استغلال فرصة أتيحت له قبيل نهاية المباراة وكان ممكنًا أن تغير مسارها. وتحول حلمه بالكأس إلى كابوس فى نهاية مشواره الدولى0 أما ميسى المتألق, الذى اكد أخيرًا تفوقه على رونالدو لعبًا وقيادة, فقد أنعش بلوغ نصف النهائى حلمه فى أن يحمل هذه الكأس ويُعيدها إلى الأرجنتين للمرة الأولى منذ عام 1986، بعد أن ظل شبحُ دييجو مارادونا يطارده، ومشهد التتويج فى ذلك العام يلاحقه. ولعل معاناة ميسى هذه تختلطُ بشعورٍ بالظلم لأن محبى الكرة فى بلده يضعونه فى المرتبة الثانية بعد مارادونا، الذى منحته قيادةُ منتخب الأرجنتين للفوز بمونديال 1986 أفضلية، رغم أن ما حققه ميسى فى مسيرته الإجمالية يفوق ما أنجزه الطفل الذهبى الذى ظُلم بدوره لأن جائزة البالون دوركانت أوروبيةً فقط حتى 1995، أى خلال فترة تألقه. ورغم أن معاناة ميسى ستكبر إذا لم يتحقق الحلمُ بدءاً بالفوز فى مباراة اليوم والعبور إلى الدور النهائى, ستبقى محنةُ رونالدو أشد لأن نجمه سيخفت, إن لم يكن خفت فعلاً.

*نقلاً عن "الأهرام"

تاريخ الخبر: 2022-12-13 06:18:06
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 82%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية