من مسقط رأسه ببلدية مشونش (27 كلم شمال شرق بسكرة) جنوبي الجزائر، حيث ولد بها سنة 1923، وواصل تعليمه الابتدائي هناك، أعطت السلطات الجزائرية قبل أيام إشارة انطلاق تصوير فيلم "حامي الصحراء" للمخرجة ياسمين شويخ، حيث سيجسد الفيلم حياة ونضال البطل الشهيد العقيد أحمد بن عبدالرزاق حمودة المدعو "سي الحواس".
ورصدت الحكومة الجزائرية في الأعوام السابقة مبالغ مالية ضخمة لإنتاجات سينمائية تهتم بالتاريخ الجزائري في فترة الاستعمار الفرنسي، وتعكف حالياً على تمويل أفلام جديدة أخرى تُؤرّخ لقادة الثورة التحريرية، منهم العقيد "سي الحواس"، وذلك بمناسبة مرور 60 سنة على استقلال البلاد عام 1962.
وساهمت هذه الشخصية الثورية في كفاح المنطقة ضد المستعمر الفرنسي، ودحض مشروع فصل الصحراء، والعمل على تكريس الوحدة بين الوطنيين في معركة استشهاده رفقة العقيد عميروش.
وتشير السيرة الذاتية لـ"سي الحواس" إلى أنه نشأ في أسرة ميسورة الحال، واشتغل بالتجارة التي مكنته من التعرف على شخصيات من الحركة الوطنية، وانخرط مبكراً في النضال السياسي، وفي تعبئة المواطنين للثورة ليلتحق بالكفاح المسلح، ويُعين قائدا بالمنطقة الثالثة بالولاية الأولى التاريخية، ثم قائدا للولاية السادسة التاريخية بعد استشهاد العقيد علي ملاح، ونهاية باستشهاده في معركة جبل ثامر ببوسعادة سنة 1958 إلى جانب قائد الولاية الثالثة التاريخية العقيد عميروش آيت حمودة.
وقالت المخرجة ياسمين شويخ في تصريحات إعلامية، إن هذا الفيلم الروائي يعتبر مساهمة في كتابة التاريخ الوطني، باستعراضه محطات من حياة الشهيد "سي الحواس" بتسليط الضوء على نضاله السياسي والعسكري، حيث سيجسد دوره الرئيسي الممثل علي زاريف.
ويتم تجسيد الفيلم التاريخي عن حياة "سي الحواس" بالتوازي مع إنتاجين سينمائيين آخرين عن حياة الشهيد "زيغود يوسف"، وفيلم آخر عن الشهيد "سي امحمد بوقرة".
وترتبط ذاكرة الجزائريين بأفلام تاريخية حققت الشهرة داخل وخارج البلاد، كـ"معركة الجزائر"، و"الأفيون والعصا"، و"دورية نحو الشرق"، و"سنين الجمر" وغيرها من الأفلام التي وثقت حقبة مهمة من واقع عاشه الجزائريون لم يكن سهلاً.
وعادة ما تثير هذه الإنتاجات السينمائية الكثير من النقاشات في الأوساط الفنية والنقاد السينمائيين نظراً لثقلها من ناحية سيرة الشخصيات الثورية ذات الجوانب المعقدة والمتعددة، وكذلك الميزانيات المرصودة لها، ورفع سقف التوقعات بشأنها حتى تنافس على جوائز عالمية ولا تبقى رهينة القاعات السينمائية المحلية.
ومن أبرز الأفلام الذي نالت شهرة عالمية، فيلم "معركة الجزائر" لمخرجه الإيطالي جيلو بونتيكورفو، إذ حقق نجاحاً من ناحية قيمته الفنية في نقل نضالات الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي، ورصده للتجاوزات العنصرية التي ارتكبها الاحتلال، ولا يزال يعرض في المناسبات التاريخية وتشاهده أجيال ما بعد الاستقلال.
