وسط أزمة سياسية حادة تمر بها البلاد منذ أشهر، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، القادة الليبيين إلى وضع حدّ للمراحل الانتقالية والتوجه نحو التحضير للانتخابات، من أجل جعل عام 2023 عام سلام استقرار وسلام في ليبيا.
وحثّ باتيلي في بيان نشرته البعثة الأممية مساء الثلاثاء، جميع الأطراف في ليبيا إلى الاستماع إلى نداء شعبهم، مشيراً إلى أن "شباب ليبيا لم يعد بحاجة إلى بنادق الكلاشينكوف وإنّما هو بحاجة إلى توفير المدارس والتقنية الحديثة وفرص اقتصادية حقيقية".
وتعثّر الحوار بين القوى الليبية بعد إعلان المجلس الأعلى للدولة مقاطعة البرلمان وتعليق مشاوراته معه بسبب خلاف حول المحكمة الدستورية، وتعطّل معه الحلّ السياسي للأزمة السياسية الغارقة فيها ليبيا منذ أشهر.
خلافات حول الدستور والانتخابات
ويثير هذا الجمود النابع من الخلافات حول الدستور وقواعد الانتخابات والصراع على السلطة والثروة، قلق الأمم المتحدة والأطراف الدولية وخاصة واشنطن، من العودة إلى مشاهد الاضطراب والعنف، حيث تدفع وتضغط لتفادي هذا السيناريو والتوصل إلى توافق وتسوية بين الخصوم السياسيين يفضي إلى التعجيل بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بالبلاد، تنهي المراحل الانتقالية وتقود ليبيا نحو مرحلة جديدة من الاستقرار.
والخميس الماضي، طرح المجلس الرئاسي الليبي، مبادرة لحل الأزمة السياسية بالبلاد، وتحريك حالة الجمود السياسي، تقوم على إعادة الأطراف المتصارعة إلى الحوار بغية الوصول إلى إنجاز القاعدة الدستورية، التي من شأنها أن تؤسّس لانتخابات برلمانية ورئاسية، وتنهي المراحل الانتقالية.
جمود سياسي
وحتّى الآن، لم يلقى هذا المقترح تفاعلاً من المجلس الأعلى للدولة والبرلمان، وهي الأطراف المعنية بهذه المبادرة، وسط تحذيرات من تداعيات استمرار جمود العملية السياسية في البلاد.
ومع استمرار الخلافات على حالها عدم تحقيق أيّ تقدمّ نحو الحلّ، يخشى الليبيون من أن يؤدّي هذا الوضع إلى زيادة فرص اندلاع نزاع مسلّح وإلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.