أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية الثلاثاء "اختراقاً علمياً كبيراً" في مجال الاندماج النووي، يمكن أن يُحدث ثورة في انتاج الطاقة ويمهد الطريق للابتعاد عن الوقود الأحفوري.

واقترب العلماء الأمريكيون خطوة أخرى من تحقيق حلم إنتاج كهرباء نظيفة موثوقة لا تنضب، من خلال تفاعل الاندماج النووي، حسب وسائل إعلام أمريكية.

ووصفت وزيرة الطاقة الأمريكية، جنيفر جرانهولم، بدء الاشتعال الاندماجي بأنه "اختراق علمي كبير"، من شأنه أن يؤدي إلى "تطور في مجالات الدفاع الوطني ومستقبل الطاقة النظيفة".

وقالت من مختبر لورانس ليفرمور الوطني التابع لوزارة الطاقة الأمريكية: "ببساطة، هذا هو أحد أكثر الإنجازات العلمية إثارة للإعجاب في القرن الحادي والعشرين".

ووفق تغريدة للمختبر على تويتر، فإنّ تجربة أجراها الأسبوع الماضي أنتجت من خلال الاندماج النووي كمية أكبر من الطاقة المستخدمة في أجهزة الليزر لبدء التفاعل.

واعتبر مدير مختبر لورانس ليفرمور، كيم بوديل الاندماج النووي، أنه "أحد أهم التحديات العلمية التي واجهتها الإنسانية على الإطلاق".

وأضاف: "على عكس الانشطار النووي الذي يمد العالم بالكهرباء، فإن الاندماج لا يولد انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أو غيره من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي".

ومن ثم يمكن للاندماج النووي أن يؤدي دوراً في تخفيف حدة تغير المناخ في المستقبل، وفق تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان الباحثون حاولوا لعقود استنساخ عملية الاندماج التي هي بالأساس الطريقة التي تمد الشمس بالطاقة.

ما هو الاندماج النووي؟

الاندماج النووي عملية من صنع الإنسان تحاكي الطريقة التي تمد الشمس بالطاقة. ويحدث الاندماج النووي عند دمج ذرتين أو أكثر في واحدة أكبر، وهي عملية تولّد كمية هائلة من الطاقة على شكل حرارة.

وكان العلماء في جميع أنحاء العالم يدرسون الاندماج النووي لعقود من الزمن، على أمل إعادة إنشائه بمصدر جديد يوفر طاقة غير محدودة وخالية من الكربون، بدون النفايات النووية الناتجة عن المفاعلات النووية الحالية.

وفي "حال استنساخ الاندماج النووي للشمس على كوكب الأرض، سيكون بمقدورنا توفير طاقة لا تنضب، تتسم بكونها نظيفة ومأمونة وميسورة التكلفة لتلبية الطلب على الطاقة على الصعيد العالمي"، وفق الوكالة الدولية.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الاندماج يسفر عن إنتاج كمية ضخمة من الطاقة تبلغ أربعة أضعاف كمية الطاقة التي تنتج عن تفاعلات الانشطار النووي.

ويأتي النجاح العلمي في وقت يعاني فيه العالم من ارتفاع أسعار الطاقة ويشعر بضرورة التخلص من حرق الوقود الأحفوري لمنع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات خطيرة.

وتستخدم مشاريع الاندماج بشكل أساسي عنصرَي الديوتيريوم والتريتيوم، وكلاهما من نظائر الهيدروجين. ويمكن للديوتيريوم الناتج عن خلط كوب من الماء، مع قليل من التريتيوم، تزويد المنزل بالطاقة لمدة عام.

ويعتبر التريتيوم أكثر ندرة وأكثر صعوبة في الحصول عليه، على الرغم من أنه يمكن تصنيعه.

وقال جوليو فريدمان، كبير تقنيّي الطاقة السابق في لورانس ليفرمور: "على عكس الفحم، تحتاج فقط إلى كمية صغيرة من الهيدروجين، وهو أكثر شيء موجود في الكون".

وأضاف: "يوجد الهيدروجين في الماء لذا فإن المادة التي تولّد هذه الطاقة غير محدودة بشكل كبير وهي نظيفة".

وتعد هذه المرة الأولى التي ينجح فيها العلماء في إنتاج هذا، بدلاً من الانهيار كما فعلت التجارب السابقة.

وعلى الرغم من وجود عديد من الخطوات حتى يصبح ذلك قابلاً للتطبيق تجارياً، فمن الضروري للعلماء إثبات قدرتهم على إنتاج طاقة أكثر من الطاقة المستهلكة وإلا سيصبح المشروع بلا جدوى.


TRT عربي - وكالات