النية وسير وسير..سلاح الركراكي من الموروث الثقافي لكتابة التاريخ


من العلاقات الفارقة لمشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022، هو الخطاب الفريد للمدرب وليد الركراكي الذي ينهل من جمل ومفردات مغربية ربما لا يُلقى لها بال، لكن استحضارها في محفل رياضى عالمي جعلها محط اهتمام وتمحيص وبحث عن وجودها ومضامينها في المدلول الثقافي الاجتماعي وتداعياتها على المستوى النفسي الجمعي والشعور العام للمغاربة.

 

يتحدث الركراكي في أغلب إطلالته التواصلية عن النية والاستناد عليها في التحفيز الرياضي، وأنها قد تكون سببا في ارتطام الكرة بالعارضة، وريما عدم تفعيل خاصيتها قد تضرب الكرة في القائم وتسكن الشباك، إضافة إلى تفضيل كلمة “سير سير” التي تشكل وقودا للاعبين في مواجهة خصوم من العيار الثقيل..”النية وسير سير وسير” كلمات بسيطة بمدلولها لكن بمدلول وحمولة ثقيلة على المستوى السيكولوجي النفسي.

 

“النية”..صفاء السريرة

 

وتعليقا عما بات يكتسح مواقع التواصل الاجتماعي من شعارات “ديروا النية” يقول مالك لطفي أستاذ علم الاجتماع، إن الكلمة تشير إلى الثقة بالنفس أولا والتخلي عن العلاقة الهوجاسية للحدث الذي يؤثر سلبا على المردودية والنجاح.

 

وأضاف في حديثه لـ”الأيام 24″ أن استناد مدرب الفريق الوطني على كلمة النية هي فيها إيحاء إلى الأفكار الإيجابية التي تأتي من النية وتساهم في بث قوة تتجاوز المعيار الفيزيقي لتستدعي معايير أخرى، خاصة معيار الصدق والعقد الأخلاقي الذي يربط كل لاعب بالمواطنين المغاربة، فلا حق لخرق هذا العقد، لأن ذلك جريمة لا ينساها ولا يتجاوزها الزمن، فالنية ترى بعيون الانتصار والبهجة وإسعاد الآخر، فهي قمة الإيثار والتضحية.

 

والنية كلمة تبتغي نداء لاستحضار تأثير قوة الإيمان بالشيء لتحقيقه، والتخلي عن الخوف وتوظيف الشعور بالفعالية الذاتية، لا يمكن أن نجعل من ‘النية’ عصا سحرية يمكن أن تضمن الانتصار في وضعية وفي كل حدث رياضي، بل عندما تكون مقرونة بالكفاءات والتكوين الجيد وعلاقة الثقة بالنفس وبالآخرين فإنها بذلك تأخذ معنى آخر، ليس هو المعنى الخرافي أو الميتافيزيقي، بل المعنى الواقعي للكلمة ووظيفتها الأساسية في الشعور بالتفوق وبالفعالية الذاتية.

وتنعكس النية كفعل غير مروئي أو محسوس على الطاقة النفسية والمشاعر الإيجابية والإيمان بالقدرات الشخصية والتفاؤل والشجاعة والقوة الذهنية والحافز الداخلي للاعبين، يضيف أستاذ علم الاجتماع.

سير سير

من ملعب “البيت” ثم “الثمامة” فـ”المدينة التعليمية” هي ثلاثة ملاعب احتضنت مباريات المغرب، وكان الهتاف “سير سير سير” يهز مدرجاتها  على مدار دقائقها وتساءل معه المشاهدون عبر شاشات التلفاز عن سر هذه الكلمة “سير” ومعناها. هي كلمة السر دعا وليد الركراكي الجماهير لترديدها، ما دفع “أسود الأطلس” إلى الزئير في الميدان، بعد أن شحنت بطاريات كفاحهم البدني والفني لمواصلة التحدي والصمود أمام المنافسين حتى بلغوا نصف نهائي المونديال للمرة الأولى عربياً وإفريقيّاً.

وتصنع الجماهير المغربية الحدث في مونديال العرب بحضورها الكبير وشعاراتها المتنوعة خلال المباريات، فمرة تصدح بـ”الشبكة” (سجلوا في الشباك) ومرة بـ”جيبوها يا لولاد” .

 

وتعود قصة هذا الهتاف الشهير (سير، سير) إلى أن الركراكي كان يطلب من الجماهير منذ بداية مشواره التدريبي مع نادي الفتح الرباطي المغربي والوداد الرياضي ترديد هذه الكلمة لأنها تحفزه هو واللاعبين.

تاريخ الخبر: 2022-12-14 15:21:17
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 66%
الأهمية: 77%

آخر الأخبار حول العالم

توني كروس يعلن اعتزاله بعد "يورو 2024"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-21 15:26:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

انطلاق مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-21 15:25:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

انطلاق مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-21 15:25:47
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

توني كروس يعلن اعتزاله بعد "يورو 2024"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-21 15:25:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية