بعد توفير منصة لبعض أشهر المدافعين عن النظام الإيراني في العاصمة واشنطن لأكثر من عقد من السنوات، قام المجلس الأطلسي بحل برنامج إيران عقب الاحتجاجات المتزايدة ضد النظام الإيراني في طهران.
وأعلن مركز الأبحاث هذا الشهر أنه أنهى مبادرة مستقبل إيران التي تدعو إلى توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، كما قام بفصل مديرة المبادرة والمؤيدة بشدة للنظام، باربرا سلافين، التي استخدمت موقعها الأكاديمي لاستضافة مؤيدي إيران وأعضاء جماعات الضغط ونشر تعليقات ناعمة عن مسؤولي النظام.
وأطلق المجلس الأطلسي برنامجًا جديدًا يسمى مشروع استراتيجية إيران والذي يضم منتقدي النظام والمدافعين الإيرانيين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك مرجان كيبور، عضو التحالف من أجل حقوق جميع الأقليات، وهي منظمة دعمت الانتفاضات في إيران.
كما أضاف المجلس أيضًا أصواتًا أكثر محافظة إلى مجلس إدارته بما في ذلك فرانسيس تاونسند، التي عملت كمستشار للأمن الداخلي للرئيس السابق جورج دبليو بوش، وكذلك ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة السابق والاستخبارات المالية، والذي ساعد في تطبيق مجموعة من العقوبات الصارمة على النظام الإيراني.
وبحسب تقرير "واشنطن فري بيكون"، من المرجح أن يأخذ تعيين هذه الأصوات المجلس الأطلسي في اتجاه مختلف، وهو اتجاه يتعارض مع جهود سلافين الطويلة الأمد لتعزيز العلاقات الأميركية مع القيادة الإيرانية.
وكان منتدى سلافين لمستقبل إيران بمثابة ركن رئيسي في "غرفة الصدى" المؤيدة لإيران والتي أغرقت وسائل الإعلام بالدعاية الإيجابية عن النظام في الفترة التي سبقت الاتفاق النووي عام 2015.
كما خاضت سلافين عداء علنيًا مع نشطاء مناهضين للنظام، وتم تصويرها في عام 2017 وهي تقوم بحركة بذيئة للمتظاهرين المؤيدين للديمقراطية خلال مظاهرة في واشنطن العاصمة.
وقال كافيه شاهروز، المنشق الإيراني والزميل البارز في معهد ماكدونالد لوريير المقيم في تورونتو: "تمثل سلافين أسوأ اعتذار عن الديكتاتورية الإيرانية، حيث أخذت أموال الأشخاص ذوي المصالح التجارية مع إيران من أجل تعزيز المبادرة التي أطلقتها في المجلس الأطلسي لصالح إيران، والتقطت صوراً مع أسوأ مسؤولي النظام رفيعي المستوى، وقدمت اقتراحات سياسية من شأنها أن تمنح النظام شريان الحياة".
وأضاف شاهروز: "بالنظر إلى الأحداث على الأرض، أعتقد أن المجلس الأطلسي يشعر بالحرج لمواصلة التواصل معها".
وأعلن المجلس الأطلسي في بيان أن قراره "كان مدفوعا بالأحداث الأخيرة مثل الحركة الاجتماعية الإيرانية التي تقودها النساء والمطالبة بالحرية والاستقلال الذاتي، وإمكانية تغيير زعيم أعلى جديد ودور إيران المتطور في المنطقة بما في ذلك الدعم العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا، والنهاية المحتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي الإيران".
وقال بريان ليب مدير منظمة "أميركيون وإيرانيون من أجل الحرية "لصحيفة"واشنطن فري بيكون "إن سلافين عملت بلا كلل لحشد الدعم في أميركا لنظام إرهابي في طهران يقتل الشعب الإيراني ويخضع المواطنين للرقابة ويضطهدهم".
وأشار المجلس الأطلسي في بيانه إلى أن رحيل سلافين وقرار طي مبادرة مستقبل إيران لا علاقة لهما بمواقفها السياسية.
من جهتها، أكدت سلافين أنها "فخورة جدًا بالعمل الذي قمت به في المجلس الأطلسي على مدى السنوات الـ 12 الماضية، وتتطلع إلى منصب جديد في مركز ستيمسون".
كما رفضت توصيف وجهات نظرها بأنها موالية لإيران، قائلة إنها دانت "بشدة النظام الإيراني لوحشيته"، بينما تواصل العمل "لمنعه من امتلاك أسلحة نووية".
وتحت قيادة سلافين، استضافت المبادرة فعاليات لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والحكومة الإيرانية، والدعوة للاتفاق النووي لإدارة أوباما مع إيران، وتستضيف عادة دعاة النظام مثل تريتا بارسي مؤسس جماعة الضغط المؤيدة لطهران والتي ساعدت على عقد اجتماعات بين أعضاء الكونغرس ووزير خارجية إيران.
ويتهم نشطاء حقوق الإنسان منذ سنوات سلافين بالتقليل من شأن الفظائع التي ترتكبها طهران. وصرحت سلافين سابقا بأنه "خلال السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، أصبحت إيران أقل اضطهادًا للنساء ، وأوامر تغطية الشعر باتت تُراقب بطريقة رمزية للغاية، والبلاد أكثر تحرراً الآن مما كانت عليه من قبل"، على حد تعبيرها.
كما انتقدت سلافين إدارة دونالد ترمب السابقة لقتلها الجنرال الإيراني قاسم سليماني في أوائل عام 2020، واصفة ذلك بأنه تصعيد "كبير وخطير للغاية" مع إيران وهي دولة محورية يبلغ عدد سكانها حوالي 80 مليون نسمة.
واعترضت على قرار إدارة ترمب السابقة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية قائلة إنه "من الاستفزاز تصنيف المؤسسة العسكرية بأكملها لدولة أخرى على أنها إرهابية".
