أكد نواب بالبرلمان أهمية الدور الذى تلعبه مصر خلال القمة الأمريكية ـ الأفريقية التي تعقد في واشنطن، لتعزيز الشراكة الأفريقية الأمريكية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي، وتيسير اندماج الدول الأفريقية في الاقتصاد العالمي لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا فى تحقيق النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.
وتؤكد هذه الأمور على الدور البارز والقيادى الذى تلعبه مصر فى دعم الدول الأفريقية، وأشاروا إلى أن الرئيس السيسى يولى أفريقيا ومستقبلها اهتماما كبيرا، لاسيما فى ظل ما نواجهه من تحديات تغير المناخ وتبعاتها الاقتصادية والحياتية، فالرئيس يسعى لتعزيز الشراكة والعمل من أجل مستقبل أفضل لقارتنا.
من جانبه، قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، أن القمة الأمريكية الأفريقية، جاءت فى توقيت هام ومناسب فى ظل أزمة اقتصادية عالمية يعانى منها العالم أجمع جراء الحرب الروسية الأوكرانية خاصة أنها جاءت بعد القمة الصينية العربية التى أقيمت بالسعودية الأيام الماضية، ما يؤكد تسابق الدول الكبرى فى التقارب مع الدول العربية والأفريقية وهذا يساهم فى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية عظيمة للدول الأفريقية والعربية وعلى رأسها مصر .
وأوضح أبو هميلة أن هذه القمة تعد الثانية منذ عام 2014 وقد وجدت أمريكا تزايد العلاقات الصينية والروسية مع دول القارة الأفريقية وزيادة معدل التبادل التجارى بينهما وزيادة حجم الاستثمارات الصينية بدول أفريقيا، فتريد أمريكا استعادة علاقاتها التجارية وزيادة استثماراتها بدول القارة الإفريقية وزيادة معدل التبادل التجارى بينها وبين دول القارة السمراء لاستعادة مكانتها محاولة وقف وتحجيم التوغل الصينى الاقتصادى فى أفريقيا، وأشار إلى أن هذا التنافس بين الصين وأمريكا وروسيا للتقارب مع دول القارة السمراء يعطى الفرصة أمام دول القارة وعلى رأسها مصر لتحقيق مكاسب اقتصادية عظيمة وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية بمصر ودول القارة.
وأشار إلى أن مصر تتحرك فى الاتجاه الذى يفيد دول القارة الأفريقية بالكامل وتحقيق مكاسب كبيرة اقتصادية وسياسية لمواجهة التحديات العالمية، خاصة مع ما تتمتع به دول القارة الأفريقية فهى سلة غذاء العالم تمتلك أخصب الأراضى الزراعية والثروات الخام والمعادن النفسية الهامة التى يمكن استخدامها فى التحول للطاقة النظيفة وإضافة للاكتشافات من البترول والغاز الطبيعى التى تتمتع بها دول أفريقيا كمصر ودول شمال وشرق القارة ما يجعلها مركزا للطاقة، ولذلك سعت أمريكا للتقارب السريع مع أفريقيا.
وأضاف أن الرئيس السيسي يتحرك ويحرص على تعزيز الشراكة بين الدول الأفريقية والولايات المتحدة لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وزيادة الفرص الاقتصادية لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الأجنبية.
وأوضح أن لقاء الرئيس السيسي مع نخبة من رجال الأعمال الأمريكيين على هامش القمة يزيد من حجم الاستثمارات الأمريكية فى مصر خلال الفترة القادمة، كما أن نقل التكنولوجيا الأمريكية لدول القارة السمراء يحقق فوائد كبيرة عن طريق تحويل الثروات الخام فى أفريقيا إلى منتجات تامة الصنع يتم تصديرها للخارج بدلا من تصدير الخامات والثروات فى صورتها الأولية بما يحقق فوائد كبيرة وزيادة العوائد المالية إلى أضعافا كثيرة.
ورحبت النائبة سميرة الجزار عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب بالقمة «الأمريكية-الأفريقية» الثانية فى واشنطن وأكدت على أهمية هذه القمة والتى جاءت فى وقت يعانى فيه العالم من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من أزمات اقتصادية طاحنة ونقص إمدادت الغذاء وانعكاساتها السلبية على القارة السمراء التى يعانى معظم دولها من مجاعات وازمات فى ملف الأمن الغذائي.
وأشارت الى أن هذه القمة تعتبر فرصة حقيقية أمام الدول الأفريقية لطرح هذه القضايا ومناقشتها مع الولايات المتحدة أحد أكبر الاقتصادات حول العالم وأحد أكبر منتجى الغذاء.
وأكدت ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب أن القمة لها مكاسب عديدة للقارة، إذ تسهم فى تعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فهى تشير لتبنى الجانب الأمريكى لآليات لتعزيز العمل الأمريكى الأفريقى المشترك.
وأضافت أن ما تعرض له العالم فى الآونة الأخيرة من أزمات متلاحقة وظروف استثنائية، عصفت بكل الدول، سواء جائحة كورونا، أو الحرب الروسية الأوكرانية، وتبعاتها الاقتصادية، أسهم فى إعادة ترتيب الأولويات فى الاقتصاد العالمي، فأمريكا تؤكد اهتمامها الشديد بالقارة الأفريقية، لذلك دعت إلى هذه القمة، وأعطتها مساحة كبيرة من الاهتمام على أعلى مستوى.
وأشارت إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يواصل مباحثاته على المستويات كافة، سعيا لتبنى مقاربة شاملة بين الجانبين تعزز من قدرات القارة السمراء، وأن الرئيس السيسى يولى أفريقيا ومستقبلها اهتماما كبيرا، لاسيما فى ظل ما نواجهه من تحديات تغير المناخ وتبعاتها الاقتصادية والحياتية، فالرئيس يسعى لتعزيز الشراكة والعمل من أجل مستقبل أفضل لقارتنا وكذلك تيسير اندماج الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمى أيضا، بما يعظم استفادتها من فرص تحقيق النمو الاقتصادي، فضلا عن نقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.
وأكدت الهريدى أن الرئيس السيسى يحرص دائما خلال مشاركاته فى المحافل الدولية أن يكون صوت أفريقيا الواعى، بما يسهم فى الدفاع عن قضاياها وتبنى مشكلاتها، من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والتنموية لترسيخ مكانتها، بما يحمى حقوق الشعوب ويصون مقدراتها، إذ تلعب مصر دورا رياديا فى مساندة الأشقاء الأفارقة من أجل الإعمار والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تسوية الأزمات والصراعات، حيث تمكنت مصر بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسى من استعادة دورها المحورى فى القارة الأفريقية، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا ثقل وأهمية مصر فى محيطها العربى والأفريقي.
وأكد النائب أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، وعضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن أهمية الدور المصرى فى هذه القمة، باعتبار مصر أحد حلفاء الولايات المتحدة فى القارة الأفريقية، وقد شهدت الفترة الماضية تقاربا كبيرا بين الطرفين وهو ما ظهر بوضوح خلال زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى شرم الشيخ خلال مشاركته فى فاعليات قمة المناخ cop27.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والولايات المتحدة وصل إلى 9.2 مليار دولار خلال العام المالى 2020 /2021، مقابل 7.7 مليار دولار خلال العام المالى 2019 / 2020، وهو ما يعكس حجم التقارب المتزايد بين البلدين.
وأضاف عثمان أن الرئيس السيسى حرص منذ توليه مهمة قياد البلاد على عرض مشاكل وهموم القارة السمراء فى جميع المحافل الدولية من أجل وضع الدول الكبرى أمام مسؤوليتها، وشدد على أن الرئيس نجح فى إعادة مصر إلى دورها التاريخى الذى غابت عنه لسنوات.
وأشار إلى أن استضافة الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة من جميع أنحاء القارة الأفريقية فى واشنطن العاصمة، لحضور قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، إلى جانب مفوضية الاتحاد الأوروبى وجمعيات المجتمع المدنى وشركات القطاع الخاص والقادة الشباب، تُظهر القمة التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه أفريقيا، يعكس أهمية العلاقات الأمريكية الأفريقية وتعزيز التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة.
وأضاف عثمان أن القمة تتطرق إلى مناقشة عدد من القضايا، وبحث التحديات التى تواجه القارة السمراء، ومن أبرزها تعزيز الشراكات الاقتصادية الجديدة، وتعزيز السلام والأمن والحكم الرشيد، وتعزيز الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، والعمل بشكل تعاونى لتعزيز الأمن الصحى الإقليمى والعالمي، وتعزيز الأمن الغذائي، والاستجابة لظاهرة التغير المناخى.
وأكدت النائبة د. أميرة أبوشقة عضو مجلس النواب أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أعمال القمة الأمريكية، التى تنعقد فى واشنطن، بمشاركة 50 رئيس دولة وحكومة، على مدار ثلاثة ايام، تأتى فى توقيت مهم للغاية، نظرًا للموضوعات والملفات المطروحة على القادة.
وأضافت أبو شقة أن مشاركة الرئيس السيسى فى القمة يعطى زخمًا كبيرًا، نظرًا لما تمثله مصر من ثقل دولي، خصوصًا أن الرئيس يركز على الموضوعات التى تهم الدول الإفريقية فى ظل التحديات العالمية القائمة، وتعزيز الشراكة الإفريقية ــ الأمريكية.
ولمواجهة أزمة الأمن الغذائي، وتيسير اندماج الدول الإفريقية فى الاقتصاد العالمي، لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا فى تحقيق النمو الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا ودفع حركة الاستثمار الأجنبي.
وأوضحت أن من الأمور المهمة والمكاسب التى تحققها مصر، هى برنامج زيارة الرئيس الذى تضمن عقد لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما أشارت إلى الحفاوة الكبيرة التى تم استقبال الرئيس السيسي بها، خلال وصوله إلى الولايات المتحدة، وهى تنظيم المئات من أبناء الجالية المصرية فى أمريكا وقفات ترحيب بالرئيس، لدى وصوله إلى مقر إقامته فى واشنطن، حيث رفعوا الأعلام، ورددوا هتافات «بنحبك يا سيسى» و«تحيا مصر»، احتفاء بزيارة الرئيس.
وأكدت أن نجاح القمة تأكد بتصريحات المسؤولين الأمريكيين قبل انطلاق القمة، من خلال تعهد واشنطن بـ 55 مليار دولار لإفريقيا، على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وانضمام الاتحاد الإفريقى لـ«مجموعة العشرين»، بهدف تنشيط العلاقات مع القارة السمراء.
