عبدالله برير
استكمالا لبعض العادات السيئة للإداريين الرياضيين ما يزال المريخ السوداني لم يسم ملعبا محددا لخوض مبارياته في دور المجموعات من رابطة الأندية الإفريقية للأبطال في وقت تتماهى فيه الإدارة المريخية مع حالة الذل والهوان التي أصبحت سمة ملازمة لكل ما يتعلق بالنادي لتضيع هيبة الفريق الذي يتسول ملاعب التدريبات والمباريات وهو الذي كان يمتلك ملعب ( القلعة الحمراء ) أيام جاهزيته والذي يتسع لقرابة الخمسين ألف متفرج.
إدارة رئيس لجنة التسيير المنتهية ولايته أيمن مبارك وجدت نفسها تتحمل تركة أخطاء مجلس ادم سوداكال الذي حاق بملعب القلعة الحمراء دمارا وإهمالا شديدين ليعيي المداوين اصلاح حال النجيل الذي بدأ وكأنه أصيب بسرطان مزمن يصعب علاجه علاوة على عدم جاهزية المرافق المحددة من قبل (الكاف) من غرف اللاعبين والحكام وغرفة كشف المنشطات ولاحقا ( الفار ) أو تقنية الحكم المساعد.
الخطوات التي قامت بها إدارة أبو جيبين لإصلاح الملعب أتت متأخرة عطفا على قصر المدة الزمنية التي تولت فيها إدارة الفريق ما جعل خيارات النادي تعود لمربع اللعب خارج السودان رغم أن الفريق يملك قاعدة جماهيرية ضخمة يحتاجها اللاعبون لا سيما مع الحالة الفنية المتردية وابتعاد الأحمر بعشر نقاط كاملة وراء نده الهلال ما يجعل الفريق محتاجا للأنصار بشدة لخوض نزالات من العيار الثقيل مع أندية الترجي والزمالك وشباب بلوزداد.
الصراعات الإدارية على صيانة الملعب بين مجلس التسيير ومحمد سيد أحمد المسؤول السابق عن ملف الاستاد أضرت كثيرا بملف الإصلاح ليكون فريق الكرة هو الضحية قبل أيام من وصول وفد الكاف للتفتيش وهو ما يجعل خيار اللعب خارج البلاد أمرا واردا بشدة في وقت يحاول فيه المريخاب صيانة ملعب المدينة الرياضية بالخرطوم لاحتضان مباريات الأحمر.
خطوة المدينة الرياضية المتأخرة تعكس حالة العشوائية التي تدار بها بعض الأندية في السودان بفلسفة ( رزق اليوم باليوم ) مع غياب سياسة التخطيط على المدى المتوسط والطويل، وكحال مسؤولي الدولة فإن قاعدة ( فاجأني النهار ) تظل حاضرة قبل كل استحقاق محلي أو اقليمي أو قاري، مثل ( الترزي يوم الوقفة ) الذي يتراكم عليه العمل قبل ساعات من صباح العيد.
إدارات المريخ المتعاقبة جعلت من النادي أضحوكة فسوداكال دمر الملعب ليأتي حازم مصطفى ويقرر منفردا يقام مباريات الفريق بالقاهرة في الموسم الماضي ويحرم ألف المريخاب من مؤازرة فريقهم المحتاج إليهم لتأتي النتيجة بتذيل المريخ للمجموعة الإفريقية، مقارعة أندية شمال أفريقيا يا مجلس المريخ تحتاج الأنصار المتعطشين للتشجيع وإدارة واعية وإعلاما حكيما يبصر بعيوب المنظومة وإلا سوف يجد الفريق نفسه ككل موسم مع موجة الإصابات التي ضربت العناصر الأساسية.
