يسرى الشرقاوى رئيس «رجال الأعمال المصريين الأفارقة»: نتفاوض حاليًا لإدخال الدواء المصرى إلى عمق إفريقيا

 

قال الدكتور يسرى الشرقاوى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن أبناء القارة السمراء بدأوا يشعرون بمدى جدية الجانب المصرى فى دعمهم، مشيرًا إلى أن المجتمعات الإفريقية صارت تشعر بحجم زعامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القارة، وترى كيف استعادت مصر مكانتها كما كانت فى الماضى.

وأرجع «الشرقاوى»، فى حواره مع «الدستور»، هذه الحالة الجميلة، إلى احتضان مصر الكثير من الشباب الإفريقى خلال مؤتمرات الشباب، ومنتدى السلام والتنمية فى أسوان، واستضافة مصر مؤتمرات استثمار لدعم العمل الإفريقى المشترك، واستضافتها قمة المناخ باسم القارة الإفريقية، وتناولها حقوق القارة وكيفية مواجهة التحديات أمامها.

وأضاف أن أنظار العالم توجهت ، قبل أيام، ناحية القمة الإفريقية الأمريكية، والتى تعد اجتماعًا وملتقى لأكبر تجمع لمتخذى القرار فى إفريقيا، لافتًا إلى أن الحدث، فرصة سانحة وغير مسبوقة للحصول على مكتسبات لدول القارة.

 

■ ما رأيك فى نتائج القمة الإفريقية الأمريكية التى عقدت فى واشنطن؟

- إفريقيا أصبحت محط أنظار واهتمام العالم، خاصة الحكومات الأمريكية والروسية واليابانية والأوروبية، وقد دار حديث مسبق عن القمة الإفريقية فى الصين قبل عامين، وقمة السوتشى فى روسيا ٢٠١٩، وقمة التيكاد، وكذلك قمة إفريقيا فى تونس ٢٠٢٢.

والآن ووسط ما يحدث على الساحة العالمية، تتوجه أمريكا لتحالفات جديدة لتؤمن علاقاتها الإفريقية بشكل جيد، حتى تخدم مصالحها داخل القارة، لذا كانت قمة أمريكا- إفريقيا، واحدة من أهم القمم التى عقدت قبل نهاية عام ٢٠٢٢.

ودار الحديث خلال هذه القمة، عن الأمن الغذائى، والطاقة، واحتياطى السلع الأولية، واحتياطى السلع والخامات المطلوبة للصناعة الأمريكية، من الأقطان والمعادن والنفط والحاصلات الزراعية.

وكل هذا لا يتأتى إلا من خلال علاقات قوية ومتينة مع الأفارقة، ويقابل ذلك أيضًا مساهمة من الجانب الأمريكى فى دعم الملف الإفريقى فى حلول الأمن والسلم، وترسيخ الديمقراطيات، ومكافحة الإرهاب والبطالة، ودعم تمويل البنية التحتية، والتمويلات لدول القارة التى تعيد هيكلة اقتصادها عبر صندوق النقد الدولى.

ولهذه القمة أهمية خاصة، نظرًا للصراع الموجود الآن بين أقطاب العالم، فالكل ينظر إلى تحركات روسيا وتحالفاتها الجديدة، والصين وملفها الاستراتيجى فى دعم روسيا بعد حربها مع أوكرانيا، وأيضًا ما أظهرته الصين فى تحالفاتها الأخيرة العربية والخليجية، عبر القمم التى عقدت منذ أكثر من أسبوع فى المملكة العربية السعودية.

■ كيف نستفيد من هذه القمة فى تحسين مناخ الاستثمارات فى مصر؟

- بصفتى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، ومستشارًا فى الاقتصاد والاستثمار، أؤكد أن مصر تضع ملف الاقتصاد والاستثمار فى مقدمة أولوياتها، لأن مصر أصبحت جاهزة تمامًا عبر البنية التحتية والاستقرار السياسى، والنتائج الإيجابية لمكافحة الإرهاب، ولديها السوق الكبيرة والمفتوحة، وتنوع السلع الاستثمارية، والإصلاح التشريعى، أصبح لدينا العديد من المشروعات المطلوبة والعملاقة فى قطاعات متعددة، منها الصحة العامة والأمن الغذائى والطاقة والطاقة البديلة.

كما أن مصر تستطيع أن تعمل بشكل أو بآخر على طرح رؤيتها فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، بصياغة وآليات محدثة، والاستفادة من هذه القمم، سواء كانت مع الجانب الأمريكى أو الصينى أو أى جانب آخر. 

ورأينا ما حدث فى قمة «27 cop»، التى خرجت بها مصر بالكثير من الاتفاقيات فى مشروعات الطاقة النظيفة والبديلة والهيدروجين الأخضر بـقيمة تصل إلى ٨٣ مليار دولار، وهو ما يفسر سر التوجه المصرى لحضور هذه القمم والتجمعات ومتابعتها، من أجل دعم الاستثمار والعمل الاقتصادى، ومصر بقيادتها بينت لمجتمع المال والأعمال وللعالم، كيف استطاعت خلق مناخ سياسى جيد خلال السنوات الماضية.

■ ما دور الجمعية فى دعم التوجه الاقتصادى لمصر والترويج للمشروعات القومية؟

- جزء من استراتيجية العمل فى منظمات المال والأعمال، وفى المجتمع المدنى وتحديدًا فى القطاع الخاص، هو التمهيد وتحديد الرؤية والمساهمة بشكل أو بآخر فى إلقاء الضوء على مشروعات القطاع الخاص والدولة المصرية.

وأعتقد أننا كنا سباقين فى هذا، واستمرت استراتيجية ومنهجية الجمعية التى بدأت فى نهاية ٢٠١٩ ومطلع عام ٢٠٢٠ إبان جائحة كورونا على نفس الوتيرة، ونفذنا وقتها ٧٢ مؤتمرًا افتراضيًا، وجذبنا أكثر من ١٩٠ متحدثًا من الجانب الإفريقى، وتحدثوا عن تجاربهم الناجحة، وخلقنا أرضية من التوعية والوعى والتعارف، حتى نستطيع أن نبنى عليها زيارات ميدانية، وزرنا العديد من المصانع والمناطق الصناعية داخل مصر، وشاركنا بأكثر من ١٠ ورقات عمل لدعم قطاعات الصناعة والزراعة والتشييد والبناء محليًا، وتقديم حلول لمشكلات تواجه مجتمع الأعمال، وفى ٢٠٢٢ فعلنا تبادل الزيارات التجارية مع دول القارة، واستقدمنا من نيجيريا وفدًا هو الأكبر خلال ٦٠ عامًا من العلاقات على مستوى القطاع الخاص، مكونًا من ١٤٠ رجل أعمال نيجيريًا، و٣ وزراء اتحاديين و٢ من حكام الولايات، وأجرينا فعالية لـ٥ أيام، وزاروا خلالها المنطقة الحرة بقناة السويس، وتحدثوا ومعهم وزيرة التجارة والصناعة النيجيرية، عن تجربة مصر بشكل أكثر من رائع.

■ ألقينا الضوء على مراكز السياحة العلاجية، خاصة أن السياحة العلاجية فى إفريقيا تحقق الآن أرقامًا تتجاوز ٤٠ مليار دولار، فلما لا نجتذب جزءًا منها فى مصر؟

- زرنا مركز الطب الطبيعى والتأهيل بالعجوزة، والمركز الطبى العالمى، وبصحبتنا معظم السفراء الأفارقة ورؤساء الجاليات، لنرسخ رسالة عما يوجد فى مصر من صروح طبية مجهزة لاستقبال الحالات بشكل جيد.

كما أجرينا كثيرًا من الاجتماعات بين رجال الأعمال الأفارقة، وأصحاب مصانع المستلزمات الطبية، لأن إفريقيا فى أمس الحاجة إلى المستلزمات الطبية بشكل أو بآخر، ونجرى الآن مفاوضات للدخول بالدواء المصرى إلى عمق القارة الإفريقية.

ونسعى لتعريف المجتمع الإفريقى بما يجرى داخل مصر، ومن هنا نستطيع خلق الشراكات والتصدير والاستيراد.

■ كيف يسير العمل فى قطاع الزراعة بالتعاون مع القارة؟

- الزراعة والأمن الغذائى والحاصلات الزراعية، من أهم القطاعات، وواجهت تحديات خلال جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، مع زيادة وتهديدات الأمن الغذائى، ولن يتحقق الاستقرار إلا بحلول فعّالة، تسهم فى تطوير الزراعة.

مصر الآن لديها مؤسسات مصرفية تمويلية متميزة، منها البنك الزراعى المصرى، ونشكره على ما يقدمه فى العديد من المحاور، مثل تطوير المزارع الكبرى، ودعم كبار المزارعين وتطوير الإنتاج، ولدينا تجربة ناجحة فى تصدير المحاصيل الزراعية، التى تخطت قيمتها ٦ مليارات دولار، وهذا جاء انعكاسًا للعمل الجاد، وهناك أيضًا بعض المنتجات التى دخلت أسواقًا جديدة كالبرتقال الذى دخل إلى السوق اليابانية، وهناك الكثير من النجاحات الأخرى، لكن هذا وحده لا يكفى، ونتطلع إلى المزيد من العمل.

وتطوير الأداء يحتاج لدعم حكومى متواصل، من أجل تجاوز الصادرات ١٠ مليارات دولار فأكثر فى العام الواحد، ويمكننا أيضًا مضاعفة ذلك الرقم، لكن ينبغى تنويع المحاصيل والسلع الزراعية، ويمكننا دعم العمل الزراعى داخل القارة، فالأرض متوفرة فى إفريقيا، والمزارعون موجودون فى عمق القارة، وعلينا رفع مستوى العمالة.

■ ما تقييمك لرؤية الدولة لملفات إعادة الأعمار فى القارة ودول الجوار؟

- القيادة السياسية تتحدث دائمًا عن اهتمامها بإعادة الإعمار، خاصة الإعمار داخل القارة الإفريقية ودول الجوار العربى، ومصر تعمل على أكثر من محور فى ملف إعادة إعمار القارة، سواءً على مستوى المدن أو الطرق، ولديها الخبرات، وهناك دول بدأت تفكر فى بناء عاصمة إدارية مثلنا، ومنها الكونغو وتنزانيا، وهذا الإعمار من شأنه المساهمة فى فتح الطريق أمام شركات المقاولات المصرية والعمالة، والإعمار يتطلب إنشاء بنية تحتية ومرافق ومطارات، وغالبًا سيحتاج ذلك لحلول تمويلية، وهذا ما يعمل عليه بنك التنمية الإفريقى وبنوك إعادة الأعمار فى أوروبا ومؤسسات التمويل العالمية.

ومصر طالما نادت دول العالم للبحث عن توفير طرق تمويل تتماشى مع مشروعات البنية التحتية، دون أن تتكبد الدول العناء الأكبر من سداد فوائد القروض التى تكبل الحكومات وتؤثر على الاستقرار.

ومصر لها تجربة قضت فيها على الإرهاب بالتنمية، وهى تجربة لا بد من نقلها لإفريقيا.

تاريخ الخبر: 2022-12-18 21:21:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:39
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 88%

زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:35
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 90%

كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من "هزيمة استراتيجية"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:36
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 97%

موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:41
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 86%

فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:42
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية