أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
في الوقت الذي حازت فيه الأسود على احترام وتقدير كل شعوب العالم، على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم ولغاتهم.. نظير الأداء الباهر الذي قدمت العناصر الوطنية، التي نجحت في كسر شوكة كبار العالم، ببلوغها المربع الذهبي، في إنجاز تاريخي غير مسبوق، اختار الجارة الجزائر، الارتكان لوحدها في معزل عن الجميع، حيث كانت تمنى النفس منذ انطلاق فعاليات كأس العالم، أن يخرج المنتخب المغربي من الباب الخلفي للمونديال.
حكام الجزائر، ومنذ انطلاق المونديال، لم يدخروا جهدا في تسخير ذبابهم الإلكتروني، وأبواقهم الإعلامية المأجورة، من أجل التشكيك في قدرة الأسود على بلوغ أدوار متقدمة من هذا العرس الكروي العالمي، بل وانخرطوا في لعبة مقيتة، كان الهدف منها احتقار واستصغار كل إنجاز وانتصار يحققه الفريق الوطني، عبر وضعه في مقارنة لا تستقيم مع نظيره الجزائر.
خطاب الإعلام الجزائري لم يتجاوز طوال أيام المونديال حد التمني تارة، و البكاء على الأطلال تارات أخرى، بيد أن المثير والمضحك في هذه الحكاية، أنه مع كل انتصار للمنتخب المغربي، تنطلق المئات، بالآلاف من التدوينات والتغريدات الجزائرية في نسج روايات خيالية متشابهة، تنطلق بـ"لو" وتنتهي "لكان" ( لو كان المنتخب الجزائري حاضرا في مونديال قطر لكان..)، ناسية أو بالأخرى متناسية أن التاريخ يكتب بالفعل لا بالتمني أو التوقع.
قد يتفهم كل المتابعين حجم الغل والحقد الذي يكنه حكام الجزائر للمغرب بسبب صراعات سياسية، وهذا لا يعني الشعبين الجارين في شيء، لكن أن تفرح وتتلذذ لفوز منتخب بلد (فرنسا) استعمرك لقرن وما يزيد من الزمن، وقتل وأسر ما استطاع من أبنائك واستباح عرض نسائك، واستغل خيرات بلادك ابشع استغلال.. على حساب بلد تجمعك به أواصر الدم والعروبة والجوار والدين.. فهذا أمر لا يمكن لعاقل أن يستوعبه.
أيا كانت الأسباب والدوافع التي جعلت حكام الجزائر ينحازون ضد المغرب، حتى لو كان في مواجهة مباشرة مع الشيطان شخصيا، فهذا لن يغير شيئا من واقع الحال، لأن المغرب ماض بثبات في رحلة البحث عن مجد ساطع وسؤدد شامخ، ليس فقط في كرة القدم فحسب، ولكن أيضا في جميع مناحي الحياة، فهو اليوم يحقق انتصارات دبلوماسية خالدة ونهضة شاملة على جميع الأصعدة، بشهادة كل القوى الدولية، فالقافلة تسير ولن يضره أو يثنيه "نباح" أعداء النجاح عن مواصلة المشوار نحو بر الكبار.