قمة السيسي وعبد الله الثاني والسوداني ناقشت مستجدات المنطقة وعلاقات التعاون


ناقشت قمة مصرية - أردنية - عراقية في الأردن مستجدات المنطقة، في حين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» (الثلاثاء) «رفض مصر لأي تدخلات خارجية في شؤون العراق».

وناقش الرئيس المصري، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في لقاء قمة بمركز الملك الحسين في البحر الميت، علاقات التعاون الثلاثي. ووفق إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، فإن «القمة تناولت تطورات وسبل تعزيز مسار التعاون الثلاثي في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعها، وكذلك تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة، التي تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن الوطن العربي والشرق الأوسط على أكثر من صعيد».

ويشارك السيسي في الدورة الثانية من مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة» بمشاركة عدد من دول الجوار والدول الصديقة. وذكر بيان لمتحدث الرئاسة المصرية، أن مشاركة الرئيس المصري تأتي في إطار دعم مصر لعودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي، والحرص على ضمان أمنه واستقراره، حيث يسعى المؤتمر إلى البناء على النتائج التي أسفرت عنها الدورة الأولى من مؤتمر بغداد التي انعقدت في أغسطس (آب) 2021. وذلك من خلال مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز مسار الحوار البناء بهدف حل المشاكل بالمنطقة، فضلاً عن تهيئة الظروف المناسبة لإقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.

وقال السيسي خلال «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» (الثلاثاء)، إن «انعقاد قمتنا (اليوم) يحمل معه دلالة سياسية هامة على اعتزامنا مواصلة توفير كافة سبل الدعم للعراق الشقيق، ورغبة صادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من خلال تعزيز العمل في أطر التعاون الثنائي، أو المتعدد كآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، أو غيرها».

وأضاف: «كما يمثل اجتماعنا فرصة لتبادل وجهات النظر واستكشاف آفاق جديدة للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق دعماً لمسيرته نحو الاستقرار، وبما يعزز قدراتنا في مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمات الدولية وما يستتبعها من تحديات عابرة للحدود في مجالات الصحة، وأمن الغذاء، والطاقة، وسلاسل الإمداد وغيرها، وبما يحقق مصالح شعوبنا».

وتابع السيسي: «لقد واجه العراق على مدار سنوات طويلة انعكاسات بالغة السلبية لانتشار (الإرهاب والفكر المتطرف)، وويلات الصراعات والحروب طويلة الأمد، في سياق لم يخل من تدخلات خارجية، على نحو أثقل كاهل العراقيين، وارتدت أثاره إلى كل شعوب المنطقة».

وأكد الرئيس المصري أن بلاده «تثمن الجهود والتضحيات الغالية التي تكبدها الشعب العراقي الشقيق بكافة أطيافه في مواجهة هذه التحديات، وما حققته الدولة العراقية من إنجازات مهمة سمحت باسترجاع دور مؤسسات الدولة، والقضاء على مشروعات (الإرهاب الظلامية)، وتحقيق أمن واستقرار وسيادة البلاد، وصون وحدة نسيجها الوطني»، مشيداً بـ«مساعي الدولة العراقية على صعيد إطلاق مشروعات إعادة الإعمار، وتمهيد الطريق لتحقيق نقلة تنموية شاملة من خلال التوظيف الأمثل لإمكانات وقدرات وموارد البلاد».

وجدد تأكيد «دعم مصر الكامل لهذه الجهود الدؤوبة والتي تسهم بشكل ملموس في ترسيخ مفهوم الوطن الآمن والمستقر»، قائلاً: «في نجاح العراق نجاح لنا جميعاً»، مضيفاً: «لقد أثبتت الأزمات المتعاقبة التي شهدتها العديد من دول المنطقة على مدار العقود الماضية أن تحقيق الاستقرار الكامل له متطلبات لا غنى عنها، تبدأ بتعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة وتمكين مؤسساتها من الاضطلاع بمهامها في حفظ الأمن وإعلاء سيادة القانون والتصدي للقوى الخارجة عنه، وصون مقدرات وثروات الشعوب، وهو ما سيوفر المناخ المناسب لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة وترسيخ دعائم الحكم الرشيد».

وذكر السيسي أنه «يأتي انعقاد قمتنا (اليوم) لتجديد الالتزام بالمبادئ الثابتة في العلاقات الدولية والتي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، وفي مقدمتها حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والتوقف عن فرض سياسة الأمر الواقع وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المشتركة»، مشيراً إلى أن «مصر تؤكد رفضها لأي تدخلات خارجية في شؤون العراق، وأهمية مواصلة الجهود المشتركة لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية في مختلف المجالات، كون ذلك هو السبيل الأمثل في الحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق، وهو ما ستنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة».

وأكد الرئيس المصري أنه إيماناً من مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء، فقد «شاركنا مع العراق والأردن في تدشين آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث كأحد أطر العمل العربي المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة في ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية ووحدة مصير وأهداف مشتركة».

وجدد السيسي «اعتزام بلاده المضي قدماً في تنفيذ المشروعات المشتركة الجاري دراستها حالياً في إطار الآلية، وبما يسهم في تحقيق التنمية المأمولة لشعوبنا ويتيح المجال لهم للاستفادة المتبادلة من قدرات بعضها».


تاريخ الخبر: 2022-12-20 21:25:30
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 94%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية