اشتبكت الولايات المتحدة وحلفاؤها مع إيران وحليفتها روسيا، بسبب مزاعم الغرب بأن طهران تزود موسكو بطائرات بدون طيار تهاجم أوكرانيا، واتهمت الولايات المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة بـ«الرضوخ للتهديدات الروسية»، والفشل في إجراء تحقيق.

وفي اجتماع مثير للجدل في مجلس الأمن، بشأن القرار الذي يؤيد الاتفاق النووي لعام 2015، بين إيران وست قوى كبرى، اتهمت الولايات المتحدة وإيران بعضهما بعضا، بالمسؤولية عن المفاوضات المتوقفة، بشأن عودة إدارة بايدن للاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018.

ادعاء التشدد

وأصر سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، على أن فريق التفاوض الإيراني مارس «أقصى درجات المرونة»، في محاولة الوصول إلى اتفاق، بل إنه قدم «حلًا مبتكرًا للقضايا المتبقية لكسر الجمود»، لكنه ادعى أن «النهج غير الواقعي والمتشدد» للولايات المتحدة، أدى إلى المحادثات المتوقفة الحالية بشأن اتفاقية 2015، المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال إرافاني: «لنجعل الأمر واضحًا: الضغط والتخويف والمواجهة، ليست حلولًا ولن تصل إلى شيء».

وقال إن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات، وترتيب اجتماع وزاري «في أقرب وقت ممكن لإعلان استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة». «هذا يمكن تحقيقه إذا أظهرت الولايات المتحدة إرادة سياسية حقيقية... الولايات المتحدة لديها الكرة الآن في ملعبها.»

الرد الأمريكي

فيما رد نائب السفير الأمريكي روبرت وود، بأن «باب المفاوضات لا يزال مفتوحًا»، من أجل عودة مشتركة بين الولايات المتحدة وإيران، إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة، لكنه قال: «تصرفات إيران ومواقفها كانت مسؤولة عن منع هذه النتيجة».

ففي سبتمبر، كانت الصفقة التي وافقت عليها جميع الأطراف الأخرى، «في متناول اليد» و «حتى إيران مستعدة لتقول نعم»، قال وود، «حتى اللحظة الأخيرة، قدمت إيران مطالب جديدة كانت خارجة عن خطة العمل الشاملة المشتركة، وأنها عرفت لا يمكن تلبيتها».

وقال إن سلوك إيران منذ «سبتمبر» - ولا سيما فشلها في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة، وتوسيع برنامجها النووي «دون أي غرض مدني مشروع» - قد عزز شكوك الولايات المتحدة، «بشأن استعداد إيران وقدرتها التوصل إلى اتفاق، ويشرح سبب عدم وجود مفاوضات نشطة منذ ذلك الحين».

في نهاية اجتماع المجلس، طلب وود الكلمة لدحض إرافاني، قائلاً إنها «حقيقة» أن مطالب إيران الدخيلة ورفض جميع مقترحات التسوية، هي السبب في عدم العودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال: «لذا دعني أقول ببساطة، الكرة ليست في ملعب الولايات المتحدة»، «على العكس من ذلك، الكرة في ملعب إيران.»

تعديات إيران

وأبلغت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، التي لا تزال بلادها طرفًا في خطة العمل الشاملة المشتركة، المجلس بأن التصعيد النووي الإيراني، يجعل «التقدم بشأن الاتفاق النووي أكثر صعوبة».

وقالت: «اليوم، يتجاوز إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، حدود خطة العمل الشاملة المشتركة، بما لا يقل عن 18 مرة، وتستمر في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لدولة، لا تمتلك برنامجًا للأسلحة النووية».

بالإضافة إلى ذلك، قال وودوارد، «لقد تقلص وقت الاختراق النووي الإيراني إلى أسابيع، والوقت اللازم لإيران لإنتاج المواد الانشطارية لأسلحة نووية متعددة آخذ في التناقص». وبينت إن إيران تختبر أيضًا تكنولوجيا، يمكنها أن تمكن الصواريخ الباليستية المتوسطة والعابرة للقارات، من حمل حمولة نووية.

وقالت رئيسة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، روزماري ديكارلو، للمجلس «يبدو أن مساحة الدبلوماسية تتقلص بسرعة».

وأشارت إلى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يفيد بأن إيران تعتزم تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة، في محطة نطنز لتخصيب الوقود، وإنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60٪، في محطة فوردو لتخصيب الوقود - وهو مستوى قريب من المستوى المطلوب لسلاح نووي. كما أزالت إيران جميع معدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب الأنشطة المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة.