كشف الروائي السعودي الدكتور حسن الشيخ، «متخصص في الروايات الوطنية»، أن الروايات «الوطنية» السعودية المعاصرة، تتسم في مجملها، بالانجذاب للحي القديم، ولعالم القرية، والصحراء، والبحر، ويبدو في ذلك ميلًا فطريًا وحنينًا إلى الوطن في شكله التقليدي، فتجد الروائي السعودي يمسك بذاكرة الماضي، معلنًا انتماءه للحي القديم، ومجتمع القرية، ويحرس الصحراء التي حرسته من شوائب المدينة، وتستحيل الصحراء في الروايات السعودية إلى مكان يضج بالدفء والحنين، لهذا فإن الرواية الوطنية، هي رسم صورة للوطن، وتسجيل لما يحدث في فترة معينة من الفترات، لإعادة صياغة أحداث وطنية لم تكتب روائيا.

المكان والتاريخ

أضاف، أن القاسم المشترك لهذه الأعمال، هو الحب والشوق والحنين للوطن، وقد تكون هذه الأحداث واقعةً خلال فترة طويلة وقديمة جدًا، وتكتب أحداثًا حدثت بالفعل، فتشكل ما يسمى بالرواية الوطنية، وقد يكتب الروائي عن حي من أحياء وطنه أو قريته، أو حتى عن شارع، وفي فترة زمنية عايشها بالفعل، وتجد في عمله شوقًا وحنينًا وانتصارًا للوطن، مبينًا أن الرواية الوطنية المعاصرة، عمل فنيّ يتّخذ من المكان والتاريخ مادة للسرد، ولكن دون النقل الحرفيّ له، ولكنه يتخّذ من التاريخ ذريعة وشكلاً مغايراً للحكي.

تداخل الأزمان

أكد أن روائيين عربا، كتبوا تلك الروايات والقصص من خلال إعادة قراءة المكان، وإعمال خيال الروائي في الأحداث والأمكنة بدافع من الحب والشوق للوطن، وبهذا المفهوم. الرواية الوطنية فن أدبي عالمي، قديم جداً، وقد وُجد عند معظم الشعوب والأمم، موضحًا أن الحبكة الروائية تُعّرف بأنها الشد، والتوثيق، والإحكام، والإجادة، أو تُعرّف على أنّها وصف كيفية جريان الأحداث، أو الوقائع وترابطها، لتؤدي إلى خاتمة، وتُعد الأحداث من أهم عناصر القصة، وبها تتطور، وتنمو المواقف، وتتحرك الشخصيات القصصية في ذلك الواقع المعيش والمفترض، وفي الحكي الروائي والقصصي، هناك محاولات لتفعيل الأحداث، لكسر رتابة المألوف، واليومي، وخلق أحداث متتالية حتى ولو كانت بسيطة، وأن حبكة الحكي تتألف من 3 عناصر رئيسية، وهي: البداية، والعقدة، والنهاية، بالإضافة إلى أنها قد تستخدم تقنية مغايرة، وهي تقنية الحكي، وتداخل الأزمان وتواليها.