نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن ثلاثة عسكريين لقوا حتفهم نتيجة سقوط حطام طائرة مُسيّرة أوكرانية على قاعدة عسكرية في منطقة ساراتوف الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "في 26 ديسمبر/كانون الأول وفي نحو الساعة 01:35 بتوقيت موسكو أُسقطت طائرة أوكرانية مُسيّرة على ارتفاع منخفض في أثناء اقترابها من مطار إنجلز العسكري في منطقة ساراتوف".

وأضافت: "ونتيجة لسقوط حطام الطائرة أصيب ثلاثة جنود روس من الطاقم الفني كانوا في المطار بجروح قاتلة".

كما أشارت الوزارة إلى أن معدات الطيران لم تتضرر، مؤكدة أن القوات الروسية تعمل "على مدار الساعة" في مواقع جديدة للتصدي للهجمات الصاروخية والجوية التي تشنها أوكرانيا.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن بيان الوزارة أن أطقم أنظمة S-300V "تتخذ مواقع جديدة" لأنظمة صواريخ أرض-جو بعيدة المدى الروسية.

وذكرت إنترفاكس نقلاً عن قائد عسكري أن بطارية S-300V قادرة على تتبع هدف على مسافة تصل إلى 204 كيلومترات وعلى ارتفاع يصل إلى 30 كيلومتراً.

وكانت القاعدة الجوية الواقعة قرب مدينة ساراتوف على بُعد نحو 730 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو تعرّضت في الخامس من ديسمبر/كانون الأول لما وصفته روسيا بهجمات بطائرات مُسيّرة أوكرانية على قاعدتين جويتين روسيتين ذلك اليوم.

وقال محللون إن الهجمات المزدوجة وجهت ضربة كبيرة لسمعة موسكو وأثارت تساؤلات حول سبب فشل دفاعاتها مع تحوّل الاهتمام إلى استخدام الطائرات المُسيرة في الحرب بين البلدين الجارين.

ولم تعلن أوكرانيا مطلقاً مسؤوليتها علناً عن الهجمات داخل روسيا ولكنها قالت إن مثل هذه الحوادث هي "العاقبة الأخلاقية" للهجوم الروسي.

"على شفا حرب نووية"

إلى ذلك، قال حليف كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال نُشر أمس الأحد إن الترسانة النووية الروسية والقواعد التي وضعتها موسكو لاستخدامها هما العاملان الوحيدان اللذان يمنعان الغرب من بدء حرب ضد روسيا.

وقال أيضاً الرئيس السابق دميتري ميدفيديف إن موسكو ستواصل حربها في أوكرانيا حتى يُسقَط "النظام المثير للاشمئزاز شبه الفاشي" في كييف وتصبح البلاد منزوعة السلاح تماماً.

ويشغل ميدفيديف، الذي تولى رئاسة روسيا من عام 2008 إلى عام 2012، حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ويُعدّ أحد أكثر المؤيدين بقوة للحرب، كما يُدين بانتظام الغرب الذي يتهمه بأنه يريد تقسيم روسيا لصالح أوكرانيا.

وقال ميدفيديف في مقال بصحيفة روسيسكايا جازيتا: "هل الغرب مستعد لشن حرب شاملة ضدنا، بما في ذلك حرب نووية، من خلال كييف؟، الشيء الوحيد الذي يوقف أعداءنا اليوم هو إدراك أن أساسيات سياسة الدولة بشأن الردع النووي هي التي ستوجه روسيا. وأنها ستعمل بناء عليها في حالة ظهور تهديد حقيقي".

وأوصح ميدفيديف أن "العالم الغربي يوازن بين رغبة قوية في إذلال روسيا وإيذائها وتقطيع أوصالها وتدميرها بقدر الإمكان، من جهة، والرغبة في تفادي حدوث كارثة نووية من جهة أخرى".

وأضاف أنه إذا لم تحصل روسيا على الضمانات الأمنية التي تطالب بها "فإن العالم سيواصل التأرجح على شفا حرب عالمية ثالثة وكارثة نووية. سنبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك".

وقال ميدفيديف أيضاً إن بإمكان روسيا أن تنسى العلاقات الطبيعية مع الغرب لسنوات وربما لعقود مقبلة وستركز بدلاً من ذلك على العلاقات مع بقية العالم.

وفي مقابلة بُثّت بشكل منفصل يوم الأحد، قال بوتين إن روسيا مستعدة للتفاوض مع جميع الأطراف المشاركة في الحرب ولكنه قال إن كييف وداعميها الغربيين رفضوا الدخول في محادثات.

ولفت بوتين ومسؤولون كبار آخرون مراراً إلى أن سياسة روسيا بشأن الأسلحة النووية تنصّ على إمكانية استخدامها إذا كان هناك تهديد لوحدة أراضيها.

ويقول خبراء إن روسيا تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم، بما يقرب من ستة آلاف رأس حربي.

وقال بوتين في وقت سابق من هذا الشهر إن خطر اندلاع حرب نووية يتزايد ولكنه أصر على أن روسيا لم "تصب بالجنون" وأنها تعتبر ترسانتها النووية بمثابة رادع دفاعي بحت.

TRT عربي - وكالات