في مشاركة سياسية جرت على حزب العدالة والتنمية موجة انتقادات لاذعة بسبب حضوره المؤتمر الرابع العادي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” الموريتاني، وهو أكبر حزب معارض بتوجهات إسلامية، وذلك بسبب تقارب الحزب مع جبهة البوليساريو ودعم أطروحته في الإنفصال.
الحزب الموريتاني الذي دعا 13 حزبا سياسي من 5 دول للمشاركة في فعاليات مؤتمره من بينهم حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان. حيث مثل “البيجيدي” كل من المسؤوليّن الحكوميين السابقين مصطفى الخلفي وعبدالعزيز العماري.
وإذا كان البيجيدي حضر بتمثلية منخفضة، فإن عبد الاله بنكيران الأمين العام للحزب، أعلن مساء أمس الأحد، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لشبيبة حزبه، لجهة الرباط سلا القنيطرة، أنه تلقى دعوة من حزب “تواصل” الموريتاني، لحضور مؤتمره. لكن غيابه عنالمؤتمر يعود لأسباب “سياسية”، في إشارة منه لدعم الحزب الإسلامي لجبهة البوليساريو.
ورغم التقارب في المرجعيات الإسلامية الحزبين إلا أن “تواصل” الموريتاني اختار دعم جبهة البوليساريو، وهو ما أظهرته عدة لقاءات بين قياداته وموفدين عن الجبهة طيلة الفترات السابقة.
حزب “تواصل” الموريتاني لا يخف استقبال مبعوثين للبوليساريو، ما وضع “البيجيدي” في موقف حرج، اضطر معه الحزب إلى إصدار بيان يدعو من خلاله للعودة إلى الطريق الصحيح والاصطفاف إلى جانب الوحدة الترابية للمملكة المغربية. لكن الحزب الموريتاني استمر في دعم البوليساريو وبناء علاقات مستمرة معها.
مصطفى الخلفي نشر أمس الأحد تدوينة على حسابه الفيسبوكي، قال فيها إن عدم استجابة حزب “تواصل” لدعوته في السابق من قبل الانفصاليين للمشاركة مؤتمر البوليساريو في مخيمات تندوف، والامتناع عن دعم الطرح الانفصالي، مشددا على أن هذا الموقف الذي أبان عنه حزب “تواصل” موقف “مشرف يستحق التقدير والإشادة”.
<وفد العدالة والتنمية في المرتمر المذكور حاول الدفاع عن ضرورة تعديل البوصلة السياسي للحزب الموريتاني في مقاربته مع ملف الصحراء المغربية، مؤكدا على وجوب تعبئة الجهود لدعم الوحدة المغاربية، كما كانت المشاركة في ندوة المركز الموريتاني للدراسات والأبحاث الاستراتيجية على مسؤولية الأحزاب في التصدي لمشاريع التجزئة والتقسيم التي تستهدف المنطقة.
ومن شأن هذا التعاطي أن يقوض وفق البعض، مفاهيم الدبلوماسية الموازية أو الدبلوماسية الحزب، التي يؤسس الحزب السياسي لنتها الأساسية.
ويعتبر البعض أن مشاركة الحزب في مؤتمر الحزب الموريتاني، كانت غير موفقة وكان عليه اتخاذ موقف حازم وحاسم في مسألة علاقته مع الحزب الموريتاني، على اعتبار أن توجهه السياسي في ملف الصحراء أكثر تشددا وضيقا، ويضرب مصلحة المغرب العليا للمغرب.
