الدار- خاص
في أول زيارة رسمية له لبلد إفريقي و ثاني زيارة لبلد عربي، منذ توليه الرئاسة، يقوم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة رسمية إلى موريتانيا، يوم الخميس المقبل.
وأجرى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس الإثنين، اتصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفقا لما ذكرته الرئاسة الموريتانية.
وأشارت الرئاسة الموريتانية الى أن الرئيس الغزواني بحث مع الرئيس محمد بن زايد العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتطويرها، كما تطرق الحديث إلى الأوضاع الراهنة، حيث استعرض محمد ولد الشيخ الغزواني، مع رئيس الإمارات القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادلا الرؤى حولها.
وتعكس العلاقات الموريتانية الإماراتية، المثال الحي والنموذج الأفضل للتكامل والتآخي بين الأشقاء، من خلال تعدد مجالات التعاون وأهمية ملفات التنسيق المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو ما تجسد في قيام الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، في عام 2020، بزيارة الى الامارات كأول بلد عربي من توليه السلطة.
وترتبط موريتانيا والإمارات بعلاقات أخوية وتعاون واعد ومثمر في عديد المجالات، تترجمه هذه الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى نواكشوط، اذ أعلن الجانبان في كثير من المناسبات تطابق وجهات النظر والمواقف بينهما في عديد القضايا العربية والإقليمية والدولية، خاصة مكافحة الإرهاب والتطرف، ورفض التدخلات الأجنبية في المنطقة التي تعمل على تقويض الأمن والاستقرار.
كما تجلّى تميز وتطور العلاقات الثنائية بين أبوظبي ونواكشوط، في تبادل نشط لزيارات كبار المسؤولين، وتنسيق المواقف السياسية، وتوقيع اتفاقيتين مُهمتين، تعلقت إحداهما بمنع الازدواج الضريبي، فيما تعلقت الثانية بتشجيع الاستثمار، إضافة إلى ما تحقق من تعاون مُثمر في مجالات حيوية؛ كقطاعات الصحة، الطاقة، الدفاع، الثقافة، التربية، والدعم الاقتصادي والمالي.
ويعد مجال الطاقة مثلا جانبا مهما من مجالات التعاون، وكان أبرز ما تحقق في هذا المضمار محطة الشيخ زايد للطاقة في موريتانيا التي تعد أكبر مشروع من نوعه في شبه المنطقة وهي هبة مجانية للشعب الموريتاني، كما شمل العون الإماراتي مجال الصحة، حيث تمت توسعة وتأهيل وتجهيز مستشفى الشيخ زايد في نواكشوط من جديد، إضافة إلى بناء مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة بالمستشفى نفسه.
أما في المجال الأمني والعسكري، فقد قامت حكومة الإمارات بإجراء دورات تكوينية في نواكشوط وفي دبي للعديد من عناصر الأمن الموريتانية خاصة العاملين في مجال أمن المطارات، كما يتجسد التعاون العسكري المتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال معارضها التي تحظى بسمعة عالمية تؤكدها نوعية وأعداد المشاركين فيها لكون دولة الإمارات توفر بيئة تنافسية عالمية.
بالإضافة الى ذلك، مولت الإمارات تشييد كلية للدفاع تحمل اسم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث تتمثل مهام “كلية محمد بن زايد للدفاع” الفريدة من نوعها في شبه المنطقة، في تكوين وتحضير الضباط السامين من القوات المسلحة لمجموعة دول الساحل الخمس لشغل وظائف قيادية عليا.
في المجال الاقتصادي تتجسد الروابط الاقتصادية بين الامارات وموريتانيا، في كثير من المشاريع التي ساهمت المؤسسات الاقتصادية والخيرية الإماراتية في إنجازها في موريتانيا، خاصة مؤسسة زايد الخيرية وصندوق أبوظبي للتنمية، من خلال تقديم القروض الميسرة والمنح والمساعدات السخية والتدخل في الحالات الإنسانية الطارئة.
وتقوم كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والهيئات الخيرية الإماراتية المتعددة بنشاط إنساني وخيري معتبر ومقدر في موريتانيا، كما سبق أن ساهمت الإمارات من خلال قرض بـ110 ملايين دولار أمريكي من صندوق أبوظبي للتنمية في بناء الطريق الاستراتيجي الذي يربط بين بعض المدن الشرقية في موريتانيا وصولا إلى الحدود المشتركة مع جمهورية مالي المجاورة.
جدير بالذكر أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى الامارات، تعتبر أول زيارة رسمية يقوم بها لبلد إفريقي منذ توليه الرئاسة خلفا لأخيه الشيخ خليفة الذي توفي في ماي الماضي، كما تعد ثاني زيارة رسمية لرئيس الإمارات الجديد لبلد عربي بعد زيارته لدولة قطر مطلع دجنبر الجاري، كما تعتبر أيضا، رابع زيارة خارجية لسموه منذ توليه السلطة، بعد فرنسا في يوليو وروسيا في أكتوبر وقطر في دجنبر، علما أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، أقيمت بصورة رسمية عام 1973، حيث افتتحت موريتانيا سفارة لها في أبوظبي عام 1974، ليعقب ذلك افتتاح دولة الإمارات سفارتها في نواكشوط في عام 1994
