مع سعي إيران المستمر للعودة للاتفاق النووي، وتعزيز اقتصادها المتعثر لإسكات الاحتجاجات المندلعة بها، تعارض عدوتها اللدود إسرائيل تلك المساعي، وتتوعد ببذل الجهود للتصدي لإيران وحلفائها.

حيث قتلت ما لا يقل عن 507 متظاهرين، واعتقلت أكثر من 18500 شخص، وفقًا لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، وهي جماعة تراقب الاضطرابات عن كثب. ولم تنشر السلطات الإيرانية أرقاما عن القتلى أو المعتقلين.

كما أعدمت بعض المتظاهرين، بمن فيهم رجل يبلغ من العمر 23 عامًا، تم شنقه علنًا في وقت سابق من هذا الشهر.

استهداف الوكلاء

وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن السلاح النووي الإيراني هو أكبر تهديد محتمل إقليمياً وعالمياً.

وبين إن التصدي لإيران يجب أن يشمل كل وكلائها وأنشطتها في الشرق الأوسط، مضيفاً «جاهزون لتنفيذ أي أوامر للتصدي لنووي إيران».

كما أضاف «أفشلنا محاولات إيران لنصب صواريخ في سوريا، وإنشاء تنظيم أشبه بحزب الله في الجولان». وتابع «هذا المخطط لم يختف بالكامل ولدينا المزيد مما يجب فعله» في هذا الشأن.

حيث أفادت مصادر لوسيلة إعلامية أن إسرائيل استهدفت، الأحد الماضي، وحدة جوية لحزب الله في مطار القصير السوري، مشيرة إلى أن الوحدة 127 لحزب الله، التي قصفت مسؤولة عن إنتاج مسيّرات في لبنان.

وأضافت أن مطار القصير السوري تحول إلى مقر أبحاث وتطوير للمسيّرات الإيرانية.

ضرب حزب الله

وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية، وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

رد إيراني

وتعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بأن بلاده لن ترحم «المعادين» لها.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر، تحركات احتجاجية إثر وفاة أميني، بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» في طهران، لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وعدّ مسؤولون جزءا كبيرا من هذه التحركات بمثابة «أعمال شغب»، واتهموا أعداء البلاد - تتقدمهم الولايات المتحدة ودول غربية - بالضلوع فيها بهدف زعزعة استقرار إيران.

حظر السفر

ومن جهه أخرى قامت إيران بحظر السفر على كل المشاهير، الذين يدعمون الاحجتاحات لديها.

ولم يصدر تعليق من شركة الطيران أو السلطات الإيرانية.

قبل مصادرة جواز سفره، دعا أ. دعا دائي، هداف دولي كبير وكابتن منتخب إيران السابق، الحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى «حل مشاكل الشعب الإيراني بدلاً من استخدام القمع والعنف والاعتقالات».

حشد الدعم

ولطالما حاول قادة إيران حشد الدعم المتشدد داخل البلاد، مع استمرار المظاهرات بشأن مقتل مهساء أميني،

كما أنها بمثابة تذكير بأن الحكومة الإيرانية لا تزال على استعداد، لاستخدام القوة في الخارج وفي الداخل للبقاء في السلطة.

وما يزيد من خطر زعزعة الاستقرار هو برنامج إيران النووي. حيث تمتلك طهران الآن ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب، لصنع قنبلة ذرية إذا اختارت ذلك - وتواصل في مطالبها بالمفاوضات التي فشلت، بشأن اتفاقها الممزق مع القوى العالمية. مع العلم بأن التهديد بالاعتقال والضرب وحتى العنف المميت، من قبل قوات الأمن لم يهدئ الغضب حيث تواجه إيران مشاكل اقتصادية متفاقمة.