في عام يحاول النظراء نسيانه .. صناديق التحوط الكلية تتباهى | صحيفة الاقتصادية


تسير صناديق التحوط، التي تتداول السندات والعملات نحو أفضل عام لها منذ الأزمة المالية العالمية، مدعومة بالزيادات الحادة في أسعار الفائدة التي ألحقت خسائر فادحة بالمتخصصين في الأسهم والمستثمرين الرئيسين.
مرت ما تسمى بصناديق التحوط الكلية، التي نالت شهرتها بفضل أمثال جورج سوروس ولويس بيكون، بفترة عصيبة غير مربحة عندما استقرت الأسواق بسبب تريليونات الدولارات من شراء البنك المركزي للسندات بعد 2008. لكنها ازدهرت هذا العام بفضل التحركات ذات التأثير القوي في أسواق السندات العالمية وارتفاع الدولار في الوقت الذي يخوض فيه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى معركة ضد التضخم المرتفع.
كان من بين الرابحين الملياردير كريس روكوس، الذي تعافى من خسائر العام الماضي ليحقق مكاسب بلغت 45.5 في المائة في 2022، مدعوما برهانات على ارتفاع أسعار الفائدة، بما فيها الرهانات خلال اضطراب سوق المملكة المتحدة في الخريف. هذا يجعل المؤسس المشارك لشركة بريفان هوارد يتجه نحو أفضل عام له منذ إطلاق صندوقه في 2015، الذي أصبح أحد أكبر الصناديق الكلية في العالم بأصول بقيمة 15.5 مليار دولار تقريبا.
حقق أندرو لو، الرئيس التنفيذي لشركة كاكستون أسوشيتس، مكاسب 30.2 في المائة حتى منتصف ديسمبر في صندوق التحوط الكلي البالغة قيمته 4.3 مليار دولار، الذي أغلق الباب أمام الأموال الجديدة، وفقا لأحد المستثمرين. كسبت شركة حيدر كابيتال المملوكة لسعيد حيدر في نيويورك 194 في المائة في صندوق "جوبيتر" التابع لها مدعومة برهانات على السندات والسلع الأساسية بعد أن ارتفعت في مرحلة ما هذا العام أكثر من 270 في المائة.
قال كينيث تروبين، رئيس شركة جراهام كابيتال، التي تدير أصولا بقيمة 19 مليار دولار، أسسها في 1994: "هذا يذكرني بالفترة الأولى من حياتي المهنية عندما كانت الصناديق الكلية هي النمط السائد للاستثمار"، في إشارة إلى فترات قوية في الثمانينيات والتسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الـ21.
أضاف تروبين: "كانت حقا صناديق تحوط غير مرتبطة عمدا بانكشاف الناس الأساسي على الأسهم والسندات".
انخفضت الأسهم العالمية 20 في المائة هذا العام، في حين حققت السندات أكبر انخفاضاتها منذ عقود، ما يجعل 2022 عاما للنسيان لمعظم مديري الأصول. لكن صناديق التحوط التي يمكنها المراهنة ضد السندات أو التعامل مع العملات باعتبارها فئة أصول حققت قفزة إلى الأعلى. في المتوسط، حققت صناديق التحوط الكلية مكاسب 8.2 في المائة في الأشهر الـ 11 الأولى من هذا العام، وفقا لمجموعة البيانات إتش إف آر. ويضعها ذلك في طريق تحقيق أفضل عام لهم منذ 2007، خلال بداية الأزمة المالية العالمية.
حقق المتداولون ربحا من الرهانات على ارتفاع العوائد، مثلما حدث في السندات الأمريكية لأجل عامين، التي ارتفعت من 0.7 في المائة إلى 4.3 في المائة، والسندات الحكومية البريطانية لأجل عشرة أعوام، التي ارتفعت من 1 في المائة إلى 3.6 في المائة. أدى تغيير مفاجئ أجراه بنك اليابان المركزي في سياسة التحكم في منحنى العائد، نتج عنه ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية، إلى زيادة في العوائد.
مع اختفاء "الكبح المصطنع للتقلبات" من تطبيق السياسة النقدية الفضفاضة للغاية، من المرجح أن يستمر المتداولون في الاقتصاد الكلي في الاستفادة من أبحاثهم الاقتصادية، حسبما قال دارين وولف، الرئيس العالمي للاستثمارات والاستراتيجيات البديلة في "أبردين".
كما استفادت صناديق التحوط القائمة على خوارزميات الحاسوب، مع توفر اتجاهات طويلة الأمد نتجت عن تحركات كثيرة في السوق. سجلت المسماة بصناديق العقود الآجلة المدارة ارتفاعا يبلغ 12.6 في المائة، أفضل عام لها من حيث العوائد منذ 2008.
شهدت "أسبكت كابيتال"، مقرها في لندن وتدير أصولا بنحو عشرة مليارات دولار، ارتفاعا يبلغ 39.7 في المائة في صندوقها "دايفرسيفايد" الرئيس. كما حققت أرباحا في أسواق من ضمنها السندات والطاقة والسلع، حيث جاء أكبر ربح منفرد لها من رهاناتها ضد سندات الحكومة البريطانية. حققت شركة سيستيماتيكا المملوكة لليدا براجا مكاسب بلغت 27 في المائة في صندوقها "بلو تريند".
قال أندرو بير، المدير في شركة الاستثمار داينامك بيتا الأمريكية: "نحن في عصر جديد، حيث يستمر حدوث ما هو غير متوقع بوتيرة منتظمة تثير القلق"، مضيفا أن قفزة العوائد والعملات سريعة الحركة قدمت فرصا للصناديق التي تتبع الاتجاهات.
تظهر المكاسب تناقضا صارخا مع أداء صناديق التحوط الخاصة بالأسهم، التي عانى كثير منها عاما بائسا، حيث شهدت أسهم التكنولوجيا سريعة النمو لكن غير المربحة التي ارتفعت في السوق الصاعدة تراجعا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
خسرت شركة تايجر جلوبال المملوكة لتشيس كولمان، أحد أكبر الرابحين من ارتفاع أسهم التكنولوجيا في ذروة جائحة فيروس كورونا، 54 في المائة هذا العام. كما خسرت شركة فايكنج التي يملكها أندرياس هالفورسن، التي خرجت من تداول الأسهم بمضاعفات عالية جدا في وقت مبكر من هذا العام، 3.3 في المائة حتى منتصف ديسمبر.
في الوقت نفسه، خسر "وايل روك"، صندوق يركز على التكنولوجيا ومقره بوسطن، 42.7 في المائة. كما خسر "سكاي جلوبال"، الذي أنشأه المحلل السابق في شركة "ثيرد بوينت" جيمي ستيرن، 40.9 في المائة، متأثرا بخسائر أسهم مثل "أمازون" و"مايكروسوفت" و"ألفابت". كتب ستيرن في رسالة للمستثمرين اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز" أنه كان مخطئا بشأن "شدة المخاطر الكلية".
تراجعت صناديق الأسهم إجمالا 9.7 في المائة، ما يجعلها تتجه نحو أسوأ عام لها من حيث العوائد منذ الأزمة المالية لعام 2008، حسب "إتش إف آر".
قال سيدريك فوينييه، رئيس الصناديق المدارة البديلة السائلة والأبحاث في شركة إس واي زي كابيتال: "جاءت أكبر خيبة لنا من هؤلاء المديرين، حتى المعروفين منهم ممن يتمتعون بسجل حافل طويل، الذين فشلوا في توقع تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على أسهم النمو. لم يدركوا النقلة النوعية ودفنوا رؤوسهم في الرمال متجاهلين عمدا ما يحدث".
باستثناء 2020، شهد هذا العام أكبر فجوة بين العشيرات العليا والدنيا لأداء صناديق التحوط منذ أعقاب الأزمة المالية في 2009، وفقا لـ "إتش إف آر".
قال تروبين من "جراهام كابيتال": "على مدى الأعوام العشرة الماضية، تلقى الناس مكافآت على استثمارهم في استراتيجيات صناديق التحوط المرتبطة بعوائد السوق. مع ذلك، كان 2022 هو العام الذي يذكرك بأن على صندوق التحوط أن يمنحك التنوع في الحالات المثلى كذلك".

تاريخ الخبر: 2022-12-29 00:23:06
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 36%
الأهمية: 35%

آخر الأخبار حول العالم

بيراميدز يتصدر.. جدول ترتيب دورى NILE بعد مباريات اليوم

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:21:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية