«المبدع بين المعنى واللامعنى».. مناقشات في مؤتمر أدباء مصر في دورته الـ 35

ناقش مؤتمر أدباء مصر في دورته الـ ٣٥، والمقام بمحافظة الوادى الجديد، في جلسته البحثية الثانية والتي جاءت تحت عنوان "المبدع بين المعنى واللامعنى" بمشاركات الدكتور  أحمد عادل القضابي، ودكتور شعيب خلف، والروائي والقاص محمد محمد مستجاب. وأدار الجلسة الناقد والأكاديمي الدكتور عادل ضرغام.

قال الناقد والأكاديمي الدكتور عادل ضرغام: يجب أن يوجه الشكر للهيئة العامة للكتاب لاختيارها موضوع وعنوان المؤتمر الذي يدخل ويشتبك في صلب حياتنا اليومية، وتأخذ قيمة الموضوع أنها فرقت بين الثقافة والمثقف في العديد من الندوات، مع أن لا يوجد تفريق واضح بينهما.

وأضاف: "ويمكن أن نتوقف عند مجموعة من النصوص تستعرض صور المثقف مثل المتنبي عند أمل دنقل، وصورة المثقف كما عبر الروائي المغربي بنسالم حميش في روايته بن خلدون، وعلينا أن نشير إلى أهمية الموضوع. 

من جهته قال الناقد والأكاديمي الدكتور شعيب خلف: موضوعي هو تحولات فكر النخبة بين ثقافة القوة وقوة الثقافة، ويعد من أطول الموضوعات البحثية التي تناولها كتاب أبحاث المؤتمر.

وتابع: ثمة أسئلة كلمة كثيرة على طاولة البحث والرؤية عند النخب بأنواعها التقليدية منها والعنصرية: هل المشكلة في العودة للماضي الذي تركناه في مكانه  ولم نستجب لإلحاحه الدائم فوق اكتافنا ولاندري وجودة؟ أم أن المشكلة أننا استحلينا الفرجة، وقفنا مشذوهين نرى العالم من حولنا  يسرع الخطى ونحن في مكاننا لا نريد أن نحرك أقدامنا من مكانها، أسئلة جعلت الأطراف كلها على طرفي نقيض كنا يذهب جلال أمين؛ فلم يكن التراثيون بالطبع وحدهم في الميدان قط، بل كان هناك دائما من يقول أن تعثر نشروه النهضة العربية أو الإسلامية يعود إلى التخلف عن اللحاق بالغرب، وأن الحل ليس في رفض أسس الحضارة الأوروبية بل في المزيد من الأخذ عنها. 

ولفت “خلف” إلى أن المشكلة الكبرى في الفكر العربي ولدى نخبته دائما هذا التناقض الحاد بين الصورة المثالية عن الذات في الوعي، وواقع تؤشر كل ملامحه ومعطياته الواقعية الملموسة على الدونية والتخلف والتبعية كما تشير لهجة محمد سبيلا الحادة.

وأشار  خلف إلى أن صعوبة المأزق تفوض على النخبة الانقسام تجاهه: إما بالانغماس أو الانكماش، أما بالرفض التام والعودة إلى الماضي، والماضي وحده، حيث النموذج والمثل الذي يمكن اتباعه  نموذج العصور الوسطى.

 وأشار خلف إلى أن نماذج النخبة العربية لعبت دورا بارزا في المشهد الثقافي العربي ونهضته، وعلى رأسهم رفاعة رافع الطهطاوي وأستاذه العطار، وتلميذه الإمام محمدعبده، وصولا إلى العميد طه حسين.

تحولات دور المثقف 

وقال الناقد والأكاديمي الدكتور عادل القضابي عبر كلمته التي جاءت تحت عنوان "تحولات دور  المثقف"، إن مفهوم المثقف تتراوح ظلاله بين الشخص المتعلم إلى أن تصل إلى الشخص صاحب الفكر الذي يحسب من النخبة، فالمثقف في الصحاح هو صار حاذقا فطنا، ويظن أن هذا هو حده الأدنى ربما. وقد مدح الأعرابي نفسه في العين إذا قال إني لثقف لقف راو رام شاعر. ومنه: قلب ثقف، أي سريع التعلم والتفهم بينما يعرف جان بول سارتر المثقف تعريفا ساخرا دالا بأنه إنسان يتدخل ويدس أنفه في ما لا يعنيه، ويدعى أنه يعارض ويناقض مجمل الحقائب المكتسبة وأنماط السلوك التي تستوحيها".

دور المثقف 

أشار القضابي إلى أن فلاسفة التنوير قدموا صورة للمثقف على أنه واحد من النخبة الصغيرة الناطق باسم حقول المعرفة الرفيعة من رجال الأدب والفن والفكر، وفهموا دوره بأنه دور بطولي لتحقيق التنوير والحداثة، لأن الدور البطولي سيجعل المثقف يتخلى عن سلامه الوهمي الذي يمكن أن يركن له، ليشتبك مع التحديات التي اجابه مجتمعه مقدما طرحه المغرفي عن الحقيقة أو الحلم أو الأمل الذي يتصوره بصيرته.

وعرض “القضابي” أدوار المثقف الرئيسية المنوط القيام بها والتي عرضها ليكلرك، والتي منها  حراسة التقاليد والقيم ومؤسسات المجتمع المركزي، والتوسط بين الناس والقدس وهذا ما توسعه فيه لاحقا عبر دراسته "العولمة الثقافية". 

وواصل القضابي إلى أنواع من المثقفين، والتي جاءت عبر تصنيف فئوي لهشام شرابي، ومنها: المثقف الملتزم، والمثقف العامل والمثقف التقني. 

ونوه القضابي إلى تحولات الدور الوظيفي للمثقف وأطوارها ومنها المثقف الرسولي، والمثقف المنزل، والمثقف التنويري، والمثقف المتمأسس، والمثقف السلوى، والمثقف العضوي والمثقف الهجين. 

واختتم  القضابي كلمته بالتأكيد على أن المثقف هو صاحب البصيرة والمعرفة والفكر، والذي يمتلك  وعيا نافذا، وإرادة حرة، وقدرة على التعبير مؤثرة في مجال أوسع من مجال تخصصه الدقيق أو فنه على التعبير مؤثرة في مجال أوسع من مجال تخصصه الدقيق الذي يمارسه لتحقيق دور وظيفي داخل مجتمعه.

وقال القاص والروائي محمد محمد مستجاب عبر كلمته، التي جاءت تحت عنوان "ملء الفراغات بين سلطة المؤلف وسلطة آل مستجاب": إن العلاقة بين النص الأدبي ومؤلفه علاقة شائكة ومعقدة وإشكالية وممتدة، في كل وقت ودائما ما تثار عندما يفتح "بطن" أحد نصوص أي أديب، حيث يقف الأديب خاصة في الندوات ليعلن أن هذا ما اراده، أو يعلن أنه لم يفكر في هذا ـ ان روايته أو عمله الإبداعي لم يكن يقصد كذا.

ولفت مستجاب إلى أن دور عظيم في إظهار مساوئ الحكام وسلبية نظم الحكم، وذلك خلال وسيط  عمله الإبداعي، فالكاتب هو الوسيط دوما بين السلطة والناس، هو صوت الناس المسموع، ويأتى ذلك عبر تاثيره بنصوصه وهذا ما قدمة العديد من الكتاب الكبار نموذج أحمد بهاء الدين، يوسف إدريس، محمد حسنين هيكل وغيرهم. 

وأشار مستجاب إلى الأعمال الإبداعية للكاتب الراحل محمد مستجاب، ومنها القصة الثانية التي تحمل عنوان "مستجاب الخامس" والتي نلاحظ من بدايتها يقظة الكاتب، تلك اليقظة التي ينقلها سريعا لجعل القارىء مندهشا منذ بدايتها يقظة الكاتب، وكأن مستجاب هنا "حاوي" يريد أن يستدرج لتلك القصة التي تدور حول الزعيم الذي يجب ان يتقلد أريكة آل مستجاب والمعروف عنه ذكاؤه في وضع الألغاز، وأثناء نجاحه في حل اللغز، يجد نفسه بمفرده أمام ذئب؛ ذلك الذئب الذي يقفز لبطن مستجاب الخامس ويبقرها في قلب القارب وأمام أعين الجماهير الحلقة على الشاطئين.

واختتم بأن هذا المشهد الختامي للقصة، يفصح عنه مستجاب "في إحدى الجلسات ببيته فهو يقول إنه أقرب ما يكون لمشهد اغتيال الرئيس السادات وسط جيشه وشعبه، فالذئب هنا نحن الذين اسجلبناه ورعيناه سواء كان هذا الذئب دولة مثل إسرائيل، فهي العدو والذئبة والصغيرة التي تسرق شيء، أو الجماعات الإرهابية التي فتح لها السادات الباب لتنطلق. هذا ما  يريد مستجاب؛ أن نعلن أنه لا يوجد مصاحبة أو مصادقة مع ذئب، مهما حدث؛ فهو خائن، وأما ما حدث أما عيوننا كان بايدينا, أو يد قادتنا؛ فالذي اغتال السادات لم يكن يوم المنصة عام 1981 ، بل جاء في معاهدة كامب ديفيد أو في زيارته لإسرائيل، أو منذ إخراجه لكل أصحاب التيارات الدينية من السجون من أجل تدمير اليسار المصري وسحقة. 

تاريخ الخبر: 2022-12-30 12:21:47
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية