لقد مات بيليه أو ري.

البرازيل تشعر بالحزن والعالم كذلك، والكثير منا ينعي قامة كروية لم نر قط مثلها على أرض الملعب.

كوني في الثالثة والعشرين من عمري، فلم أكن متواجدا خلال بداية مسيرته الكروية المتوهجة أو منتصفها أو حتى نهايتها. ولكن هذا لا يهم. كان بيليه وسيظل دائمًا اسما مألوفا في كل منزل.

نشأت في ريو دي جانيرو، المدينة المليئة بالطاقة والحيوية، لعبت كرة القدم دورا مهما في حياتنا.

كانت ماراكانا، حيث سجل بيليه هدفه الألف، رمزا لروتيني اليومي حتى انتقلت إلى المملكة المتحدة، وعمري 11 عاما.

كنا دائما قريبين وفي الجوار. يمكن الشعور بالضجيج والصخب خلال أيام المباريات في جميع أنحاء المدينة. كما أن حركة المرور تصبح أبطأ، والمطاعم أكثر ازدحامًا ، والشوارع أعلى ضجيجا.

بعد نبأ وفاة الملك بيليه ، وبينما كنت أكتب لصفحة بي بي سي التي تابعت الحدث، ظلت مجموعة الدردشة الجماعية مع عائلتي تعج بالرسائل على هاتفي.

أربعة أجيال، تأثرت وحزنت جميعها بنفس القدر بموت بيلية الأيقونه. عبّرت الكلمات والرموز التعبيرية والصور عن صدمتنا - فنحن برازيليون، قبل كل شيء، العواطف لدينا ترتفع وتتملكنا.

لكن ما علق في ذهني كان تعليقا من خالتي. التي لاحظت أن وسائل الإعلام البرازيلية، أثناء حديثها عن حياة بيليه، استخدمت عبارة "ملكنا الأسود".

نجوميته لا يشوبها أي شك - ونفوذه في جميع أنحاء العالم يقول عنه أكثر بكثير من أصله العرقي وخلفيته.

لكن بالنسبة لمجتمع السود في البرازيل، فإن سماع هذه الكلمات مهم جدا. فهي تشير إلى نقلةٍ نوعية كنا نمر بها منذ عقود - أدى بيليه في هذا التحول دورا حاسما ورئيسيا.

لأن بيليه ارتقى إلى مكانة الكنز الوطني في بلد له تاريخ عميق من العبودية وإرث من الانقسام.

كان يواجه باستمرار هتافات ونعت الجمهور له بالقرد على أرض الملعب كما كان يُطلق عليه ويلقب بالعديد من الألقاب العنصرية. قال ذات مرة إنه إذا أوقف كل مباراة يتم التهكم عليه فيها ووصفه بالقرد، لكان عليه أن يوقفها جميعا.

قالت كاتبة سيرته الذاتية، أنجيليكا باستي، إنه كان مفتاحا لاقتحام الفضاء والاعتراف بالسود في كرة القدم البرازيلية - لكنه لم يشارك بشكل مباشر مطلقا في مكافحة العنصرية.

في حديثها إلى أمي، أخبرتني أن بيليه "يدل على العظمة والتناقض".

تناقض، لأن العديد من البرازيليين كافحوا مع مقاومته للتحدث ضد العنصرية.

وعظمة، بسبب الطريق الذي صاغه لنا، البرازيليون السود. صعد بيليه إلى النجومية على الرغم من العنصرية العميقة المتجذرة في البرازيل.

قالت لي أمي "لقد سمح لنا، نحن البرازيليون السود، أن نرى واحدا منا يُشاد به من قبل الجماهير، ويُعتبر ملكا، وأيقونة للبلد بأسره".

وأضافت "فاز بيليه بكأس العالم لأول مرة بعد 70 عاما فقط من إلغاء العبودية [في البرازيل] ، في بلد استمر، ولا يزال، يعامل السود كمواطنين من الدرجة الثالثة.

"لقد كان رمزا، جعلنا ندرك أنه من الممكن أن تكون رجلا أسود ذي شهرة دولية".

البرازيل ألغت العبودية عام 1888. إنه ليس تاريخا قديما بالنسبة لنا، ولا تزال العنصرية ضد السود متفشية.

يمكن سماع صوت بيليه وجاذبيته في التعليق على المباريات الكبيرة بعد فترة طويلة من نهاية مسيرته - خاصة خلال نهائيات كأس العالم.

أخبرني إدوارد هلال، صديقي وأحد مشجعي كرة القدم، "بالرغم من كونه هادئا، فقد كان قادرا على المساهمة كثيرا في تحسين صورة البرازيل في جميع أنحاء العالم".

ولدى سؤاله عن الحالة المزاجية في ريو، قال إدوارد إن معظم الناس يقضون وقتا في وداع ونعي نجمهم والتعبير عن احترامهم وامتنانهم لملك كرة القدم.

حتى الآن، وخلال زياراتي السنوية إلى البرازيل، لا أجرؤ على اقتراح أي شيء آخر مساء الأربعاء أو بعد ظهر يوم الأحد غير الاستماع إلى تعليق لاعب كرة القدم المشهور عالميا في الخلفية.

ولدي بيليه لأشكره - وألومه - على ذلك.