حمدي سليمان: دورة مؤتمر الأدباء استثنائية.. وأندية الأدب لم تعد كما في السابق (حوار)

تحدث الدكتور حمدي سليمان، أمين عام مؤتمر أدباء مصر، عن الدورة الـ 35 والتي انتهت فعالياتها أمس بمحافظة الوادي الجديد، مؤكدا أن هذه الدورة استثنائية، وأن أندية الأدب في مصر لم تعد كما في السابق، وغيرها العديد من المشكلات والتحديات التي واجهت المؤتمر وغيرها، مما سيكون في الحوار التالي.

بداية ما هي أبرز المشكلات التي واجهتك وكيف تخطيتها؟

هذه الدورة تحديدا دورة استثنائية، لأنها تعود بعد فترة قاربت الثلاث سنوات، والتي عقدت ببورسعيد 2019، إلى جانب آمال الكُتاب كانت كبيرة في هذه الدورة، خاصة أن المؤتمر له تاريخه العريق الذي بدأ منذ عام 48، وقد يكون الظاهرة الثقافية الأكبر من حيث العدد ومن حيث الفاعليات، والتجمع الأدبي.

ومن المفترض وقت تغيره من مؤتمر أقاليم مصر إلى مؤتمر أدباء مصر، أظن أنه أصبح حاضنة ثقافية حقيقية لأدباء مصر بشكل عام، وهذا ما سعينا إليه في هذه الدورة بشكل عام، ولاحظ أن هناك عددا كبيرا من المثقفين ولم يقتصر الأمر على نوادي الأدب، بل سعينا إلى وجود شخصيات عامة وإعلاميين وبرلمانيين، وأتمنى أن يتوسع فيه المؤتمر في الدورات القادمة.

ودعنا نتحدث بشكل حقيقي وواع ونشير إلى أن أندية الأدب التي أخرجت مثقفينا ومبدعينا الكبار في السابق لم تعد كما عرفناها في فترات سابقة، خلاف إنها مليئة بكثير من المشاكل، وأمراض الوسط الثقافي، حتى يمكن الإشارة إلى أن العديد من الكتاب الحقيقيين في مختلف الأقاليم يعزفون عن وجودهم في أندية الأدب، وهذا يرجع إلى أن أدوات التطور التكنولوجي ساهمت بشكل واضح في وصول هؤلاء للناس، إلى جانب وجود دور النشر العديدة التي لعبت دورا كبيرا في تقديم وجوه إبداعية حقيقية.

ماذا عن تمثيل أندية الأدب في مؤتمر أدباء مصر؟

صورة من افتتاح المؤتمر

تمثيل مؤتمر أدباء مصر عبر أندية الأدب يعد أحد الأمور التي يأمل أن يعاد النظر فيها، بإعادة هيكلته والنظر في الترشيحات، والتي لا يمكن أن تعبر عن الحركة الأدبية في مصر، إلى جانب توسيع قاعدة ترشيحات الشخصيات العامة، إلى جانب فرصة لوجودهم أمانة المؤتمر والتي نسعى إليها لأنها تثري المؤتمر بشكل عام، وذلك شريطة أن تكون هذه الشخصيات العامة لها منجزها الإبداعي، وهذا حتي يكون حاضنة حقيقية للمثقفين، إلى جانب ذلك تطوير نوادي الأدب ذاتها.

عبر مؤتمر الأدباء يمكن أن يكون معبرا بشكل حقيقي، وأن يضع الثقافة بشكل لائق بها في مواجهة التحديات التي تواجه الدولة المصرية سواء داخلية أو خارجية، وذلك باعتبار الثقافة حائط الصد الأول في المواجهة. بدءا من الأرهاب حتى التنمية، وهذا لن يحدث دون تكتل حقيقي للمثقفين، وذلك لا يتأتى إلا عبر كيان متكامل، حتي لا تصبح الأمور مشتتة، ومجرد مجهودات فردية من قبل المثقفين تستعين بهم الدولة في الحوار الوطني، أو في مشروعات ثقافية.

ووجود الثقافة بشكل أصيل، ووعي السلطة والنظام بأنها ضرورة حتمية في عملية مواجهة هذه التحديات. وقد تكون الصورة التي عليها المثقفون الآن قد تكون هي السبب في أن السلطة لأنه لم يجد كيانا قويا ومتحدا يتواصل معه، ثمة كيانات وجزر منعزلة ومطالب فئوية تخص كيانه.

هل سنرى في الدورات القادمة لمؤتمر أدباء مصر الخروج بفاعلياته للاشتباك بالناس بدلا من الندوات التي تبدو مغلقة وتخاطب فئة محددة بعينها؟

المؤتمر طوال الوقت يقوم بهذا، ويبقى هناك نزول للجامعات والمدارس والمقاهي إلخ.. لم نكتفِ بمدينة الخارجة ذهبنا إلى القرى المختلفة حتى نؤكد على أننا نقدم ظاهرة ثقافية كبرى، وتصبح فرصة حقيقية لتعرف المبدعين على تلك المناطق، والتحريض على الولع بمعرفة  الفضاء الجغرافي الذي نفتقده.

ويعطي المؤتمر فرصة حقيقية  للتعرف على أماكن الخارجة والبادية ومؤتمر البادية. 

أنا لست منحازا لفكرة البادية، ومحافظة الوادي الجديد نمط زراعي هم بدو مستقرون يشبهون كثيرا سكان الريف المصري، وهم قريبون جدا من ثقافة الريف المصري، ذلك إلى جانب الطبيعة الصحراوية  المرتبطة بالصحراء باعتبارها واحة. 

أما عن طرح مسألة أندية البادية وتمثيله، فأنا ضدها تماما؛ فنادي الأدب يعني الشمولية يقدم القصيدة النبطية والنثر وغيرها من الفنون بأشكال مختلفة، وما يذهب إليه البعض بالتاكيد على عدم تطورهم واشتباكهم بالنصوص الأخرى.

اختيار عنوان المؤتمر هل توقفت عنده، خاصة أننا أمام عنوان يبدو أنه مطروح للنخبة؟

حدث نقاش طويل مع الأمانة العامة للمؤتمر واللجنة المكلفة بوضع الأبحاث العلمية، لكن في النهاية نحن وصلنا إلى هذه الصيغة، وقدمنا عبر باحثين ومبدعين مستهدفنا حول معنى كلمة المعنى.

في النهاية ثمة تعدد فيما يعنيه المعنى، وأردنا أن نفرق بين فكرة الفعل الثقافي في حد ذاته بعيدا عن جداوه، وما يقدمه من إضافة. لدينا فعاليات ثقافية ونشر، ومؤتمرات، إلخ، والسؤال هل تبحث وراء كل هذا؟ وما المعنى من كل هذا؟ وما تريد أن تصل إليه هل هو المتعة فقط من خلال هذا الفعل بكونه معنى أصيل؟ أم ليست هي فقط وراء ذلك الفعل.

انطلاقنا الذي كنا نحاول التأكد عليه أنه كيف يكون للفنون والآداب المختلفة تجلياتها وتأثيراتها على  الآخرين سواء المثقفين والمبدعين، وصولا إلى الأشخاص العاديين، فما يحدث في صورة المجتمع من تشوه وما يعيشه من حالة الارتباك والمتاهة، وعدم قدرة المثقف الذي لا يصل إلى تحديد مشروعه الإبداعي، بالتأكيد من وراء ذلك تقصير المثقفين.

صورة من افتتاح المؤتمر

يذهب البعض إلى أن عدد التكريمات قد يكون بمثابة إفقاد لقيمة المعنى الذي جاء من أجلها المؤتمر؟

وفق اللائحة الذي يعمل عليها المؤتمر فإنه يقوم بعدد من التكريمات، ومنها تكريم شخصية المعرض ومن بعد تكريم الأديبات وتكريم شخصية من وجه من جنوب الصعيد، وأخرى من وجه بحري وإعلاميين ونقاد، إلى جانب تكريمات الراحلين.والمسألة رمزية، ونحاول قدر الإمكان رد الفضل لبعض الأدباء الذين ساهموا فيه، رموز لها  مشاريع إبداعية في مجالها، والحركة الثقافية بشكل عام.

 كيف ترى ما ذهب إليه الكاتب محمد سلماوي من دعوة بعض الشخصيات العربية للمؤتمر؟

صورة من افتتاح المؤتمر

جاءت دعوة سلماوي لخروج المؤتمر من شكله الإقليمي، حتي نكسر الشكل التقليدي الموجود عليه المؤتمر إلى الآن.

موضوعات غائبة لم تكن غائبة فقط بل لم تكن بهذه المساحة التي أخذتها في الدورة عن غيرها، في الجزء الأول من الأبحاث كان تأسيس لمصطلح المعنى، إلى جانب محور كامل حول المثقف بين المعنى واللامعنى وتحولاته، وتحولات وهم السلطة الثقافية، فهناك من يتوهم أنه في حد ذاته سلطة حتى أنها تصل به إلى حد البارانويا، إلى  جانب محور عن الثقافة الاستهلاكية ، ومحور الميتافيرس وهي من أبرز الأوراق التي تم طرحها والتي تناقش مبكرا  تجليات متغيرات العالم الافتراضي في العالم. إلى جانب جلسة مائدة مستديرة عن حركية الإبداع في الفضاء الإلكتروني، والتي تناولت كيف يتم التعامل معها في عدد من الجوانب منها ما هو إبداعي وآخر اقتصادي.

هل الثقافة سلعة رائجة في مجتمعنا وهل يلعب مؤتمر أدباء مصر دورا في ترويجها كسلعة؟

نحن دائما ما نتحرك متأخرين ومتوجسين ولدينا خوف ما، فالصناعات الثقافية التي يتم مناقشتها الآن انتبه إليها العالم مبكرا، ونحن الآن نحاول ملاحقة ما يجري من أفكار.

تاريخ الخبر: 2023-01-01 15:21:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية