«سيارة نقل ثقيل» محمّلة بنحو 50 طناً من القمح، بمجرد وصولها على بوابة الصومعة، يحصل سائقها على «باركود» قبل دخوله، مدون به كمية الشحنة التى دخلت والمنشأ المستورد منه والميناء الذى استقبلها، واسم الباخرة التى حملته، وتاريخ الرحلة، ورقم الخلية التى سيُخزن فيها القمح داخل الصومعة.

عاشت «الوطن» يوماً كاملاً داخل صومعة غلال بنها، إحدى الصوامع المنشأة بالوسائل التكنولوجية الحديثة، قمنا بمتابعة خط سير شحنات القمح بمجرد دخولها الصومعة، مروراً بتحليلها وغربلتها وحتى وزن الشحنة وتفريغها فى الخلايا، وصولاً إلى صرفها للمطاحن».

صومعة بنها التى بدأت العمل فى 2017، هى الصومعة المطبقة بها منظومة تداول الأقماح المميكنة، أقيمت الصومعة على مساحة 16 ألفاً و350 متراً مربعاً منها 1000 متر مربع مساحة المبانى و8 آلاف و350 متراً مربعاً مساحة المعدات، وتتكون من 12 خلية، سعة الخلية الواحدة 5 آلاف طن قمح، بإجمالى 60 ألف طن قمح سعة تخزينية للصومعة.

فلاتر هواء وشفاطات لسحب الرطوبة.. وحساسات لمراقبة الحرارة وإحكام الغلق والغربلة والتبخير لمكافحة الحشرات

«نقرة تفريغ القمح، ثم مغناطيس معدنى للإمساك بالشوائب المعدنية، ثم شفط الهواء والأتربة، ثم سحب عينة وتحليلها فى معمل الصومعة، مروراً بعملية الغربلة، وموازين بسكول وموازين قياس معدلات القمح، ثم أنظمة شفط الأتربة والهواء بواسطة الفلاتر، حتى تخزينها فى الخلايا»، تُعد هذه خطوات سير القمح فى الصوامع الحديثة، والتى تؤدى إلى طول فترة عمر القمح المخزّن بها، نتيجة مكافحة أى تغيّرات قد تطرأ على الكميات المخزنة.

نمو الفطريات فى القمح بسبب الرطوبة أو ارتفاع درجة الحرارة، عوامل كانت تؤدى إلى تعفّن حبوب الغلال وبالتالى تزايد كميات القمح الفاقد والهادر، فيما تم تزويد الصوامع الحديثة بفلاتر هواء وشفاطات لسحب الرطوبة، وحساسات لمراقبة درجة الحرارة داخل صوامع محكمة الغلق، مع عمليات الغربلة والتبخير، التى تتم لمكافحة الإصابة الحشرية.

جهاز تُسكب فيه عينة من القمح عبر منفذ علوى، هو الأحدث على مستوى العالم لتحليل القمح، يظهر الجهاز درجة الرطوبة بالقمح، كما أنه يرفض قبول أى شحنة قمح قد تزيد درجة رطوبتها على 13 درجة، سواء كان قمحاً محلياً أو مستورداً، ثم جهاز آخر يقيس درجة النظافة إلكترونياً، أظهر أمامنا عبر عدة منافذ موجودة به الأتربة والشوائب فى كيس جانبى، ومنفذ آخر للقمح المكسور، بينما يقوم الغربال الآلى بغربلة العينة من الشوائب الصلبة إن وُجدت، وتُعد هذه أولى الخطوات التى تنفذ بمجرد وصول شحنة القمح إلى الصومعة قبل نقل القمح فى سيور تنقله للتخزين فى الخلايا.

لاحظنا تزويد كل خلية من خلايا الصومعة بمروحتين يتم تشغيلهما حال تخطى درجة الحرارة 30 درجة مئوية: «إذا قلت درجة الحرارة تنتهى المهمة، وإذا لم تقل الدرجة، يكون التدخل المباشر بتحليل عينة للتأكد من عدم وجود أى إصابة حشرية أو مكافحتها أن وُجدت، ثم الغربلة والتهوية».

صوامع الغلال بمفهومها التقليدى عبارة عن مبانٍ مجهزة لتخزين الحبوب وتحميلها وتفريغها قبل بيعها أو صرفها للمطاحن، وغالباً ما تكون الصوامع قريبة من الحقول الزراعية لسهولة نقل القمح المورّد من الفلاح إليها، وطورت الحكومة المصرية منذ عام 2014 وحتى الآن المفهوم التقليدى للصوامع حتى وصلنا إلى صوامع تكنولوجية حديثة وآمنة على مخزون القمح بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا فى مجال حفظ الغلال، مستخدمة فى إنشائها ألواحاً مستوردة من الصاج المجلفن المعالج حرارياً لبناء خلايا التخزين به.