«فئران الخلد العارية».. مفتاح حيوي جديد لمواجهة السرطان
«فئران الخلد العارية».. مفتاح حيوي جديد لمواجهة السرطان
السرطان الذي يقتل الملايين حول العالم سنويا؛ وهذه المرة ذهبوا إلى باطن الأرض حيث تعيش فئران الخلد العارية، والتي تتمتع بمقاومة كبيرة للشيخوخة.
ربما يثير منظر تلك الفئران التقزز لدى البعض، لكن وراء تجاعيد جلدها وشكلها غير المألوف الكثير من الخصائص غير العادية التي تثير فضول علماء الحيوان والباحثين الطبيين في جميع أنحاء العالم.
ما هي فئران الخلد العارية؟
فئران الخلد العارية هي قوارض المجعدة لا شعر لها تقريبًا مع أسنان طويلة تبرز من أفواهها، صغيرة الحجم ويبلغ طولها ما بين 7.6 و 33 سم، وعمرها طويل نسبيان إذ تعيش فئران الخلد العارية لمدة 30 عامًا في المتوسط.
ما يمنح فئران الخلد العارية جاذبية علمية كبيرة هي أنها مقاومة للأمراض المزمنة، بما في ذلك السكري.
فئران الخلد محصنة ضد الشيخوخة والألم، لذلك هي موضع جذب وبحث للعلماء رغم كوّنها غريبة المظهر.
بحسب موقع "بي بي سي"، تكشف الأبحاث الآن أنها قد تحمل مفتاح فهم مجموعة من الحالات البشرية، مثل السرطان والشيخوخة.
فئران الخلد العارية كائنات مغرمة بـ"الحيوية"
يعتبر إيوان سانت جون سميث ، الباحث الذي يدرس الجهاز العصبي الحسي ، في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة ، أن فئران الخلد العارية تعتبر كائنة مغرمة بـ"الحيوية" قادرة على الازدهار في البيئات القاسية تحت الأرض.
ويوضح: تظهر علامات محدودة على التدهور الجسدي لدى الفئران العارية، في حين أن البشر قد يصبحون بشكل تدريجي أكثر عرضة للأمراض المزمنة، "لا يبدو أن العلامات القياسية للشيخوخة التي تتوقع أن تراها في معظم الثدييات تحدث حقًا".
كما يقول سميث: لا توجد تغيرات كبيرة في وظيفة القلب أو تكوين الجسم أو جودة العظام أو التمثيل الغذائي .
«القشطة الشوكية».. فاكهة سحرية تقتل السرطان #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم https://t.co/2LCXFbap12 pic.twitter.com/AscztRtQXD— صحيفة اليوم (@alyaum) July 16, 2022
مستعمرات من الفئران العارية للدراسة
في جامعة كامبريدج ، يحتفظ فريق سميث بخمس مستعمرات تضم حوالي 160 فأرا في غرفة يتم تسخينها إلى حوالي 30 درجة مئوية في رطوبة 60٪.
يقول سميث: "لقد أمضت الفئران في كامبريدج 10 سنوات ولا توجد أي حالة نفوق لأسباب طبيعية"، ويكمل: القتال بين فئران الخلد العارية يميل إلى أن يكون السبب الرئيسي للوفاة.
"من المحتمل أن يصاب شخص من كل اثنين بالسرطان، بينما، ولدى الفئران والجرذان احتمالية مماثلة للإصابة بالسرطان، ولكن على النقيض من ذلك ، لا تصاب فئران الخلد العارية أبدًا بالسرطان - إنه نادر جدًا.
ولا يزال سبب إفلات فئران الخلد العارية من السرطان لغزا، تم طرح العديد من الفرضيات على مر السنين ، حيث كافح العلماء لتقديم تفسير قوي.
التدخين يتسبب في أكثر من ثلث إصابات #السرطان حول العالم #اليوم pic.twitter.com/vaR5ko5L4w— صحيفة اليوم (@alyaum) August 19, 2022
نظريات مقاومة السرطان
إحدى النظريات، تقول إن فئران الخلد العارية تمتلك شكلًا فعالًا بشكل خاص من آلية مضادة للسرطان تسمى الشيخوخة الخلوية - وهو تكيف تطوري يمنع الخلايا التالفة من الانقسام بطريقة خارجة عن السيطرة والتطور إلى سرطان.
وتقترح نظرية أخرى أن فئران الخلد العارية تفرز "سكرًا فائقًا" معقدًا يمنع الخلايا من التكتل معًا وتشكيل الأورام.
يركز البحث الأخير على الظروف الفريدة في أجسامهم والتي تمنع الخلايا السرطانية من التكاثر.
شهدت إحدى التجارب في جامعة كامبريدج قيام الباحثين بتحليل 79 خطًا خلويًا مختلفًا، نمت من الأمعاء والكلى والبنكرياس والرئة وأنسجة الجلد لـ 11 جرذًا من الفئران العارية.
قام الباحثون بإصابة الخلايا بفيروسات معدلة لإدخال الجينات المسببة للسرطان، ولدهشتهم ، بدأت خلايا الفئران العارية المصابة بالتكاثر بسرعة.
ويؤكد هذا أن بيئة جسم فأر الخلد العاري هي التي تمنع السرطان من التطور ، وليس سمة على مستوى الخلية.
ويشير سميث إلى أن "السرطان هو في الأساس نتيجة لطفرة، تتسبب في تكاثر الخلايا بطريقة غير منضبطة، ومقارنةً بالعديد من الأنواع الأخرى، تتمتع الفئران العارية بمعدلات طفرة بطيئة جدًا"، وعادةً ما تتمتع الحيوانات ذات الأعمار الأقصر بمعدلات طفرة أسرع، ولكن، بشكل غير عادي، تكون معدلات الطفرات لدى فئران الخلد على نفس المستوى مثل تلك الخاصة بالثدييات ذات العمر الأطول ، مثل الزرافات.
ويعني معدل الطفرات الأبطأ أن الحيوان أقل عرضة لتطوير الطفرات والإصابة بالسرطان في فترة زمنية معينة.
