قال خبراء صناعة الدواجن، إن أسعار الأعلاف شهدت تراجعًا كبيرًا فى الأسواق خلال الأيام القليلة الماضية، يتراوح ما بين ٢٥٪ و٣٠٪، عقب تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإفراج الجمركى عن كميات كبيرة من الأعلاف فى الموانئ، ما أسفر عن انفراجة كبيرة لأزمة نقص الأعلاف، لكن ما زالت أسعار البيض والدواجن مرتفعة نتيجة إغلاق عدد كبير من وحدات الإنتاج، ما تسبب فى وجود فجوة حاليًا بين العرض والطلب.

وأضاف الخبراء لـ«الدستور» أن الأزمة بدأت فى مارس من العام الماضى، واستمرت حتى نهاية ٢٠٢٢، مع نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، وأن الأزمة ليست داخل مصر فحسب، لكنها طالت غالبية دول العالم نتيجة انتكاسة الاقتصاد العالمى.

وأشاروا إلى أن كميات الذرة وفول الصويا الموجودة فى الموانئ قد تصل إلى ٣ ملايين طن تكفى لتغطية الطلب لمدة شهرين.

وأكدوا أن أسعار الدواجن والبيض سوف تشهد تراجعًا تدريجيًا خلال الفترة المقبلة بعد توفير الأعلاف، مطالبين بضرورة التوسع فى الإفراجات الجمركية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك، وحتى لا تتكرر الأزمة مرة أخرى نتيجة ارتفاع الطلب الكبير المتوقع فى رمضان.

عبدالعزيز السيد: منافذ للبيع بأسعار مخفضة فى شهر رمضان 

قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن فى غرفة القاهرة التجارية التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية، إن أسعار الدواجن شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، على الرغم من زيادة الإفراجات عن مدخلات الإنتاج الموجودة فى الموانئ من ذرة صفراء وفول صويا، مشيرًا إلى ضرورة تشديد الرقابة على الأسواق، حتى لا يكون هناك مجال للسوق السوداء لتتحكم فى أسعار الأعلاف.

وأضاف «السيد» لـ«الدستور»: «سعر الدواجن فى المزارع حاليًا وصل إلى ٥٠ جنيهًا للكجم، وهذا مؤشر غير جيد»، متوقعًا حدوث تراجع فى أسعار الدواجن والبيض، لكن بعد فترة من الإفراجات عن مدخلات الإنتاج.

وأرجع استمرار ارتفاع الأسعار لفترة إلى خروج عدد كبير من الكيانات العاملة فى إنتاج الدواجن، ما سبب أزمة كبيرة، لكن مع مطلع العام الجديد ستكون هناك انتعاشة فى سوق الدواجن مرة أخرى.

وأشار إلى أن أسعار الذرة الصفراء المستوردة سجلت ارتفاعًا بنحو ١٢٠٠ جنيه للطن الواحد، بدلًا من ١٠٨٠٠ جنيه، على الرغم من الإفراجات الجمركية بقيادة البنك المركزى المصرى، وإجراءات الحكومة لحل أزمة المستوردين.

بينما ارتفع سعر طن كسب الصويا ٤٤٪، ليصل إلى مستوى ٢٣٠٠٠ جنيه، وكذلك ارتفع سعر طن بذور الصويا فول فات إلى نحو ٢٩ ألف جنيه للمستورد، و٢٨٥٠٠ جنيه للطن المحلى.

وكشف عن أن شعبة الدواجن بالتعاون مع الغرف التجارية والمحافظات، ستفتح عددًا من المنافذ لبيع الدواجن بأسعار مخفضة فى شهر رمضان، لتوفير هذه السلعة الاستراتيجية فى الأسواق بأسعار مناسبة خلال الشهر المبارك.

مجدى حسن: الإفراجات الأخيرة غطت السوق بنسبة %45

قال الدكتور مجدى حسن، رئيس مجلس إدارة جمعية تطوير صناعة الدواجن نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن سابقًا، إن قرار الإفراج عن كميات من مدخلات الإنتاج من الأعلاف، قرار إيجابى سيسهم فى عودة القطاعات المتأثرة بأزمة نقص مدخلات الإنتاج إلى العمل مرة أخرى.

وأوضح أن قطاع التسمين وصغار المربين، الذى يمثل ٧٥٪ من إجمالى منتجى الدواجن، يعد من أهم القطاعات التى ستتأثر إيجابًا بالإفراج عن مدخلات الإنتاج، لافتًا إلى أهمية الحفاظ على ذلك القطاع وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة له، حتى لا تنخفض التكلفة النهائية للمنتج.

وأضاف: «الإفراجات التى تمت خلال الفترة الماضية أسهمت فى ضبط الأسعار بشكل نسبى، بعدما غطت السوق بنسبة تتراوح ما بين ٤٠٪ و ٤٥٪، مما أدى إلى تراجع أسعار مدخلات إنتاج الأعلاف، مثل فول الصويا والذرة الصفراء، بنسبة ٢٥٪، وتلك بداية مبشرة تمهد لعودة القطاع الداجنى إلى معدلاته الطبيعية، وإن كان بشكل تدريجى».

وأوضح رئيس جمعية تطوير صناعة الدواجن أن المعروض، رغم القرارات الأخيرة، لايزال غير متناسب مع الطلب المتوقع خلال شهر رمضان، ما يؤدى لارتفاع أسعار الدواجن خلال الشهر الكريم، نتيجة إحجام عدد من المربين عن التربية بسبب تأثرهم بارتفاع أسعار الأعلاف أو عدم توفرها خلال الفترة الماضية.

وتابع: «تراجع أسعار الدواجن سيحدث لكن بعد فترة من عودة جميع القطاعات للعمل مرة أخرى، كما كانت خاصة قطاع التسمين»، مطالبًا هذا القطاع بعقد اجتماع طارئ لمناقشة أهم التحديات التى تواجه صغار المربين، خاصة مع اقتراب الدورة الرمضانية، التى تبدأ قبل شهر من الآن.

واستطرد: «صغار المربين عليهم عقد اجتماع طارئ لمعرفة مدى قدرتهم على تغطية السوق خلال رمضان، وفى حال ثبت عدم قدرتهم على تغطية السوق يمكن استيراد أعداد محددة من كتاكيت التسمين من الخارج لسد الفجوة لحين عودة صناعة الدواجن إلى معدلاتها الطبيعية، حتى لا نضطر لاستيراد كميات من الدواجن المجمدة، خاصة أن مصر لديها اكتفاء ذاتى فى هذا المجال». وأكد «حسن» ضرورة وضع رؤية واضحة لصناعة الدواجن فى مصر، مع تكاتف المربين خلال الأزمة حتى يمكنهم إيصال أصواتهم إلى المسئولين، مضيفًا: «الوقت الراهن يدعو للتكاتف حتى لا تعصف الأزمة الحالية بجذور الصناعة، وأدعو جميع مربى الدواجن إلى الانضمام لجمعية دعم صناعة الدواجن حتى نكون قادرين جميعًا على مواجهة التحديات».

واستطرد: «الجمعية تضم خبراء فى صناعة الدواجن وعددًا من المسئولين عن هذه الصناعة، بالإضافة إلى عدد من كبار وصغار المربين والمنتجين، وأساتذة الجامعات والاستشاريين والمتخصصين، وكل ذلك يسمح بالتعاون من أجل إيجاد حلول عملية وواقعية للخروج من الأزمة الحالية وتطوير الصناعة بشكل عام».

أحمد نبيل: عدد العمالة فى قطاع الإنتاج الداجنى وصل إلى ٢.٥ مليون عامل

قال أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد الدواجن، إن أسعار البيض تشهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الحالية رغم تراجع أسعار الأعلاف بعد قرار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بالإفراج عن مدخلات الإنتاج من فول الصويا والذرة الصفراء، مشيرًا إلى أن أسعار طبق البيض وصلت إلى ٧٤ جنيهًا فى المزرعة، وتباع للمستهلك بـ٩٠ و٩٥ جنيهًا.

وأوضح «نبيل» أن السوق السوداء تؤثر بشكل كبير على القطاع الداجنى، واتجه بعض المربين لإغلاق مشاريعهم، لافتًا إلى أن المربى يبيع البيض بأقل من التكلفة.

واعتبر أن قرارات الإفراج الجمركى الأخيرة جاءت فى الوقت المناسب وصحبها انخفاض فى أسعار الصويا إلى ٢٥ ألف جنيه للطن، فضلًا عن تراجع سعر الذرة الصفراء إلى ١٠٥٠٠ جنيه للطن.

وأضاف أن هناك تراجعًا فى الإنتاج المحلى للبيض بنسبة وصلت إلى ٣٥٪، موضحًا أن مصر كانت تنتج مليون طبق يوميًا وصارت تنتج ٧٠٠ ألف طبق فقط بسبب أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف والخامات الفترة الماضية، موضحًا أن الإنتاج السنوى لمصر من البيض يصل إلى ١٣ مليار بيضة. 

وتابع: «عدد العمالة فى قطاع الإنتاج الداجنى وصل إلى ٢.٥ مليون عامل بطاقة إنتاجية تبلغ حاليًا نحو مليار و١٠٠ مليون طائر سنويًا، وزاد إنتاج مصر من البيض إلى ١٣ مليار بيضة سنويًا».

وأشار إلى أن نصيب الفرد من بيض المزارع المحلية يصل إلى ١٣٠ بيضة سنويًا بناءً على آخر إحصائية، فيما وصل عدد مصانع الأعلاف المرخصة إلى ١٤٩٣ مصنعًا بإجمالى ١٢٢٩٠ منشأة ثروة داجنة.

ثروت الزينى: مدخلات الإنتاج تكفى لأكثر من شهرين 

قال الدكتور ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، إن الإفراجات التى تمت مؤخرًا لمدخلات إنتاج الأعلاف ستسهم بشكل كبير فى ضبط السوق، مطالبًا بتشديد الرقابة على الأسواق لمنع التلاعب فى الأسعار وعدم ترك الأمر فى يد السوق السوداء.

وأشار إلى أن هيئة السلع التموينية هى المسئولة عن الرقابة على السوق وعليها منع المحتكرين من التلاعب بالأسعار، مضيفًا: فى الوقت نفسه يجب أن تستمر الإفراجات الجمركية لتعود الأسعار إلى طبيعتها.

وأضاف: «مصر تستهلك ٨ ملايين طن من الذرة الصفراء سنويًا و٣ ملايين طن من فول الصويا، والإنتاج المحلى من مدخلات الإنتاج لصناعة الأعلاف يتراوح ما بين ١٠٪ و ١٢٪ فقط من حجم الاستهلاك العام».

وأشار إلى أن كميات الأعلاف التى فى الموانئ تصل إلى ٣ ملايين طن، منها ٩٥٠ ألف طن صويا ومليون و٨٥٠ ألف طن من الذرة الصفراء، مؤكدًا أن استمرار الإفراجات الجمركية سيعطى المربى الطمأنينة والرغبة فى الاستمرار بالإنتاج.

وأكد أن الكميات المتواجدة فى الأسواق حاليًا تكفى احتياجات السوق مدة تتراوح ما بين شهر ونصف الشهر وشهرين، متابعًا: «قطاع صناعة الدواجن يحتاج إلى ٩٠٠ ألف طن شهريًا ومصر كانت تعتمد على روسيا فى استيراد تلك المدخلات، ولكن بعد الحرب الروسية الأوكرانية اتجهت إلى أسواق بديلة وعلى رأسها الأرجنتين وأمريكا والبرازيل».

وأوضح «الزينى» أن الأعلاف تشكل ما جملته ٧٥٪ من تكلفة الإنتاج، لذا فإن قطاع الدواجن يتأثر بشدة من ارتفاع أسعار الذرة والصويا والأعلاف، فضلًا عن تأثره بالأزمات العالمية وفى مقدمتها ارتفاع سعر الدولار الذى تتبعه زيادة أسعار الخامات والأعلاف كذلك.

وواصل: «صغار المستثمرين فى قطاع الدواجن تأثروا بشكل كبير خلال الفترة الماضية وبعضهم خرج من العملية الإنتاجية»، مشيرًا إلى أن الانفراجة الأخيرة فى الأسعار حدثت عقب اجتماع رئيس مجلس الوزراء، الأسبوع الماضى، والإفراج عن البضائع فى الموانئ ومنها الأعلاف.

واختتم: «بعد صدور تلك الإفراجات مباشرة انخفضت أسعار الصويا من ٣٥ ألف جنيه للطن إلى ٢٥ ألفًا للطن، وتراجعت الذرة الصفراء من ١٤٥٠٠ جنيه للطن إلى ١٠٥٠٠ جنيه للطن».