تحرك حلفاء كييف الغربيون نحو إمدادها بمركبات قتالية مدرعة لأول مرة ولكن ليس الدبابات الثقيلة التي طلبتها أوكرانيا لمحاربة روسيا، بينما توقعت واشنطن استمرار القتال العنيف لشهور على خط المواجهة الشرقي.

وقال مسؤول في الإليزيه الأربعاء بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ماكرون أبلغ زيلينسكي بأن فرنسا سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز AMX-10 RC لكييف لمساعدتها في حربها ضد روسيا.

ودبّابات AMX-10 RC هي مدرّعات خفيفة بدأ إنتاجها في ثمانينيات القرن الماضي وتبلغ زنة الواحدة منها نحو 25 طنّاً ومزوّدة بمدفع من عيار 105 ملم وهي ليست مجنزرة بل تسير على عجلات ما يجعلها "سهلة الحركة"، حسب أحد المستشارين الذي قال إنّها "قديمة لكنّها فعّالة".

ولدى الجيش الفرنسي حالياً 250 من هذه الدبّابات يستبدلها تدريجياً بمدرّعات القتال والاستطلاع من طراز جاغوار زنة 25 طنّاً.

وقالت وزارة الجيوش الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية إن وزيرَي الدفاع الفرنسي والأوكراني سيجريان اتصالاً "على وجه السرعة لتحديد ترتيبات" عمليات التسليم إنْ على صعيد المواعيد أو عدد الدبابات.

وذكر المسؤول أنها ستكون المرة الأولى التي تُسلم فيها مركبات مدرعة من تصنيع الغرب لأوكرانيا، ولكن أستراليا قالت بالفعل في أكتوبر/تشرين الأول إنها قدمت لكييف 90 من مركبات التنقل المحمية من طراز "بوشماستر"، وهي وحدات مدرعة معززة ضد الألغام ونيران الأسلحة الصغيرة وتهديدات أخرى.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق يوم الأربعاء إن واشنطن تدرس إرسال مركبات "برادلي" القتالية إلى أوكرانيا.

وعربات "برادلي" المدرعة المزودة بمدفع قوي من الوسائل الأساسية التي يستخدمها الجيش الأمريكي لنقل القوات في ساحات القتال منذ منتصف الثمانينيات.

ويمتلك الجيش الأمريكي الآلاف منها ومن شأن تلك المركبة أن تمنح أوكرانيا مزيداً من القوة القتالية في ساحة المعركة وتعزز قدرتها في حرب الخنادق.

ولكن تحرك بايدن لن يصل إلى حد إرسال دبابات "أبرامز" التي سعت إليها أوكرانيا. وقد طلبت كييف مراراً من الحلفاء الغربيين تزويدها بمركبات قتالية ثقيلة مثل "أبرامز" ودبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع.

وشكر زيلينسكي في خطابه المسائي المصور ماكرون على الإعلان، مضيفاً أنه يظهر أن على الحلفاء الآخرين تقديم أسلحة أثقل.

وقال: "يرسل هذا إشارة واضحة لجميع شركائنا. ما من سبب منطقي لعدم تزويد أوكرانيا حتى الآن بالدبابات الغربية".

وألمانيا على وجه الخصوص متردّدة في تزويد أوكرانيا دبّابات ليوبارد-2، أما فرنسا فلا تعتزم في الوقت الراهن تزويد الجيش الأوكراني دبّابات لوكليرك الثقيلة التي يبلغ وزن الواحدة منها 56 طنّاً ويصل مدى مدفعها إلى 4000 متر.

ويمتلك الجيش الفرنسي حالياً 200 دبابة من نوع لوكليرك أرسل 13 منها إلى رومانيا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

قتال في الشرق

في سياق متصل قدم مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية يوم الأربعاء تقييماً للقتال في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، بخاصة حول مدينة باخموت التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية التي نالها دمار كبير.

ورجح المسؤول استمرار القتال العنيف في المستقبل، وإن كانت القوات الروسية أحرزت تقدماً متزايداً.

وأضاف: "القتال لا يزال محتدماً... أعتقد أننا يجب أن نتوقع رؤية ما نشهده في باخموت في أماكن أخرى على الجبهة إذ سيكون قتال مستمر في الأشهر المقبلة".

وقال زيلينسكي في خطابه المصور إن القوات الأوكرانية خارج باخموت تلحق خسائر فادحة بالروس وإن موسكو تحشد قواتها في المنطقة.

روسيا ترسل فرقاطة

وأكد زيلينسكي للكونغرس الأمريكي الشهر الماضي أن المساعدات الأمريكية التي تصل قيمتها إلى عشرات مليارات الدولارات ليست إحساناً، بل هي استثمار في الأمن العالمي.

وتجهز الولايات المتحدة حزمة مساعدات أسلحة أخرى قد تعلن عنها خلال أيام، لتضاف إلى المساعدات الأمنية المقدمة لكييف حتى الآن وقيمتها 21.3 مليار دولار تقريباً.

ورفعت الولايات المتحدة قدرات الأسلحة التي ترسلها، بما يشمل صواريخ ستينغر المضادة للطائرات التي يمكن إطلاقها من الكتف وكذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات ونظام هيمارس الصاروخي وصواريخ ناسامز أرض-جو.

وتعهدت واشنطن بينما كان زيلينسكي يزورها بإرسال نظام باتريوت الصاروخي المتطور لصد هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.

وقال أندري تشيرنياك المسؤول في مديرية الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية في تعليقات للمنفذ الإعلامي (آر.بي.سي-أوكرانيا) إن كييف لا تتوقع تراجع هجمات روسيا هذا العام رغم الخسائر البشرية الكثيفة.

وأردف: "حسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الأوكرانية ربما يخسر الجيش الروسي في الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة ما يصل إلى 70 ألف شخص، وقيادة الدولة المحتلة (روسيا) مستعدة لهذه الخسائر".

وأضاف أن القادة الروس "يفهمون أنهم سيخسرون لكنهم لا يعتزمون إنهاء الحرب".

وفي إشارة إلى الغرب بأن روسيا لن تتراجع أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرقاطة يوم الأربعاء إلى المحيط الأطلسي مسلحة بصواريخ كروز من الجيل الجديد التي يمكنها قطع مسافات بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات.

وقالت أوكرانيا إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجوماً باستخدام أنظمة إطلاق صواريخ متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة على البنية التحتية المدنية في مدن كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون.

وتنفي روسيا تعمُّد مهاجمة المدنيين.

وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن روسيا ستواصل تشكيل وحدات هجومية إضافية وستركز على الاستيلاء على باخموت ومدن أخرى شمالي دونيتسك.

وكتبت ماليار على تطبيق المراسلة تيليغرام نقلاً عن مديرية الاستخبارات الرئيسية في الوزارة أن الخسائر الروسية الفادحة تعني أن موسكو ستضطر على الأرجح إلى الإعلان عن تعبئة جزئية ثانية في الربع الأول من العام.

TRT عربي - وكالات