خاضت القوات الأوكرانية والروسية معارك في مناطق بشرق أوكرانيا الخميس، وذلك في وقت تحاول فيه كييف صد القوات الروسية، ويحث فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على تزويد جيشه بالدبابات الثقيلة لدعم قدرته القتالية.

وقال الجيش الأوكراني إن الروس يركزون على هجوم في منطقة باخموت بدونيتسك، لكن هجماتهم في أفديفكا وكوبيانسك باءت بالفشل.

وقال حاكم منطقة لوجانسك المجاورة إن القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على أراض هناك "خطوة بخطوة" لكنه أشار إلى أن الأمر "لا يحدث بسرعة".

وأعلنت روسيا ضم مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا في سبتمبر/أيلول بعد استفتاءات ندّدت بها أوكرانيا والغرب. ولا تسيطر روسيا على أي من المناطق الأربعة بالكامل.

وتكمن أهمية باخموت، التي أصبح أغلبها حطاماً بسبب القصف الروسي المستمر منذ أشهر، في أن القيادة الروسية تريد أن تحقق نصراً تعلنه للشعب الروسي بعد سلسلة من الانتكاسات التي منيت بها في الحرب.

وتقع باخموت على خط إمداد استراتيجي بين دونيتسك ولوجانسك. ومن شأن السيطرة على المدينة، التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب ما بين 70 و80 ألف نسمة وتضاءل إلى ما يقرب من عشرة آلاف حالياً، أن تعطي روسيا نقطة انطلاق للتقدم صوب مدينتين كبيرتين هما كراماتورسك وسلوفانسك.

ويتّسم القتال هناك بالشراسة بشكل خاص مؤخراً، إذ يصفه قادة من الجانبين بأنه "مفرمة لحم".

وقال الجيش الأوكراني إنه يقدر أن نحو 800 جندي روسي قتلوا في اليوم المنقضي أغلبهم في القتال في دونيتسك، ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من العدد الذي يشير إلى خسائر فادحة في الأرواح في يوم واحد.

وقال حاكم لوجانسك سيرهي جايداي، إنه يتوقع أن تتصاعد حدّة القتال على طول الجبهة الشرقية مع نزول درجات الحرارة أكثر وتجمد الأرض.

وأضاف "عندها ستتاح الفرصة لاستخدام عتاد ثقيل".

وفي موسكو، دعا البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، طرفي الحرب إلى الالتزام بهدنة أثناء احتفالات عيد الميلاد الأرثوذكسية يومي الجمعة والسبت، فيما رفضت كييف هذه الخطوة ووصفتها بأنها دعاية من شخصية ترى أنها تدعم هجوم بوتين على أوكرانيا.

أسلحة ثقيلة

وعلى صعيد آخر، توقع مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية أيضاً طريقاً طويلاً مقبلاً في الحرب المستمرة حتى الآن منذ 11 شهراً.

وقال المسؤول في واشنطن أمس الأربعاء "القتال لا يزال محتدماً (في دونيتسك) (...) أعتقد أننا يجب أن نتوقع رؤية ما نشهده في باخموت في أماكن أخرى على الجبهة، إذ سيكون هناك قتال مستمر في الأشهر المقبلة".

وفي خطابه المسائي عبر الفيديو، الأربعاء، حث زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين على تزويد جيشه بالدبابات والأسلحة الثقيلة لمواجهة القوات الروسية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن بلاده سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز "AMX-10 R.S" لكييف لمساعدتها في حربها ضد روسيا.

وشكر زيلينسكي، في خطابه المسائي المصور، ماكرون على الإعلان وقال "هذا يرسل إشارة واضحة إلى جميع شركائنا (...) ما من سبب منطقي لعدم تزويد أوكرانيا حتى الآن بالدبابات الغربية".

وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية خارج باخموت تلحق خسائر فادحة بالروس وإن موسكو تحشد قواتها في المنطقة.

وقال الجيش الأوكراني إن هجمات جوية وصاروخية روسية على باخموت ومدينتين أخريين في دونيتسك، هما كوستيانتينيفكا وكوراخوف، تسببت في مقتل وإصابة عدد غير معروف من المدنيين.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين فيما تصفها بأنها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.

ولدى سؤال جايداي حاكم لوجانسك في التلفزيون الرسمي عن إمكانية شن أوكرانيا لهجوم مضاد في المنطقة، قال إن مدينتي روبيجني وسيفيرودونيتسك دمرتهما القوات الروسية ولم تعد أي منهما صالحة لأن تكون مقراً للقوات.

وأشار إلى أن روسيا ترسل قوات إضافية بما يشمل مجندين للمنطقة.

ونقلت وكالت "تاس" الروسية للأنباء عن يفجيني باليتسكي، الحاكم الذي عينته روسيا للجزء الذي تسيطر عليه قواتها من زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، قوله إن قصفاً مدفعياً أوكرانيّاً تسبب في مقتل خمسة وإصابة 15 من بينهم أربعة من عمال الطوارئ.

مناشدة لإرسال دبابات

مع استمرار دوران رحى الحرب، تطلب حكومة كييف مراراً من حلفائها الغربيين تزويدها بمركبات مدرعة ثقيلة مثل مركبات من طراز "Abrams" ودبابات ألمانية الصنع من طراز "Leopard".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إن واشنطن تدرس إرسال مركبات "Bradley" القتالية إلى أوكرانيا.

وعربات "Bradley" المدرعة، المزودة بمدفع قوي، من الوسائل الأساسية التي يستخدمها الجيش الأمريكي لنقل القوات في ساحات القتال منذ منتصف الثمانينيات.

وتجهّز الولايات المتحدة حزمة مساعدات أسلحة أخرى قد تعلن عنها خلال أيام، لتضاف إلى المساعدات الأمنية المقدمة لكييف حتى الآن وقيمتها 21.3 حوالي مليار دولار.

وتعهدت واشنطن بينما كان زيلينسكي يزورها الشهر الماضي، بإرسال نظام باتريوت الصاروخي المتطور لصد هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية.

شنت روسيا حرباً ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، متعللة بتهديدات لأمنها والحاجة إلى حماية المتحدثين بالروسية، لكن أوكرانيا وحلفاءها يتهمون روسيا بشن حرب دون مبرر للاستيلاء على الأراضي.

وأظهرت بيانات وزارة الاقتصاد الأوكرانية أن البلاد شهدت أكبر تراجع اقتصادي لها منذ أكثر من 30 عاماً في 2022 بسبب الحرب، إذ سُجل انخفاض بنسبة 30.4% في الناتج المحلي الإجمالي.

وقال وزير الاقتصاد إن المساعدات الخارجية و"الروح التي لا تنكسر" للشعب ساعدت في الحيلولة دون سيناريو أسوأ.

TRT عربي - وكالات