خبراء: «الوثيقة الدستورية» انتصار للرؤية المصرية الحكيمة في التعامل مع الملف الليبي - تحقيقات وملفات


أكد خبراء أن استضافة القاهرة، اليوم الخميس، الوثيقة الصادرة عن رئيسى مجلس النواب الليبى عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشرى، عقب بحث عدد من القضايا العالقة بين الطرفين، خاصة ما يتعلق بالقاعدة الدستورية وقانون الانتخابات، تُعد نجاحاً دبلوماسياً يكلل جهود الدولة المصرية ويدلل على صواب موقف القاهرة فى التعامل مع الأزمة الليبية منذ عام 2013، حيث أكدوا أن مصر قدمت طوال السنوات الماضية كل الحلول المتاحة وسلكت جميع السبل من أجل جمع الفرقاء الليبيين، وهدف مصر الرئيسى هو عودة الاستقرار داخل ليبيا من خلال عدة مداخل، يتعلق أولها بتعزيز العلاقات مع مختلف الأطراف، دون الانحياز لأحدهم على حساب الآخر وتقريب وجهات النظر بينهم، حيث لا تنحاز مصر إلا للشعب الليبى.

وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مصر حققت إنجازاً كبيراً وانتصاراً دبلوماسياً بفضل رؤيتها الواضحة والحكيمة فى التعامل مع الملف الليبى، فليبيا من أكثر الملفات ارتباطاً بالأمن القومى المصرى ومصر تعاملت معه بموضوعية كبيرة للغاية وحكمة بالغة فى كل لحظات الأزمة وظلت على مسافة واحدة من كل الفرقاء الليبيين وغلّبت أواصر الحوار فى كل المناسبات لتغليب الحل السياسى، واعية بأن محاولة الاستقواء عسكرياً بقوى خارجية أو أطراف دولية لن تحل الأزمة الليبية، وأن الحوار هو الحل الوحيد من أجل توافق «ليبى - ليبى».

«العناني»: ليبيا من أكثر الملفات ارتباطا بالأمن القومي المصري

وأضاف: «مصر قدمت طوال السنوات الماضية كل الحلول المتاحة وسلكت جميع السبل من أجل جمع الفرقاء الليبيين على طاولة حوار واحدة استضافت لقاءات كثيرة، واليوم تُوجت هذه المحاولات بنجاح لهذا الماراثون الكبير للمؤسسات المصرية بتوصل الفرقاء الليبيين إلى القاعدة الدستورية التى سيتم إجراء الانتخابات الليبية على أساسها، وهذا انتصار كبير يقطع أى محاولة للتدخل فى الشأن الليبى ويضع ليبيا مرة أخرى على طريق بناء مؤسسات الدولة الدستورية ويوفر إطاراً من أجل تقديم حلول ناجعة وحاسمة للأزمة الليبية وينقذ ليبيا من مصير مجهول ومظلم كانت بعض القوى الدولية تريد أن تنزلق إليه ليبيا، لكن مصر نجحت فى دعم الأشقاء فى ليبيا وإنقاذهم من مصير مجهول كان يراد لهم، ونقل ليبيا من دولة على حافة الانهيار إلى دولة استطاعت أن تعيد بناء نفسها مرة أخرى».

بركات: القاهرة كانت حائط صد أمام التدخلات في شئونها

وقال محمد بركات، الباحث فى الشئون العربية، إن رئيس البرلمان الليبى المستشار عقيلة صالح ركز على الدور الذى لعبته مصر فى أن تكون حائلاً وحائط صد أمام التدخلات الأجنبية فى الدولة الشقيقة»، مشيراً إلى أن ملف التوافق «الليبى - الليبى» كان يُعد الأكثر تعقيداً فى ليبيا، بسبب الخلافات حول شروط الترشح لسباق الرئاسة، التى شكلت سبباً أساسياً فى انهيار خطة الانتخابات الماضية التى كانت مقررة فى شهر ديسمبر 2021، ولكن بهذا التوافق الذى حدث فى القاهرة أصبح الوضع مختلفاً بشكل كبير.

وأضاف: «أتى لقاء صالح والمشرى تزامناً مع حراك دبلوماسى دولى لاستعادة الزخم للعملية الانتخابية فى ليبيا، حيث إن المبعوث الأممى عبدالله باتيلى أكد فى جميع لقاءاته مع الأطراف على أولوية الانتخابات فى عام 2023».

وتابع: «أصبح التحرك المصرى لحل الأزمة الليبية مقبولاً ومدعوماً من المكونات الليبية كافة، بالإضافة للدول الكبرى الحريصة على سلامة الدولة الليبية، حيث وظفت القاهرة رؤيتها الحيادية للمشهد الليبى لصياغة إطار فعال تبنته المحافل الدولية والبعثة الأممية لإعادة إطلاق مسارات التسوية، لتصبح القاهرة اليوم أكثر الأطراف موثوقية من كافة أطراف الأزمة، والقادرة على الاتصال بكل القوى الليبية لصياغة نسق توافقى يقرّب الرؤى بينهم».

وأشار إلى أن مصر أصبحت فى الوقت الحالى الضامنة لحماية التسوية الليبية الشاملة من مخططات إشعال دورات صراعية، لا سيما بعد موقفها الحاسم بإعلان الخط الأحمر، وجهودها الصادقة فى حماية مقدَّرات الشعب الليبى من الاستنزاف فى عمليات عسكرية تعمِّق المعضلة الاجتماعية، ما عزز الدور المصرى فى الأزمة الليبية بالشراكة المصرية مع العديد من البلدان للتعاطى مع ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحته إقليمياً ودولياً.

وأوضح أن القاهرة سخرت دبلوماسيتها البارعة فى مد الخطوط ونسج الخيوط الداعمة للحل الوطنى الليبى، والبداية من عند رفض التدخلات العسكرية الخارجية، طوال السنوات الماضية، استقبلت القاهرة كل الفصائل الليبية، ووقفت على مسافة واحدة من المتحاربين، ولذلك، وفى لحظة وعى تاريخية ليبية، اكتشف الجميع أن مصر ليست لديها أى أطماع فى ليبيا.

تاريخ الخبر: 2023-01-06 00:20:19
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية