عرفت المتاحف الفرنسية الكبرى التي لا تزال محرومة من روادها الآسيويين، إقبالا ملحوظا وتعافياً في عدد زوارها في العام 2022. ومع ذلك، يبدو أنّ الأرقام تقترب من تلك التي شهدها عام 2019.

وعلى الرغم من أن المتاحف الفرنسية لا زال تفتقد للزوار الآسيويين، يعود السياح مجددا وتحديداً الأمريكيون ليرتادوا المواقع الثقافية في عاصمة الأضواء التي شهدت معارض كبيرة لفنانين بارزين أمثال النمساوي أوسكار كوكوشكا والنرويجي إدفارت مونك والمكسيكية فريدا كالو، بالإضافة إلى العودة الكبيرة للزوار الفرنسيين إلى متاحف باريس، وفق ما أظهرت أرقام نُشرت الخميس.

فقد بلغ عدد زوار اللوفر، أكبر متحف في العالم، 7,8 ملايين، أي زيادة 170% عن عام 2021، ولكن أقل بـ 19% عن 2019 (9,6 مليون زائر) .

كما زار عدد كبير من الأمريكيين اللوفر (شكلوا 18% من مجمل الزوار العام 2022 مقابل 16% لعام 2019) بينما بقي الصينيون الذين كانوا يشكلون 8% من الزوار العام 2019 غائبين بشكل شبه كامل في 2022.

غير أن الغياب الصيني عوضه الحضور المتزايد للأوروبيين (من ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وإسبانيا)، مع أن المسؤولين في المتحف يؤكدون أن أعداد الزوار تضررت جراء القيود التي كانت لا تزال مفروضة على السفر في الربع الأول من السنة الماضية.

هذا، وركزت مديرة اللوفر على استقطاب الزوار، على غرار عدد كبير من نظرائها. إذ  بلغت نسبة الزوار الذين ارتادوا المتحف للمرة الأولى 60% العام الماضي، بينهم 45% دون الخامسة والعشرين.

بدوره، استفاد قصر فرساي، أحد أكثر المواقع زيارة في فرنسا، من عودة الأجانب الذين مثلوا 77% من زواره العالم 2022. وبلغ إجمالي عدد الزائرين 6,9 ملايين (بين زيارة القصر وحضور عروض) أي 16% أقل ممّا سُجّل العام 2019 (8,2 ملايين زائر). إلا أنّ عدد الزوار لعام 2022 يبقى بعيدا كل البعد عن أرقام عام 2021 التي سجلا انخفاضا كبيرا والذي بلغ 73%.

نجاح المعارض الكبرى

من جانبه، استقطب متحف أورسيه 3,2 ملايين زائر عام 2022 (بانخفاض 10% عن أرقام العام 2019 التي كانت قياسية مع 3,6 ملايين زائر) 58% بينهم أجانب فيما بلغت نسبة من هم دون الثامنة عشرة 14%. أما متحف أورانجري فاستطاع تقريباً تسجيل المعدلات التي شهدها العام 2019، إذ زاره أكثر بقليل من مليون شخص.

ويقترب معرض للرسام النرويجي إدفارت مونك في متحف أورسيه من تسجيل رقم قياسي بـ 600 ألف زائر قبل ثلاثة أسابيع من انتهائه.

وإلى ذلك، استقبل مركز بومبيدو ثلاثة ملايين شخص معظمهم من باريس ومنطقتها، في رقم مضاعف عما تم تسجيله العام 2021 (1,5 مليون زائر) و"قريب من أرقام 2019"، وفق إدارة المركز.

أما بالنسبة للزوار الذين ارتادوا المركز للاطلاع على مجموعاته الثابتة من الفن الحديث والمعاصر فتخطت نسبتهم تلك التي شهدها العام 2019 (1,5 مليون مقابل 1,4 مليون).

أما متحف المخصص لعرض أعمال من الفنون القبلية، فارتاده مليون زائر، في رقم مماثل تقريباً للذي سُجّل العام 2019.

ويذكر أنه، بعد ست سنوات خضعت خلالها نصف المتاحف إلى أعمال ترميم وتجديد، سجلت متاحف باريس البالغ عددها 14 متحفاً "رقماً قياسياً تاريخياً"، على ما أفادت مؤسسة "باري موزيه" لوكالة الأنباء الفرنسية.

ومن بين هذه المتاحف، متحف كارنافاليه المخصص لتاريخ باريس والذي أعاد فتح أبوابه العام 2021 ليستقبل مليون زائر على غرار متحف "بوتي باليه". أما متحف الفن المعاصر في مدينة باريس فزاره نحو 560 ألف شخص، في رقم مُضاعف تقريباً عمّا سُجّل سنة 2019.

هذا، وقد جرى استقطاب الزوار عن طريق تنظيم معارض كبرى منها ما خصص للرسام النمساوي أوسكار كوكوشكا في متحف الفن المعاصر في مدينة باريس وآخر لأعمال فريدا كالو نظمه متحف "باليه غالييرا".

وسجل متحف التاريخ الطبيعي في مختلف أقسامه رقماً قياسيا في أعداد زائريه التي تخطت الـ 3,5 ملايين شخص مقابل 3,3 ملايين زائر عام 2019.

أما بالنسبة لمركز الآثار الوطنية التي كانت 2020 أول سنة يفتح خلالها أبوابه بصورة متواصلة منذ 2019، فشهد أعداد زوار مماثلة لتلك المُسجلة قبل الجائحة، إذ زاره أكثر من عشرة ملايين شخص العام 2022. ويتولى هذا المركز إدارة نحو مئة موقع ثقافي بينها دير مون-سان-ميشال وقوس النصر وكنيسة سانت-شابيل.

فرانس24/أ ف ب