” الرجاء الصالح لبني البشر ” ( لوقا ٢ : ١٤)


اليوم ، كما في الأمس ، العالم مليء بالإحباط واليأس، قلوب الناس منكسرة لأسباب عالمية عديدة : الفقر والهجرة واللجوء وذلك بسبب الحروب ، والحياة الإقتصادية والغلاء المعيشي ، والمشاكل الإجتماعيّة والتربوية ، والتعاليم الفاسدة واللأخلاقية ، وغيرها الكثير الكثير التي تهدد حياتنا العائلية والإجتماعية . ومع هذا كله اذهان البشر تتخبط وتبحث عن أمل لحياة جديدة وليوم جديد ليعيشوا في سلام وفرحٍ وسعادة ، ولكنهم لن يصلوا إلى النتيجة المرجوة ، لأنهم يتخبطون في الظلام و يبحثون عن سلامهم وحريتهم وإنسانيتهم في العالم المزيف والمملوء بالفساد والحقد والبغض والكراهية والأنانية .

في هذه الأيام الميلادية المباركة ، من المذود الحقير ، يسوع طفل المغارة الوديع والمتواضع ، ينادي بصوت حنون ، خفيف وناعم ، ويهمس في قلب كل واحدٍ مِنّا ، ويدعو البشرية التائهة قائلاً : ” تعالوا إليَّ جَميعاً ، أيُّها المرهقون المُثقلون ، وأنا أُريحُكم ” ( متى ١١ : ٢٨ ) ، تعالوا إليَّ لأمنحكم رجاء حقيقي يتميّز بأنه :

١ – رجاء حي : ” تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح ، شملنا بوافر رحمته فولدنا ثانيةً لرجاء حي ” (بطرس الاولى ١ : ٣). المسيح يريد أن يقدم لنا رجاء ينبض بالحياة وبالمواعيد الصادقة فرحمته واسعة جداً وعميقة فهل نقبل إليه ونلتمس رحمته ومساعدته ؟

٢ – رجاء أكيد : ” وهو لنا مِثلُ مِرساةٍ للنفس أمينةٍ مَتينةٍ تخترقُ الحجاب ” (عبرانيين ٦ : ١٩) . الرجاء الذي يقدمه لنا المسيح يسوع لا غشَّ فيه ، هو راسخ ويفتح لنا الأفق للسير معاً بقوّة وعزم لأنه صادقٌ وأكيد ، يطرح الحزن عنا جانباً ليبّدلّه بسلام عجيب يفوق العقل والإدراك ، ” سلامي اعطيكم ، سلامي أمنحكم ” فهل نذهب إليه ونؤمن به ونضع حياتنا بين يديه ؟؟؟

٣ – رجاء لايُرى : ” وإننا نعلم أن جميع الأشياء تعمل لخير الذين يُحبوّن الله ، أُولئِكَ الذين دُعُوا بسابق تدبيره . ذلك بأنه عرفهم بسابق عِلمهِ ، وسبق أن قضى بأن يكونوا على مثالِ صورة إبنهِ ليكون هذا بكراً لإخوةٍ كثيرين .” (رومية ٨: ٢٨) . مع أن رجاءه أحيانا غير ملموس في اللحظة نفسها، لكن دائماً نكتشف مع الأيام أن المسيح يهتم بتفاصيل حياتِنا ويريد لنا الأفضل والأحسن في كل شيء ، كما يقول لنا : ” أُمّاً أنا فقد أتيت لِتكونَ الحياة للناس ، وتفيضُ فيهم ” ( يوحنا ١٠ : ١٠) ، فهل نضع ثقتنا بين يديه ونثق به ؟؟؟

٤ – رجاء مبارك : ” منتظرين الرجاء ” السعادة ” المرجوّة وتجليَ مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ” (طيطس ٢ : ١٣) . أشواقنا وعزاءنا الكبير أن نلتقي بالمسيح على سحاب السماء لينقذنا من صعوبات وعذابات وحزن هذا العالم ، فهو رجاءنا وخلاصنا ، وبه سيمسح الله كل دمعة من عيوننا لنحيا بفرح مجيد لا مثيل له ، فهل ننتظره بشوقٍ وبفارغ الصبر ؟؟؟

دعونا نضع رجاءنا في شخص المسيح يسوع ، فإن اسمه عجيب : ” عمانوئيل ” الذي تفسيره ” الله معنا ” ( متى ١ : ٢٣ ).

لقد حقق الله وعده بالفرج للشعب الجالس في ظلام القهر والأسى ، بنفس الطريقة يفرج السيد المسيح عنا اليأس والألم والظلم ، ويُنوّر طريقنا ، ويشرق علينا بنوره الساطع فترى بوضوح ما يرتبه لنا من أمور جيده في حياتنا ومستقبلنا .
وكما يدعونا يسوع قائلاً ” تعالوا إليّ ” ، فلا نتردد نحن أيضاً ، أن ندعوه ليعيش معنا وبيننا ، قائلين مع القديس يوحنا كاتب سفر الرؤيا : ” تعالَ ، أيُّها الرب يسوع . فسنسمع صوته قائلاً لنا : ” أجل ، إنِّي آتٍ على عجل ” ( رؤيا يوحنا ٢٢ : ٢٠ )

تاريخ الخبر: 2023-01-08 09:22:04
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية