قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، إن السيول والفيضانات باكستان في صيف عام 2022 ، تضربت أكثر من مليوني منزل ، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من 8 ملايين شخص.
وأضاف أن العديد من الفقراء في المناطق الريفية في باكستان لديهم منازل مغطاة بالطين والتبن ، مما يحميهم من الطقس البارد والحار. ومع ذلك، فهي ليست مصممة لتحمل الكوارث التي يسببها المناخ.
في حالة من الارتباك ، أخذت جميع العائلات بعض المتعلقات الثمينة ، بما في ذلك الماشية ، وذهبت إلى أقرب المعسكرات على متن قوارب. بعد ذلك ، عندما بدأ الماء ينحسر ، بدأت العديد من العائلات في العودة على أمل استعادة حياتهم.
وتابع: لكننا عدنا إلى لا شيء. لقد دمرت محاصيلنا ومنازلنا "، تروي شما ، امرأة تبلغ من العمر 30 عامًا في دادو ، السند ، والتي ، مثل كثيرين آخرين ، تضررت من الفيضانات.
يعد قطاع الزراعة في باكستان أمرًا محوريًا لاقتصادها ويعمل به أكثر من 40 في المائة من قوتها العاملة. مع تدمير 4.4 مليون فدان من الأراضي الزراعية ، ونفوق أكثر من مليون رأس من الماشية ، عانى الناس من صدمة شديدة لمصادر دخلهم، لافتا إلي أن المرجح أن يؤدي تأثير الفيضانات إلى تفاقم عدم المساواة القائمة. تتأثر الأسر التي تعيلها النساء والأشخاص ذوو الإعاقة والمجتمعات النازحة واللاجئون بشكل غير متناسب. الصورة: تابنده أنور
أثرت الفيضانات على الفئات الأكثر ضعفا بشكل أكبر.
في المناطق الريفية من البلاد ، تعتبر الأراضي الزراعية الشاسعة - المتاخمة للقرى - مصدرًا أساسيًا للدخل. يمتلك بعض الناس متاجر بيع بالتجزئة صغيرة مليئة بالقمح والأرز والبقول وما إلى ذلك. علاوة على ذلك ، فإن التنقل والتجارة بين هذه القرى يحدث على طرق ضيقة وغير ممهدة في كثير من الأحيان.
وألحقت السيول أضرارا بالمنازل والمحاصيل والطرق والجسور والماشية ودمرت ، وكل ما له قيمة ساهم في توفير دخل للناس.
ليس هذا فقط ولكن من المرجح أن يؤدي تأثير الفيضانات إلى تفاقم عدم المساواة القائمة . تتأثر الأسر التي تعيلها النساء والأشخاص ذوو الإعاقة والمجتمعات النازحة واللاجئون بشكل غير متناسب. لديهم إمكانية محدودة وإمكانية الوصول إلى الحماية الاجتماعية وآليات التأقلم.
تبحث العائلات عن مأوى في مخيمات على جانب الطريق في أجزاء من السند حيث لم تنحسر المياه بعد.
من بين أفقر 25 منطقة في باكستان ، تم الإعلان عن وقوع كارثة في 19 منها في السند وبلوشستان .
بناءً على الدعم الإنساني المقدم من حكومة باكستان والأمم المتحدة ، بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مبادرات الإنعاش المبكر في اثنتين من أكثر المناطق تضررًا ، دادو في السند وكاتشي في بلوشستان ، حتى يتمكن الناس من الوقوف على أقدامهم بكرامة وفاعلية .
يقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منحًا للأعمال للأسر الضعيفة والتي تعولها نساء والأشخاص ذوي الإعاقة ، إلى جانب دعم النقد مقابل العمل لإعادة بناء البنى التحتية المجتمعية المتضررة مثل قنوات الري وإمدادات المياه والطرق من المزرعة إلى السوق.
« بوابة أخبار اليوم » تسلط الضوء على بعض القصص من عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المستمر للتعافي من الفيضانات.
سوغران هي المرأة الوحيدة في دادو التي تمتلك محل بقالة صغير. قبل الفيضانات ، كانت تبيع القمح والأرز والسلع الأساسية الأخرى ومحلات البقالة الأخرى. نتيجة لذلك ، يمكنها تحقيق دخل يومي قدره 3 دولارات. ومع ذلك ، دمرت الفيضانات متجرها. عندما عادت أسرتها المكونة من ثلاثة عشر فردًا إلى القرية ، احتاجوا إلى مصدر دخل ثابت ، لذا قاموا بتحويل خيمة الإيواء إلى متجر. وبدعم المنحة النقدية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، ستتمكن سورغان الآن من إعادة بناء متجرها وشراء السلع لبيعها.
يعاني اثنان من أطفال ليلى الخمسة من ضعف في السمع. لم تستطع ابنتها سماع أو فهم الإشارات وهي في حالة من الذعر عندما جاءت الفيضانات. تشرح الرعب الذي شعرت به عند اصطحاب خمسة أطفال إلى بر الأمان. علاوة على ذلك ، دمرت الفيضانات محاصيلها.
من المنحة النقدية التي تلقتها من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، ذكرت أنها تخطط مع زوجها لاستخدامها في شراء بذور الخضروات الموسمية وإعداد حقولهم في كاتشي لموسم البذر القادم.
على الرغم من أن المياه لم تنحسر بالكامل ، أراد العديد من العائلات العودة إلى منازلهم وإعادة بناء حياتهم. استخدم معظمهم النسيج لإعادة توظيفه كجدران حدودية لمنازلهم المتضررة جزئيًا. تلقت شما منحة نقدية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تستخدمها لإعادة بناء منزلها المتضرر.
مثل العديد من العائلات الأخرى ، فقدت شهزادي كل ممتلكاتها عندما ضربت الفيضانات قريتها. وهي أيضًا حامل بطفلها السادس وشاركتها عجزها عن كيفية هروبها على متن القارب إلى أقرب موقع للتخييم. ومع ذلك ، تمكنت عائلتها من إنقاذ بعض ماشيتهم. عندما عادوا ، باعوا الماشية من أجل الإغاثة النقدية الفورية. ستستخدم الأموال من خلال المنحة النقدية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتغطية نفقات المستشفى الفورية والرسوم المدرسية لأطفالها.
في دادو ، أضرت الفيضانات بشدة بمحصول الأرز. كما تسبب الفيضان في إتلاف القنوات المائية المتكونة لري الأراضي الزراعية.
من خلال مبادرة النقد مقابل العمل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، يقوم المجتمع المحلي بتطهير قنوات المياه لتوفير المياه لموسم بذر القمح الجاري.
في هذه الأثناء ، في كاتشي ، لم يكن لدى المجتمع مياه شرب آمنة بعد الفيضانات. تلوثت مصادر المياه العذبة بجثث الماشية. أدى إلى أزمة صحية حادة.
من خلال مبادرة النقد مقابل العمل ، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المجتمع في بناء أنظمة تنقية المياه وخزانات المياه حتى يتمكن الناس من الحصول على مياه شرب نظيفة.
بناءً على استجابته المبكرة للتعافي في بلوشستان والسند (مع الشركاء من مؤسسة Taraquee والإغاثة الإسلامية ، على التوالي) ، يهدف برنامج الإنعاش من الفيضانات الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخرًا إلى دعم الأشخاص الأكثر ضعفاً والمتضررين من الفيضانات.
تماشيًا مع إطار العمل المرن للتعافي وإعادة التأهيل وإعادة الإعمار (4RF) التابع لحكومة باكستان ، يهدف برنامج التعافي من الفيضانات التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى استعادة الإسكان والبنية التحتية المجتمعية وسبل العيش والخدمات الحكومية مع بناء مقاومة الكوارث وضمان حماية البيئة.
لن تكون الأشهر القادمة سهلة بالنسبة لشما والملايين مثلها ، ولكن بدعم من الحكومة والمجتمع الدولي وشركاء آخرين ، ستؤدي جهود البناء إلى الأمام بشكل أفضل إلى بناء باكستان قادرة على الصمود.
