جذبت سفينة لوغوس هوب العائمة آلاف المصريين إليها منذ رسوها في ميناء بورسعيد المصري قرب قناة السويس في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري.

وخلال الأيام الثلاثة الأولى من فتح أبوابها، قدم إلى السفينة 18 ألف زائر بعضهم جاء من محافظات بعيدة مثل نيرمين مجدي التي قالت لي أثناء تصفحها رفوف الكتب إنها قدمت من القاهرة وانتظرت أسبوعا في بورسعيد لتحضر اليوم الأول لافتتاح السفينة.

فما المميز في لوغوس هوب؟

يوجد نحو نصف مليون كتاب على متن سفينة لوغوس هوب، وتتسع مكتبة العرض فيها لخمسة آلاف كتاب فقط، لذلك يختار المتطوعون على السفينة الكتب التي يتم عرضها بعناية وفقا للغة وثقافة الدولة التي ترسوا فيها.

يتاح للزوار التجول في الطابق الأول للسفينة، وينقسم هذا الطابق لجزئين أحدهما على شكل نصف دائرة وهي مكتبة العرض والآخر عبارة عن مسرح لإقامة عروض ثقافية لطلاب المدارس.

المكتبة تضم عناوين متنوعة للأدب والعلوم والرياضيات وقسما مخصصا لقصص الأطفال وآخر لتطوير الذات وفنون الطهي. وعند انتهاء تجربة التصفح واختيار الكتب يتوجه الزوار لقسم الحسابات للشراء وتتراوح أسعارا الكتب بين 100 و600 جنيه (3 - 23 دولارا) للكتاب.

طاقم متنوع

يعمل على متن لوغوس هوب 330 شخصا من 70 دولة ما يجعل تجربة زيارة السفينة فريدة من نوعها.

وترسو السفينة كل ثلاثة أسابيع تقريبا في ميناء مختلف، وفي حفل استقبال السفينة في كل ميناء يرتدي أفراد الطاقم الملابس الوطنية للدولة التي ترسو فيها، ليقدموا ما يعرف "بعرض الأمم" أو parade of nations يتحدثون خلاله عن تجربة مجيئهم للتطوع على متن السفينة.

بعد انتهاء الافتتاح يبدأ الزوار بالتوافد، وهنا تجد أحد المتطوعين في استقبالك عند صعود سلم السفينة ليوجهك إلى غرفة مغلقة تقوم فيها إحدى المتطوعات بشرح هيكل السفينة وما الذي يمكنك رؤيته على متنها.

وينظم طاقم السفينة عروضا مختلفة خلال أيام الرسو في كل ميناء مثل عروض للموسيقى الكورية والرقص المكسيكي وأغاني الهيب هوب.

"نشر المعرفة، المساعدة والأمل "

وقال قبطان السفينة، جيمس بيري، إن الأنشطة والخدمات التي تقدمها لوغوس هوب تتنوع على حسب الدولة التي تزورها، مضيفا: أنه يمكن تلخيص رسالة لوغوس هوب في ثلاثة محاور "نشر المعرفة والمساعدة والأمل".

وأوضح أن نشر المعرفة يتم من خلال بيع الكتب و تقديم برامج ثقافية للأطفال، وبعض الدول التي توزرها السفينة تحتاج لمساعدات تنموية كدعم الفقراء أو تخفيف آثار كوارث طبيعية مثلا وهنا يقوم المتطوعون على السفينة بتقديم مساعدات عينية كحافظات لتنقية المياه الملوثة أو مساعدات بشرية تتضمن واقيات الأمطار فوق أسطح المنازل.

أما الأمل، على حد قوله، فيحاول طاقم السفينة أن يقوموا بنشر البسمة على وجوه سكان البلدان التي يزورونها فيقدمون برامج دعم نفسي لكبار السن في دور الرعاية أو عروض موسيقية في الميناء يحضرها سكان المدينة.

من سفينة سياحية لمكتبة ضخمة

بنيت سفينة لوغوس هوب عام 1973 في ميناء ريندسبورج شمالي ألمانيا، وعملت كسفينة شحن لعدد من الشركات على مدى عشر سنوات. وعام 1983 تم بيعها لشركة عبارات في جزر فاروا الدنماركية لتنقل المسافرين والبضائع صيفا بين أيسلندا والنرويج، حتى بيعت في مارس عام 2004 لشركة Good Books For All وهي شركة ألمانية خيرية تمتلك عددا من المكتبات العائمة التي تجول موانئ العالم.

شهدت لوغوس هوب عمليات تجديد واسعة في حوض لبناء السفن في كرواتيا، حيث تم استبدال مساحة تخزين السيارات على السفينة بأرضية خشبية صممت لتكون مكتبة تستوعب 5000 كتاب. كما أضيفت للسفينة غرف أنيقة لأفراد الطاقم ومساحات لإقامة العروض الثقافية، وفي عام 2009 أطلقت المؤسسة الألمانية الخيرية Good Books For All السفينة بشكل رسمي كمكتبة عائمة.

من أين تأتي الكتب؟

زارت لوغوس هوب 140 ميناء في 80 دولة منذ إطلاقها، وبيع على متنها نحو 10 ملايين كتاب. وتأتي هذه الكتب من تبرعات لمنظمات خيرية عدة في الدول التي تقوم السفينة بزيارتها كما تضع السفينة رسوما رمزية لدخولها ما يساعدها في شراء كتب أخرى بأسعار منخفضة لتتمكن من بيعها بعد ذلك.

وخلال إبحارها الطويل رست لوغوس هوب في عدة دول عربية كان آخرها لبنان وليبيا قبل أن تنزل مرساتها في ميناء بورسعيد الذي ستظل فيه حتى 23 من الشهر الجاري.