في حملة تحسيسية قام بها أفراد الدرك الوطني بقسنطينة: تجار يتجاوبون مع منع المنتجات الحاملة للرموز والألوان المنافية لأخلاق المجتمع

سجل أعوان الدرك الوطني بالخروب صباح أمس، تجاوبا كبيرا من أصحاب محلات بيع الأدوات المدرسية والأغراض المكتبية والألعاب مع الحملة التحسيسية بالمنتجات التي تحمل رموزا وألوانا تمس بالعقيدة الإسلامية والقيم الأخلاقية للمجتمع، حيث أصبحوا يمتنعون عن تسويقها نهائيا، خصوصا المصاحف الملونة.

ورافقت النصر عناصر الدرك الوطني في "حملة التحسيس بالمنتجات التي تحمل رموزا وألوانا تمس بالعقيدة الإسلامية والقيم الأخلاقية للمجتمع الجزائري" من كتيبة وادي حميميم بدائرة الخروب، حيث استهدفت العملية أصحاب مكتبات ومحلات لبيع الأدوات المدرسية؛ يعرض أصحابها ألعاب الأطفال والمصاحف وغيرها. ولم يبد التجار الذين تحدثنا إليهم رفقة الدرك الوطني تفاجأ من حضورنا، حيث لاحظنا في المحل الأول الواقع بمدخل مدينة الخروب أن التاجر قد أخذ في وصف المنتجات التي يرى أنها تأتي مصممة بألوان ما يعرف بـ"علم المثليين" أو قد تحمل ألوان العلم وشكله بصورة مباشرة، مثلما أكد.
وقد أكد عون الدرك الوطني الذي رافقنا للتاجر ضرورة الانتباه إلى المصاحف التي تصمم بألوان لا تختلف عن ألوان الطيف، وتوشى حواف صفحاتها بألوان متعددة، حتى تصبح مشابهة للعلم المذكور أو مطابقة له. أما في المحل الثاني الذي دخلنا إليه على مستوى الشارع الرئيسي لمدينة الخروب، فقد أوضح لنا التاجر أنه توقف عن بيع المصاحف الملونة منذ فترة طويلة، بعدما انتبه إلى دلالات الألوان الموجودة فيها، مثلما قال، بينما أكد عندما سألناه عن مصدرها، أن النسخ التي اطلع عليها كانت مطبوعة في بيروت عاصمة لبنان. وقد أطلعنا التاجر على مجموعة من المصاحف الموجودة في محله، حيث لاحظنا أنها عادية ولا تحمل ألوانا مميزة، قبل أن يعقب بالقول "إنه يتساءل حتى عن الحكم الشرعي لطباعة مصاحف ملونة بصورة مفرطة".  
ويلاحظ أن أصحاب جميع المحلات التي زرناها كانوا على اطّلاع بحملة التحسيس التي باشرتها وزارة التجارة وترقية الصادرات منذ فترة من أجل الامتناع عن عرض المنتجات التي تحمل الرموز المذكورة، بينما تجاذبنا أطراف الحديث مع صاحب مكتبة، ليؤكد لنا أنه لم يكن على علم بدلالات الألوان التي تحملها المنتجات المعنية، وخصوصا ما يعرف بـ"علم المثليين" إلى أن اكتشف ذلك بمناسبة الجدل الذي دار حوله خلال بطولة كأس العالم التي نظمت مؤخرا في دولة قطر، موضحا أنه كان دائما ما يسعى إلى تجنب اقتناء السلع التي تحمل صورا فاضحة أو عبارات خادشة بلغات أخرى، على غرار الحقائب المدرسية، "خصوصا وأنها موجهة لفئة الأطفال".
وذكر صاحب محل آخر أنه لم يسبق له عرض المصاحف الملونة إلا مرة واحدة، حيث أوضح أن ذلك كان منذ سنوات بعيدة، مؤكدا أن الطلب عليها كان كبيرا، إلا أنه ارتأى حينها التوقف عن بيعها بعد أن صارت الكثير من الكتب المقلدة تُسوّق، بما فيها المصاحف الملونة. واستوقفت عونَ الدرك الوطني الذي رافقنا في إحدى محلات بيع الكتب والأدوات المكتبية علبٌ تحتوي على 6 من أقلام الرصاص، بحيث تحمل كل علبة منها ألوانا شبيهة بـ"علم المثليين"، فضلا عن أن كل قلم رصاص منها ينتهي إلى ممحاة صغيرة بواحد من الألوان الستة، إلا أننا لاحظنا أن الألوان المذكورة غير مرتبة على ظهر العلبة بنفس ترتيب الألوان في العلم المذكور، كما قام عون الدرك الوطني بمقارنتها مع صورة للعلم المذكور للتأكد من عدم تطابقها.
تجار يمتنعون عن تسويق لعبة "بوب ايت" نهائيا
ولمسنا في حديثنا مع صاحب المحل اطلاعه على الأمر، حيث أوضح لنا أنه يتجنب اقتناء الأدوات المدرسية أو الألعاب الفكرية التي يمكن أن تحمل أية رموز أو إشارات، بينما استحسن شخصٌ، التقينا به في المحل وقال إنه حائز على شهادة دكتوراه في العقيدة، الإجراءات المتخذة من أجل مواجهة "زحف المنتجات التي تحمل دلالات ورموزا مخالفة لثقافة المجتمع ومنافية للعقيدة الدينية"، مثلما أوضح، كما أضاف أن الملابس تحمل عبارات مخلة أيضا بلغات أخرى.
وكانت آخر نقطة من عملية التحسيس في شارع 1600 مسكن، حيث توقفنا عند محل لبيع الأدوات المكتبية والمدرسية، لكنه لم يكن يحتوي على أي منتجات تحمل ألوانا شبيهة بعلم المثليين. وأخبرنا صاحب المحل أنه قام بسحب كميات كبيرة من المنتجات من محله، على غرار لعبة "بوب ايت" التي تتمثل في لوح مصنوع من مادة السّيليكون ويحتوي على فقاعات، حيث تقوم على أن ينشئ اللاعب قواعد خاصة خلال تفجير الفقاعات بالضغط عليها بأصابعه، لكن ألواحها غالبا ملونة في ستة أعمدة تحمل ألوان الطيف، ولا تختلف عن ألوان "علم المثليين"، مثلما أكد صاحب المحل.
ونبه محدثنا أن هذه اللعبة تعرف إقبالا كبيرا عليها من الأطفال، حتى أن سعرها وصل في سوق الجملة إلى 1200 دينار للوح، بينما يصل سعرها في سوق التجزئة إلى 2500 دينار، بحسب الحجم. ولاحظنا أن صورة اللعبة المذكورة قد وردت في منشور وزارة التجارة وترقية الصادرات بصفحتها الرسمية في منصة "فيسبوك" الذي حذرت فيه من اقتناء وتسويق المنتجات التي تحمل ألوانا مخالفة للدين، بينما عرفت هذه اللعبة انتشارا كبيرا جدا بسبب "مؤثري" منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، خصوصا في العامين الماضيين. وأخبرنا التاجر أنه سحب من محله كمية معتبرة أيضا من الأقلام التي تحتوي على نفس الألوان تقريبا حيث امتنع عن بيعها، لكنه نبه أنه يلاحظ في سوق الجملة وجود الكثير من المنتجات التي تحمل عبارات ورموزا دخيلة فيفضل عدم التزود منها.
سامي .ح

تاريخ الخبر: 2023-01-09 00:24:28
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية