دعت وزارة التربية الوطنية من مديرياتها الولائية الـ 60 عبر الوطن، إلى "تسطير برنامج متنوّع وثري للاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2973 (2023) يليق بالمناسبة، عبر كافة المؤسسات التربوية بمراحلها التعليمية الثلاث، وذلك أمسية يوم غد الثلاثاء 10 جانفي و بعد غد الأربعاء 11 جانفي".
وفي مراسلة وجهتها إلى كل مديري التربية عبر الوطن، أكدت الوزارة على ضرورة إيلاء هذه المناسبة الأهمية التي تستحقها، وتوفير الشروط الملائمة لإنجاز الأنشطة المقترحة، والعمل على تسجيل حضور قطاع التربية الوطنية وإبراز دوره في الأنشطة التي تنجز مع قطاعات وهيئات أخرى، وموافاة المديرية المركزية لدعم الأنشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي بالبرنامج المقترح قبل انطلاقه وتقرير ولائي مفصل عن كل مجريات إحياء هذه المناسبة.
وفي هذا الصدد اقترحت الوزارة، عددا من المحاور لإحياء عيد رأس السنة الأمازيغية،  داعية في المجال التربوي، إلى استغلال حصص اللغات والمواد الاجتماعية للتعريف بمختلف أبعاد هذه المناسبة، والمتمثلة، في البعد التاريخي والانثروبولوجي، لإبراز خصائص التقويم الأمازيغي الذي يعتبر – حسب ذات المراسلة - من بين أقدم التقويمات المستعملة عبر العصور وهو مرتبط بالطبيعة، حيث يعتبر الفاتح من يناير أول يوم يفصل بين زمنين طبيعيين، زمن البرد وزمن الاعتدال الذي يصادف عادة بداية تجديد الطبيعة لدورتها الحياتية.
وحثت وزارة التربية الوطنية على إبراز البعد الاقتصادي لهذه المناسبة للتلاميذ، باعتبار أن الاحتفال بيناير يشكل – حسب ذات المصدر - فرصة للتعريف بالثروات الفلاحية والحيوانية لبلادنا وإظهار مدى ارتباط الشعب الجزائري بالأرض عبر العصور، وكذا أهمية الحفاظ عليها باحترام التوازن البيئي، والعمل على تحقيق الأمن الغذائي في ظل تنمية مستدامة.
وبخصوص البعد الاجتماعي، أشارت الوزارة إلى أن الاحتفالات بعيد يناير تبرز مدى توطيد العلاقة الأسرية بين أفراد المجتمع من خلال التضامن والتآزر بينهم، كما أنها – يضيف البيان - فرصة لتقاسم الخيرات بين الأسر، خاصة المحتاجة منها.
كما يعتبر الاحتفال بعيد يناير في بعده البيئي – كما ورد في ذات المراسلة - فرصة لإبراز أهمية المحافظة على المحيط والتوازن البيئي ومكافحة تلوثه، واحترام التنوع البيولوجي وفي سياق ذي صلة اقترحت الوزارة تنظيم أنشطة ثقافية فكرية وفنية وبيئية ورياضية متنوعة، بين تنظيم المحاضرات حول المناسبة، ‹›من أجل التعرف على الموروث التاريخي و الأنثروبولوجي لكل منطقة››، ودعت إلى استغلال المساحات الخضراء داخل المؤسسة المدرسية أو في محيطها للقيام بعملية غرس بعض الفسائل لتقريب التلميذ من الأرض، وتحسيسه بأهمية المحافظة عليها وعرض أفلام وثائقية عن التراث الأمازيغي، تبرز أهمية الاحتفال بيناير باعتباره جزء من الذاكرة الوطنية، وإقامة معارض للوحات الفنية التشكيلية والألبسة والأطباق التقليدية، لإبراز عادات وتقاليد كل منطقة خلال الاحتفال بهذه المناسبة.
كما تضمنت الخطوط العريضة للبرنامج المقترح من طرف الوزارة الوصية في المجال الثقافي والفني، ‘’عرض أنشطة ثقافية وفنية بالمناسبة كالشعر و الشعر الملحون والأناشيد والمسرحيات والأوبريت، التي ينجزها التلاميذ المنخرطين في النوادي الأدبية والثقافية والفنية››، إلى جانب الدعوة لتنظيم دورات رياضية بين الأقسام وبين المؤسسات التربوية في مختلف التخصصات الرياضية.
وحرصت وزارة التربية الوطنية في مراسلتها على التأكيد بأن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية المصادف لـ 12 جانفي من كل سنة، والذي كرس عيدا وطنيا منذ سنة 2018، مناسبة ترمي لإقامة الجسور بين مختلف الأجيال، وتتجسد في جوهر مضامينها معاني البعد الإنساني والحضاري والقيمي، وإبراز البعد الأمازيغي بمختلف مكوناته اللغة والثقافة والعمق التاريخي والأنثروبولوجي.
كما أبرزت بأن إحياء هذه المناسبة، يساهم في تماسك المجتمع وتقوية بنياته وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراده، كما يعد فرصة لتقاسم عناصر الذاكرة والتاريخ بين الأفراد والجماعات، ومناسبة يتم إحياؤها تفاؤلاً بقدوم عام جديد يتمنى الناس أن يكون حاملا للكثير من الخير والبركات.
كما يشكل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية – حسب ما جاء في ديباجة المراسلة -  فرصة لتأكيد العلاقة الأزلية بين الإنسان والأرض، و’’هي علاقة تشكل محور نظرته إلى الوجود وفلسفته في الحياة، مبرزة بأن وزارة التربية الوطنية دأبت الاحتفال بهذه المناسبة مساهمة منها في الحفاظ على الموروث الثقافي وصيانته، وترسيخ مقومات الهوية الوطنية لدى الناشئة.                           ع.أسابع