فرص التحول إلى النمو الأخضر «1 من 3»


يطرح سؤال مهم، كيف يمكن للاقتصادات النامية الاستفادة من التحول الأخضر، والإجابة تكمن ضمن هذا المحتوى. تخيل أنك وزير مالية في دولة من دول الاقتصادات النامية، وجاء إليك أحد المدافعين عن البيئة المتحمسين محاولا إقناعك بالواجب الأخلاقي الذي يحتم عليك الحد من انبعاثات دولتك من غازات الاحتباس الحراري، فسرعان ما ستشعر بالملل لأنك سمعت كل هذا الكلام من قبل، وسينصرف ذهنك إلى مسائل أكثر إلحاحا، فدولتك تعج بالمشكلات، بدءا من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والتضخم وصولا إلى التحديات الخاصة بتمويل الخدمات العامة. ولا يشكل خفض الانبعاثات أولوية.

ولو قدر لك النجاح في القيام بهذه المهمة، فسيكون تأثيرك في المناخ ضئيلا. فدول مكتظة بالسكان مثل باكستان ونيجيريا ومصر تقل نسبة انبعاثات كل منها عن 1 في المائة من الانبعاثات العالمية، وانبعاثات دولتك ـ حتى التراكمية منها منذ الثورة الصناعيةـ ضئيلة للغاية، والتخلص منها كلها لن يكون له تأثير كبير في المناخ، فستتكبد نفقات وتفوت فرصا لتحقيق الرخاء الاقتصادي دون عائد يذكر.

ورغم ذلك، فإن عدم اعتبار تغير المناخ جانبا مهما من جوانب عملك لهو خطأ جسيم. فالاقتصاد العالمي يشهد تغيرا، حيث تدرك الدول ضرورة أن يحد العالم من الانبعاثات لمنع حدوث كارثة مناخية. ومن شأن خفض انبعاثات الكربون أن يؤدي إلى خفض الطلب على السلع والخدمات الملوثة، وزيادة الطلب على السلع والخدمات الأكثر نظافة وخضرة. فالمسألة لا تتعلق بما يمكنك أن تفعله للحد من انبعاثات دولتك، بل بالطريقة التي يمكنك من خلالها الإسراع بتنمية دولتك عبر الدخول في الصناعات سريعة النمو التي ستساعد العالم على خفض انبعاثاته والوصول بها إلى مستوى الصفر الصافي.

إن تاريخ دولتك قد تشكل في الأساس من خلال تنمية عدد قليل من المنتجات التي يستطيع أن يصنعها في الداخل ويبيعها في الخارج. فالاقتصادات الناجحة في شرق آسيا وأوروبا الشرقية قد استمرت في النمو بشكل كبير لعقود من خلال تطوير الجوانب التي تتمتع فيها بميزة تنافسية، بدءا من الملبوسات مرورا بالإلكترونيات وصولا إلى الآلات والمواد الكيميائية، ولم تظل أسيرة الصناعات الموروثة من الماضي. ولو أرادت دولتك أن توفر فرص عمل بأجور كبيرة، فسيتعين عليها إيجاد صناعات جديدة قادرة على النمو والتصدير بشكل تنافسي حتى في ظل سداد أجور أعلى.

ويقول المتشائمون، ربما كانت هناك فرص في الماضي لدول مثل اليابان أو كوريا أو الصين، بيد أن مسارات التنمية تلك لم تعد متاحة الآن. ومع ذلك، فإن خفض الانبعاثات ستصنع فرصا جديدة، خاصة لأولئك الذين يتحركون بسرعة والمسارات التي تفتح أبوابها لم يطأها كثير من الأسلاف، وبعضها جديد تماما. فخفض انبعاثات الكربون سيتطلب استثمارات كبيرة في مجالات جديدة وسيتعين على المصانع إيجاد أماكن جديدة لإقامتها. وقد يشكل ذلك فرصة كبيرة لدولتك، لكن لتقييم هذه الفرصة يجب عليك أن تدرك المشهد دائم التغير.

نحن لا نعرف ماهية التكنولوجيات التي ستوفر الطاقة للاقتصاد العالمي منخفض الكربون، ولا ماهية المواد ولا قدرات التصنيع التي ستحتاج إليها، ولا النظم الرقابية التي سيتبناها العالم، فضلا عن نوعية التعاون أو الصراع الذي سيميز العلاقات بين أكبر الدول المصدرة للانبعاثات. وهذا الغموض ستكشفه تلك الدول التي تسهم بدور فاعل وتتمتع بالقدرات التي ستدعم ميزتها النسبية في المستقبل. وضع في اعتبارك هذه الموضوعات الستة وأنت تستكشف الفرص والتهديدات وتستغلها.

* نقلا عن صحيفة "الاقتصادية"

تاريخ الخبر: 2023-01-09 12:19:19
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 80%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

توقيف الدعم المالي للأسر يجر لقجع للمساءلة 

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:54
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 80%

جامعة الكرة: بركان تأهل رسميا إلى نهائي كأس "الكاف"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:09:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

تفاصيل مشروع وزاري جديد لوضع حد للمحسوبية في التعيينات

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:47
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 79%

الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:51
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 78%

البرلمان يناقش الحصيلة المرحلية لحكومة أخنوش

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:37
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 83%

هل يقنع بنعطية أكرد بمغادرة "البريمر ليغ"؟

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:09:43
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

مقاييس الأمطار خلال 24 ساعة الأخيرة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:08:39
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 75%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية