لماذا لم تنفذ الولايات المتحدة وعدها بفتح قنصلية في الداخلة ؟


حمزة فاوزي 

منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ما تزال الوعود التي قدمتها واشنطن للرباط بخصوص إقامة قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة، “معلقة”، بسبب سياسة “الصمت” التي تنهجها إدارة بايدن بخصوص هذا الملف، والتي تطمح من خلالها للحفاظ على مصالحها في الجزائر.

 

وسبق أن خرج وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بتصريحات، أكد فيها على أن افتتاح القنصلية الأمريكية بالداخلة “قريب جدا”، خاصة مع زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ديفيد شينكر، إلى مبنى القنصلية الذي سيحتضن التمثيلية الديبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية.

 

وجاء قبل تطمينات شينكر، وعود قدمها وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بعد اعتراف بلاده بمغربية الصحراء، قائلا: “طبقا لإعلان الرئيس ترامب بشأن الإعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، فإن كتابة الدولة تعلن أنها شرعت في عملية إحداث قنصلية أمريكية في المنطقة”، ومباشرة أعان بومبيو عن إنشاء مكتب ذا حضور افتراضي، وهو الممثلية التي لا توجد حولها أي معلومات دقيقة، ولا عن أدوارها وكذا طبيعة موظفيها.

 

ويستمر التردد الأمريكي بشأن افتتاح القنصلية، إذ تواصل إدارة بايدن تجاهل القضية، فعلى الرغم من تنصيص مضامين ميزانية السياسة الخارجية لسنة 2022 على موارد مالية مخصصة لإنشاء قنصلية بالداخلة، لم تقدم الإدارة الجديدة على تقديم تفاصيل ولو “صغيرة” عن موعد الافتتاح، بل على العكس من ذلك، زاد الغموض الذي يلف حول موقف واشنطن، بعد تصريح السفير الأمريكي السابق ديفيد فيشر، بأن “افتتاح القنصلية بالداخلة قد يأخذ شهورا”.

 

ومما زاد من التكهنات حول الموقف الأمريكي، هي مخرجات اجتماع النقب الذي جمع أطراف الاتفاق الإبراهيمي، إذ كان ملف فتح القنصلية الأمريكية بالداخلية حاضرا بقوة خلال الندوة الصحافية التي جمعت بوريطة وبلينكين، إذ شدد وزير الخارجية المغربي على تأكيد تصريحاته بكون فتح التمثيلية الديبلوماسية الأمريكية بالداخلة، يعد مسألة “وقت فقط”، في حين خرج بلينكن قبل يوم من الندوة الصحافية، للتأكيد على جدية مخطط الحكم الذاتي المغربي، متجاهلا بذلك من جديد الحديث عن افتتاح القنصلية الامريكية بالصحراء المغربية.

 

وفي هذا السياق ومن أجل النبش في الدوافع الحقيقية التي تحيل دون إنشاء واشنطن لحدود اللحظة لقنصلية لها بالداخلة، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إنه “لمن الضروري التفريق بين الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة، فالأول تم ترسيخه وسيستحيل تغييره في المستقبل، بينما تحقيق تواجد ديبلوماسي في الصحراء سيحتاج للكثير من الوقت والدراسة من قبل واشنطن، التي تعمل بمنطق المصالح في علاقاتها مع دول العالم”.

 

وفي تصريحه لـ”الأيام24″، أضاف شقير، أن” السياق الإقليمي الحالي يجعل من فتح الولايات المتحدة الأمريكية لقنصلية بالصحراء المغربية، أمرا “صعبا”، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين الرباط والجزائر، وهما الشريكان اللذان تطمح الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على علاقات متميزة معهما في الوقت ذاته”.

 

واستطرد المحلل السياسي، قائلا ” فتح قنصلية بشكل عام هو أمر ليس بـ”الهين” لدولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تربطها مصالح استراتيجية مع عديد من الدول بالعالم، وهو ما يلزمها أخذ الوقت الكافي للتفكير ووضع دراسات متعددة لكل قرار استراتيجي، خاصة فتح القنصليات”، وهو ما ينطبق بحسب ذكره على مدينة الداخلة المغربية، “إذ تنتظر الولايات الأمريكية لمعرفة الفوائد الاقتصادية والسياسية التي ستجنيها من هذا القرار”.

تاريخ الخبر: 2023-01-09 21:22:09
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 78%

آخر الأخبار حول العالم

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية