رحلة ترميم كنيسة العذراء الأثرية بدير جبل الطير


كنيسة العذراء مريم الأثرية بدير جبل الطير ذكرت في كل الميامر التي تكلمت عن العائلة المقدسة فى مصر وزيارتها لهذه الكنيسة، كما ذكرها الكثير من الرحالة والمؤرخين منهم الشابشتى وأبو المكارم والمقريزى.

استغرقت رحلة ترميمها خمس سنوات، حدث خلالها أكثر من اكتشاف داخل المكان.. ومن هذا المنطلق توجهت وطني إلى المهندس أيمن نبيل موسى عضو في مكتب المركز العلمي للعمارة وتنسيق وتخطيط المواقع “سكيل” التابع للدكتور المهندس سامي صبري شاكر، والمسئول عن مشروع ترميم وصيانة كنيسة دير السيدة العذراء بدير جبل الطير.. ولمعرفة تفاصيل هذه الرحلة المليئة بالبركات والإنجازات العلمية والتراثية وتاريخ هذا الكان الفريد.. يأخذنا المهندس أيمن نبيل في جولة ثرية من المعلومات، بدأت بأهمية نقطة دير جبل الطير على مسار العائلة المقدسة من الناحية الأثرية، حيث زارت العائلة المقدسة هذا المكان أثناء رحلة هروبها إلى مصر، ومكثت في المغارة مدة ثلاثة أيام، فأخذ قدسية عظيمة بوجودها فيه.. وإلى جانب هذه البركة يتميز هذا المكان بأنه منحوت في الصخر ويصنف هذا المكان أنه ضمن الكنائس الصخرية الفريدة في العالم، كما أنه موجود فوق جبل.

 

موقع الكنيسة الأثرية فوق الجبل ويظهر خلفها النيل والمزارع الخلابة

 

 

ومن ناحية أخرى يشتهر هذا المكان بالاحتفالات الكبرى التي تتم فيه سنوياً في عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، ومولد العذراء مريم وهذا الاحتفال يتوافد إليه أكثر من مليوني زائر كل عام من كل الأراضي المصرية والعالم لنوال البركة.

هذا الموقع يقع في الطرف الغربي من دير جبل الطير، التابع لمركز سمالوط بالمنيا، وكان في الأصل معبداً رومانياً له مدخل من الناحية الشرقية طبقاً للمؤرخ المعماري روبرت كورزون Robert Curzon  في كتابه “زيارات الأديرة” مكون من عشرة أعمدة منحوتة في الصخر وحوائط محيطة بهم، وبه أيضا المغارة التي مكثت فيها العائلة المقدسة، إلى جانب السلم المكتشف حديثاً والذي صعدت عليه العائلة المقدسة للوصول إلى المغارة.

في القرن الرابع عام 327 أرسلت الملكة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين مساعدات للبطريرك لكي يقوم بتعمير الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة في مصر. وكان من ضمن هذه الأماكن دير جبل الطير، وتم تحويل هذا المعبد إلى كنيسة وعمل هيكل في الناحية الشرقية وإضافة عمودين في صحن الكنيسة وتم استخدام العمود الثالث من الناحية القبلية لحفر به معمودية.

وسكن في هذا المكان رهبان من القرن الرابع إلى القرن العاشر، ولذلك أخذ المكان لقب الدير. واستمر المكان على هذا الوضع معمارياً وسكنته حياة رهبانية، وبقى المكان على حاله وزاره مؤرخين كثيرين وكتبوا عنه الرحالة. إلى سنة 1925 في عهد أنبا توماس مطران المنيا والأشمونين حدث توسعات بالمكان وتم إضافة عناصر للكنيسة وسقف خرساني وإقامة دور ثاني للكنيسة، وبشكل غير مدروس تم نقل قطعة من حضن الأب بالهيكل إلى المدخل الغربي للكنيسة وكذلك داخل الكنيسة نفسها. وبقيت هذه التغييرات فترة من الزمن في حقبة أنبا توماس ثم أنبا ساويرس مطران المنيا (1935 – 1976) وخلال تلك الفترة وبسبب التغييرات الهندسية غير المدروسة ونتيجة عدم استخدام الخرسانة بشكل سليم وتدعيمه بالحديد التسليح بين الكمرات، أصبح هذا السقف غير آمن ولم يقاوم عوامل الزمن.

 

أنبا بفنوتيوس أمام كنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير بعد ترميمها

 

 

شكل الكنيسة

يستكمل مسئول صيانة وترميم كنيسة السيدة العذراء الأثرية حديثه قائلاً: تخطيط الكنيسة يرجع للتخطيط البازيليكى مستطيل الشكل والذى يتكون من صحن  يحيط به 10 أعمدة منحوتة فى الصخر، وممرين شمالى وجنوبى وممر غربى راجع، والخورس.

الممر من الناحية القبلية يؤدي إلى الكنيسة من الداخل وعلى اليمين نجد المغارة التي مكثت فيها العائلة المقدسة وهي منحوتة في الصخر. وتوجد منطقة الخورس التي تؤدي إلى الهيكل الأوسط وبه مذبح مدشن على إسم العذراء مريم وهذا الهيكل منحوت في الجبل ويوجد به عمودان يرجع تاريخهما إلى القرن الرابع ويعلوهما عقد مدبب مخموس يعلوه ثلاثة عقود حجرية وفوقهم قبة مبنية بالطوب الأحمر.

 

المغارة التي مكثت فيها العائلة المقدسة

 

ومن الناحية البحرية يوجد هيكل جانبي مدشن على إسم الشهيدة دميانة والأربعون عذارى الشهيدات، وجزء منه منحوت في الجبل وحوائط هذا الهيكل مبنية من الحجر الجيري ومغطى بقبة من الطوب الأحمر. والهياكل متصلة بعضها البعض من خلال فتحة صغيرة. أما المغارة الاثرية تقع جنوب الهيكل الأوسط .

يوجد أمام الهيكل البحري حامل أيقونات مطعم بالحشوات على شكل صليب، وبه باب من ضلفتين ويعلو هذا الباب نص التأسيس لحامل الأيقونات ويرجع تاريخه إلى سنة 1265ش أي من حوالي 474 سنة ميلادياً

وفي منطقة الخورس يوجد سلم يؤدي إلى صحن الكنيسة، مكون من خمس درجات. وصحن الكنيسة فراغ مستعرض ويحيط به عشرة أعمدة منحوتة من الصخر منها أعمدة على شكل مثمن وأعمدة على شكل أسطواني. كما يوجد عمودين فوقهما تاج كورنثي ذات بدن اسطواني، وتم إضافة هذين العمودين في القرن الرابع وقت تحويل هذا المكان إلى كنيسة.

 

 

 

يوجد ممر بحري وممر جنوبي وممر غربي راجع، وفي هذا الممر الغربي يوجد باب يؤدي إلى المدخل الغربي Nathex ومنه إلى الشارع.

كما يوجد باب في الناحية البحرية بالممر البحري تم الكشف عنه خلال أعمال الترميم الأخيرة. ويتوسط صحن الكنيسة لقان دائري الشكل.

وفي الممر الجنوبي لصحن الكنيسة يوجد بالعمود الثالث معمودية منحوتة فيه، استخدمت منذ القرن الرابع، ثم توقف استخدامها منذ حوالي 35 سنة خوفاً من تأثير الماء على بدن العمود. وتم عمل معمودية كبيرة خارج مبنى الكنيسة الأثرية من الناحية الغربية.

 

المعمودية محفورة في العمود

 

 

ومن الناحية الغربية في الممر الغربي الراجع، يوجد باب يؤدي إلى المدخل الغربي Narthex ويوجد المدخل الرئيسي للكنيسة وهذا المدخل منحوت ويوجد عليه نقوش ويعلوه حوالي 34 قطعة من الحجر الجيري منحوتة تمثل رموز من الفن القبطي، كما توجد قطعة فريدة يوجد عليها سبعة من رسل السيد المسيح وهم يحملون البشارة في أيديهم اليمنى، والقطعة الأخرى المرسوم عليها الخمس رسل الأخرون قد فقدت..

 

قطعة حجرية فوق الباب عليها سبعة من رسل السيد المسيح

 

 

خطوات ترميم الكنيسة

يؤكد المهندس أيمن نبيل حرص واهتمام نيافة الحبر الجليل الأنبا بفنوتيوس مطران وطحا الأعمدة، بالتراث الموجود في الإيبارشية في كل مكان منها بشكل عام وفي هذه الكنيسة بشكل خاص، قائلاً: كلف نيافته مركز العمارة بقيادة أستاذ دكتور سامي صبري، وأستاذ دكتور عادل فريد – استشارى الأعمال الإنشائية للمشروع ومكتب دكتور / هانى صبحى استشارى الأعمال الكهروميكانيكية، بدراسة المكان وعمل تقرير فني يقدم لوزارة الآثار. ومن هنا بدأنا المرحلة الأولى التي تمثلت في محصلة العديد من الدراسات والأبحاث وخرجت بنتائج حول المبنى الاثرى وعناصره والبيئة المحيطة به وعوامل التلف المؤثرة عليه.  وقمنا بالزيارات الميدانية وعمل توثيق للمكان، بمساعدة المهندس صموئيل نبيل لرصد الكنيسة والمحيط الخارجي من حولها.

ثم تم تقديم المعلومات للجهة المختصة في مكتب أثار المنيا ثم إلى وزارة الأثار، وأخذت الكنيسة الموافقة على أعمال الترميم، من اللجنة الدائمة للأثار الإسلامية والقبطية المنعقدة بجلستها بتاريخ 4-4-2018 لترميم الكنيسة الأثرية على ان تتم الأعمال على نفقة مطرانية سمالوط وتحت إشراف قطاع الأثار الاسلامية والقبطية وقطاع المشروعات.. وذلك باستبدال السقف الخرساني وإحلاله بآخر من المراين الخشب وألواح تطبيق في كل من الدورين مع ترميم المنارة معمارياً وانشائياً وترميم القبو والقباب وكذلك ترميم جميع حوائط الكنيسة وجميع أعمال الكهروميكانيكية وأعمال الكهرباء وما يختص بالأعمال الخشبية.

بدأ العمل الفعلي في المكان يوم 24 / 8 / 2018 باعتماد الرسومات الهندسية الخاصة بترميم السقف، وعملنا رفع ثاني للوضع الراهن بمساعدة مهندس إبراهيم وليم وتم عمل قطاعات مختلفة للمكان. وبدأنا في ترميم كل جزء في الكنيسة مع تأمين العناصر المعمارية والأثرية  بعمل كوردون حماية وصلبات ودعامات لكل العقود والقباب والقبو وكل ما يختص بعناصر الكنيسة المعمارية.

وتم إحلال السقف الخرساني وتركيب مراين من الخشب العزيزي وارد من أمريكا وتم معالجته الكيميائية من تأثير أي حشرات ودهانه بالجمالكة وتشطيب الأسطر مع اعتماد درجة اللونية له التي تناسب المكان.

 

 

 

وجرى تنفيذ الترميم طبقاً لمعايير الترميم التي تحافظ على الأثر وليس كأنه كأعمال فنية عادية، بل كشواهد تاريخيه، فمدرستنا في الترميم تعتمد أكثر على المواثيق الدولية الخاصة بالترميم منها ميثاق فينيسيا الدولي وميثاق البندقية، لأن الأثر له معاملة خاصة ووالاحساس بالمبنى وبعناصره وكل جزء فيه على أن يتم التعامل معه بحظر شديد للحفاظ عليه. بالنسبة لترميم الأحجار في حوائط الكنيسة كان يتم فك الأحجار من مرقدها وتنظيفها جيداً ثم إعادة تركيبها وملئها بالمونة المعتمدة أثرياً وهذه المونة تتكون من الجير والرمل وبودرة الحجر، ويتم عمل العراميس بمستوى أقل 2 مللي بين الحواف وأبعاد هذا الحجر. كل هذا كان يطبق على الأحجار فيما عدا الأجزاء الصخرية الموجودة من القرن الرابع وما قبل ذلك وهذه الأحجار من الحجر الجيري وتصنف جيولوجياً من محاجر المنيا وهذا الحجر يتميز أنه لونه أبيض وحبيباته متوسطة الحجم.

وبناءاً على موافقة اللجنة الدائمة للاثار لعام 2018 يوم 4 / 4 / 2018 بترميم المنارة معمارياً وإنشائياً، تم ترميم المنارة بملء العراميس بها وتقويتها عن طريق الحقن الموضعي باستخدام مواد مقوية.

وتم الموافقة ايضا من قبل اللجنة الدائمة للأثار، على فك وإعادة بناء قباب الكنيسة بنفس الأبعاد، وكانت القباب محمولة على قواعد خرسانية، فتم عمل رفع لهذه القباب مع فتحاتها وفكها وإعادة بنائها بنفس المونة الموجودة وبنفس الطوب مع تركيب قواعد خشبية محمولة عليها القباب. ولكي يتماشى الشكل مع الوضع الأثري، تم ملء الشكل الداخلي للقباب بالعراميس وترك الطوب دون تغطيته بأي بياض، مع بياض الجزء الخارجي من القباب والقبو فقط.

وتم عزل سطح الكنيسة بعزل ضد الرطوبة وكذلك تم عمل عزل حراري مع تبليط السطح وعمل ميول مطر وتركيب أكثر من تسعة مزاريب لصرف مياه الأمطار أو السيول مع عمل جريلات صرف والتي ترمي على المصارف العمومية بالمنطقة.

 

القبة الرئيسية فوق صحن الكنيسة

 

الدور العلوي من الكنيسة

 

 

اكتشاف جديد لآبار ومسارات مياه

ويضيف المهندس أيمن نبيل: خلال أعمال الترميم، كان يوجد في الصالة الغربية للكنيسة بئراً في الأرض وكان مغطى بألواح خشبية حماية للزائرين أثناء دخولهم وخروجهم من الكنيسة، فتم فك الألواح الخشبية وتنظيف هذا البئر جيداً وتم ملء عراميس الطوب به، مع تركيب لوح زجاجي من زجاج مقوى للسماح بمرور أشخاص عليه وفي نفس الوقت يحقق الرؤية ومشاهدة هذا العنصر الاثري الفريد. وهذا البئر كان يستخدم قبل 1938م حيث كانت هذه المنطقة فناءً مكشوفاً وكان البئر يستخدم لتخزين مياه الأمطار ومياه السيول لتجميع مياه تستخدم بالكنيسة.

وأثناء الترميم اكتشفنا فتحات محفورة في أرضية صحن الكنيسة، وهي عبارة عن تجويف عمقه حوالي 50 سم وقطره حوالي 35 سم وكان يستخدم هذا لحفظ المياه لوجود هذه الكنيسة بمنطقة جبلية، ولم يوجد فخار لحفظ المياه، فكانوا يلجأون لتخزين المياه بهذا الأسلوب في تلك التجاوييف. وتوجد واحدة منهم عند المغارة وأخرى موجودة عند العمود الأول من الباكية الجنوبية من صحن الكنيسة.

وخلال الترميم كنا نتساءل كيف كان يتم التخلص من ماء المعمودية داخل العمود، بعد انتهاء الصلوات والليتورجيات، حتى وجدنا شروخ بالأرضية، فتتبعنا هذه الشروخ فوجدنا طبقة من المونة عليها 3 أحجار متجاورة، وبالكشف وجدنا بئراً أخر وبمتابعة الارضية أكتشفنا أنه يوجد مجرى خارج منه إلى حوض أسفل المعمودية يستخدم لصرف ماء المعمودية، حيث كان يتم صرف الماء من خلال فتحة في جسم العمود تنزل في مجرى وتتجمع في حوض مستطيل الشكل يؤدي بمجرى إلى هذا البئر الذي يستخدم لصرف مياه المعمودية، وتم تركيب لوح زجاجي يسمح بمرور أشخاص عليه ورؤية البئر وتم تسليط إضاءة عليه لعرض الأثر بشكل جيد.

وكان يوجد بجوار هذه البئر أيضا بعض التجاويف في المصطبة الجنوبية لصحن الكنيسة، وكانت هذه التجاويف في العصر القبطي القديم تسمى “الكلجة” وتعني “الإناء” باللغة القبطية، وكان الرهبان الذين يعيشون في هذا المكان قديماً يضعون الأواني الفخارية في هذه الأماكن وكان الماء الذي ينزل منها يسير في مسار كمزراب حتى يصل لهذا البئر لإعادة توظيف هذا الجزء.

وفي منتصف صحن الكنيسة يوجد أيضا فتحة اللقان وهي عبارة عن فتحة دائرية بقطر 50 سم وعمق 50 سم. ومن المعروف أن هذا اللقان يوجد بالكنائس الاثرية في منتصف صحن الكنيسة أو في منتصف الممر الغربي الراجع، وكان يستخدم ثلاث مرات في السنة الواحدة يوم عيد الغطاس ويوم خميس العهد وفي عيد الرسل. وتم تركيب لوح زجاج عليه حتى يتم عرضه أثرياً بالشكل اللائق به.

 

أحد الآبار المكتشفة

 

 

جرن المعمودية ومسار صرف الماء منه وفتحة اللقان تظهر وسط صحن الكنيسة

 

 

 

ترميم الهياكل وحوامل الأيقونات

في الهيكل الأوسط تم ترميم العقد الكبير به المحمول على العمودين الأثريين، وتم ترميم العقود الثلاثة الحجرية العليا والتي تعلوها قبة الهيكل الأوسط، وتم ترميم هذه القبة بفكها وإعادة بنائها حيث تم تركيب براطيم من الخشب العزيزي حتى يتم تركيب العروق الخشبية المحمول عليها هذه القبة.

وتم ترميم أيضا العقد الموجود بالخورس البحري، وهو مبني من الطوب الأحمر الأجر مع مونة من الجير والجبس، وتم فك هذه المونة واستخدام المونة المعتمدة أثرياً.

وكان يوجد عند مدخل الباب من الناحية الجنوبية سلم من الخشب وكان موضوع بشكل معقد، فتم تركيب خمسة درجات سلم من الحجر الجيري يتناسب مع السلالم الحجرية الموجودة بالكنيسة ويتيح سهولة حركة للزائرين من صحن الكنيسة إلى الصالة الخارجية. وتم ضبط مناسيب الكنيسة حتى يسمح بدخول ذوي الهمم من الناحية القبلية ويمكنهم من زيارة المغارة وأيضا الهيكل الأوسط والهيكل البحري مع العودة بسلاسة دون أي قيود في حركتهم والسماح لهم لنوال بركة المكان.

أما بالنسبة للمغارة، لم يوجد بها أي تلفيات ولم تحتاج إلى ترميم، لكن تم تركيب إضاءة وتركيب مقصورة عليها لوحة العائلة المقدسة.

أما عن حامل الأيقونات الخشبي، للهيكل الأوسط، تم تنظيفه بشكل مبدأي للحفاظ عليه والحفاظ على العناصر الخشبية الموجودة به من حشوات ومن تطعيم خشبي، وكذلك الأبواب طاقات المناولة الموجودة به يمين ويسار الباب الرئيسي. وأيضا حامل الأيقونات الخاص بالهيكل البحري، تم تنظيفه بشكل مبدأئ والحفاظ عليه والحفاظ على عناصره من حشوات ودكم وكذلك الطاقات الموجودة به وضلفتي الباب الموجودة به.

 

 

العقد الكبير به المحمول على العمودين الأثريين

 

حامل الأيقونات يرجع تاريخه لسنة 1265ش

 

 

اكتشاف الباب البحري

تم الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للأثار، بتخفيض منسوب المحيط الخارجي للكنيسة من الناحية الشمالية والناحية الشرقية، وخلال هذه الأعمال وأثناء إزالة الردم لتخفيض المنسوب تم الكشف عن فتحة الباب البحري للكنيسة، وهذه الفتحة كانت تستخدم قديماً لدخول وخروج الزائرين لكن تم غلقها في وقت ما. وهذا الباب يعتبر ضمن الاكتشافات التي تم الكشف عنها خلال عملية الترميم.

 

اكتشاف السلم الأثري

خلال أعمال التطوير والترميم التي قامت بها مطرانية سمالوط في عام 2016 بإزالة أي عشوائيات موجودة حول حرم الكنيسة بالناحية الغربية – طرف الجبل – كانت توجد بعض المنازل وكذلك دورات المياه، ومع هذا التطوير تم الكشف عن سلم أثري منحوت في الجبل، ويوجد منه نوعين – سلم بحاري عبارة عن درجات بشكل صاعد والأخر عبارة عن درجات مع بسطات لنقل قلبات السلم إلى أسفل. وهذا السلم قد قام بتوثيقه المؤرخ والرحالة وليم فولبورت ورسم هذا السلم عام 1845م وهو في رحلته النيلية. وعلى هذا الأساس تم الكشف عن هذا السلم وتم تطوير وتعظيم المكان حول السلم للحفاظ عليه، وهذا السلم هو الذي استخدمته العائلة المقدسة للصعود إلى المغارة التي أوت إليها.

 

السلم المكتشف حديثاً

 

 

إضافات مستحدثة

وبعد ذلك كانت من ضمن الموافقات التي يتم الحصول عليها، عمل أبواب وشبابيك ذات طابع قبطي مستوحاه من الأبواب القديمة الموجودة بالكنيسة، فتم محاكاة العناصر الخشبية القديمة وتصميم الأبواب والشبابيك المماثلة لها.

وكانت توجد لوحة من الموزاييك قد نفذت سنة 1986م، فحصلنا على موافقة عام 2019 بتغيير اللوحة الموزاييك بصورة أخرى ذات تراث وطابع وشكل أثري، وتم تصميم اللوحة بواسطة الدكتور جلال رمزي مدرس بمعهد الدراسات القبطية بقسم الفن القبطي وقام بتصميم اللوحة لتمثل رحلة العائلة المقدسة وتم عمل تحتها رمالة لإيقاد الشمع.

 

 

وتم عمل فتحتين بالسقف الخشبي يتم تركيب عليهم ألواح زجاجية لوضع المذابح العلوية بالدور العلوي كما يمكن المصليين برؤية ومتابعة الصلوات خلال القداسات في اليوم.

وأيضا عمل مذابح للهيكل الأوسط والهيكل البحري وهذه المذابح من حجر جيري صلب ومستوحاه  من التراث القبطي والأثار القبطية، وتم تركيبهم مع عمل التوصيلات الخاصة بالصوتيات والسماعات.

 

 

وعمل متحف بالصالة الغربية عبارة عن غرفة صغيرة بها فتارين زجاجية لوضع 16 قطعة أثرية كانت موجودة بالكنيسة ضمن حامل الأيقونات الحجري الذي كان بالكنيسة. وهذه القطع كانت تزين حضن الأب للهيكل الأوسط  حيث كانت هياكل القرن الرابع لها هذا الشكل والنمط.. وفي التعديلات التي تمت على الكنيسة من عام 1925 حتى 1938م تم نقل هذه القطع الحجرية من أماكنها بغرض توسيع الهيكل وتم وضعها في أماكن متفرقة منها فوق الباب الغربي ومنها داخل صحن الكنيسة والبعض الأخر داخل الكنيسة، وهذه ما جمعناها داخل المتحف بالصالة الغربية.

 

 

 

أعمال كهروميكانيكية وتأمين

استكمالاً لجميع أعمال الترميم بالكنيسة، تم عمل دائرة إنظار للحريق بتركيب حساسات في كل ممر من ممرات الكنيسة وصحن الكنيسة والدور الثاني والسطح وذلك للإنظار بأي حريق، كما تم وضع طفايات حريق في كل جزء من الكنيسة لتامين هذا المكان ضد الحريق. كما تم عمل دائرة الصوت وتركيب سماعات وجهاز مكبر للصوت لنقل الصلوات داخل الكنيسة. وتم أيضا تركيب وحدات إضاءة من نجف على شكل تراثي قبطي قديم وكذلك إضاءة غير مباشرة لإظهار الأثر بشكل واضح. وتم تركيب كاميرات مراقبة لمتابعة الصلوات داخل الكنيسة ولمتابعة الزائرين خلال تنقلهم داخل الكنيسة والحفاظ على العناصر الأثرية الموجودة داخل الكنيسة.

تم عمل سور حماية حول الكنيسة الأثرية لحماية مبنى الكنيسة بعد الحصول على موافقة من اللجنة الدائمة للأثار عام 2019 بتركيب سور حديدي بصنوع بشكل تراثي، وذلك لحماية المبنى والحفاظ على شكله من أي استخدام غير لائق من زوار الكنيسة.

 

 

 

 

مقتنيات الكنيسة

يوجد بكنيسة العذراء مريم الأثرية حوالي 10 أيقونات أثرية، الأيقونات الموجودة على حامل الأيقونات الخشبي بالهيكل الأوسط وهم سبع أيقونات، يوجد في الوسط أيقونة للسيدة العذراء وهي تحمل السيد المسيح وعلى يمينها ثلاثة أيقونات ويسارها ثلاثة ايقونات تمثل تلاميذ السيد المسيح، وتم حفظ هذه الأيقونات في إطار خشبي وزجاج ووضعهم فوق حامل الأيقونات.

 

 

وتوجد أيقونة أخرى أثرية في مقصورة بالحائط الجنوبي من الخورس وهي تمثل القديسة الشهيدة دميانة وحولها الأربعين عذارى الشهيدات، ورسام هذه الأيقونة غير معروف لكنها تنتمي لمدرسة الفنان نيقولا توادرو الأورشليمي الذي رسم أيقونات دير المحرق على أرضيات مذهبة. وتم عمل مقصورة بشكل تراثي وضعت فيها هذه الأيقونة.

 

 

أما الأيقونة الموجودة في الحائط البحري من الخورس، فهي تمثل السيدة العذراء وهي تحمل السيد المسيح وعلى يمينها الملاك ميخائيل وعلى يسارها الملاك غبريال، وهذه الأيقونة يرجع تاريخها إلى سنة 1445 ش وقام برسمها الفنان أنسطاسي الرومي المقدسي، وهي موضوعة داخل مقصورة تم تصميمها أيضا بشكل تراثي يتناسب مع الأثر.

 

 

وأيقونة الشهيد العظيم مارجرجس موجودة بالحائط الغربي من صحن الكنيسة وهي منفذة على أرضية من الذهب بنفس مدرسة نيقولا توادرو الأورشليمي لكن لا يوجد توقيع فنان عليها، وهي محفوظة داخل مقصورة للحفاظ عليها.

توجد أيضا أيقونات مستحدثة تم استنساخها من أيقونات مرسومة من مدارس قديمة من الفن القبطي ترجع للقرن الرابع على يمين حامل الأيقونات ويساره، تمثل السيد المسيح وهو جالس على العرش والأخرى تمثل السيدة العذراء وهي تحمل السيد المسيح، كما توجد أيضا داخل الهيكل عند حضن الأب أيقونتين مستنسخين من أيقونات أثرية ترجع للقرن الرابع وتمثل السيد المسيح البانتوقراطور وحوله الملائكة وعند الهيكل الشمالي أيقونة تمثل السيد المسيح الجالس على العرش وحوله الأربع حيوانات غير المتجسدين.

كما توجد على الحائط الجنوبي من صحن الكنيسة بقايا صورة جدارية تمثل السيدة العذراء ويقف بجانبها القديس يوسف النجار – خادم سر التجسد – وبجانبه يقف السيد المسيح حيث تظهر فوق رأسه الهالة المعروفة حول رأسه. ويوجد بجانب السيدة العذراء من الناحية اليمنى الملاك غبريال ناظراً إليهم. وهذه الجدارية غير مكتملة ولا نعلم متى فقدت.

 

 

 

 

 

تاريخ الخبر: 2023-01-09 21:22:59
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية