تربط دراسة جديدة حول اضطراب تعاطي المخدرات، بسمات شخصية معينة وبعض الاضطرابات النفسية. كما وجد الباحثون أن أولئك الذين سجلوا درجات عالية، في سمات الشخصية المتمثلة في العصابية، وأولئك الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، كانوا أكثر عرضة لخطر الموت المفاجئ، وذلك بحسب الأكاديمية الصينية للعلوم. وأوضحت أخصائية علم النفس هتون الشهري، أن نصف المصابين باضطراب الشخصية لديهم سجل أو تاريخ من الإدمان، لأن الاضطراب النفسي يشعرهم بالوحدة، التي تقودهم إلى تناول المخدرات أو الكحول، كونها تعطيهم وقتا من البهجة لكن سرعان ما يزول، ولهذا يستمرون في الإدمان. وعن الأعراض تقول إنها تتجسد في تقلب المزاج والاكتئاب، وإهمال الذات والاندفاعية في السلوك.

المواد المخدرة

يشمل اضطراب استخدام المواد المخدرة «SUD» متلازمات الاعتماد، والاستخدام الضار للعقاقير غير المشروعة والكحول. وغالبا ما يكون «SUD» معقدا، بسبب نمط متكرر من إعادة الامتناع عن ممارسة الجنس والأمراض النفسية المصاحبة.

قد تكون السمات الشخصية للأشخاص الذين يعانون من «SUD»، أيضا عوامل تساهم في الاستخدام المستمر للمواد، فمن المعقول أن «SUD» يعكس تفاعلا معقدا بين تعاطي المخدرات، وخصائص الاعتماد، والأعراض السريرية، وسمات الشخصية.

الأعراض السريرية

يمكن أن تكون العلاقة بين تعاطي المخدرات والأعراض السريرية، ذات طبيعة اتجاهية. على سبيل المثال، الأعراض السريرية التي يسببها الدواء، أو التي يسببها الانسحاب معترف بها جيدا، من ناحية أخرى، يقترح بعض المنظرين أن المرضى السريريين، قد يستخدمون المواد كشكل من أشكال «العلاج الذاتي». ومن الأفضل فحص هذه العلاقة المعقدة، بين ميزات «SUD» والأعراض والشخصية باستخدام تحليل الشبكة، ومع ذلك، فقد بحثت القليل من الأبحاث نسبيا هذه العلاقة.

معالجة القضية

قام الدكتور ريموند تشان، من معهد علم النفس التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، جنبا إلى جنب مع الدكتور سيمون لوي، في جامعة هونج كونج، وقام الدكاترة J Poon و Lam Ming في مستشفى Castle Peak، بتوظيف 391 من مرضى «SUD» الباحثين عن العلاج وقياس استخدام المواد، وخصائص الاعتماد والأعراض السريرية، والسمات الشخصية باستخدام مقاييس تم التحقق من صحتها جيدا. وتم تطبيق تحليل الشبكة لإنشاء شبكة ارتباط جزئية منتظمة، ولتقدير مؤشرات المركزية مثل القوة، والتقارب، والتأثير المتوقع، علاوة على ذلك، تم تقدير الأهمية النسبية لكل عقدة، مع استخدام المواد وشدة ميزات الاعتماد كمتغيرات تابعة. وأظهرت النتائج وجود شبكة ارتباط جزئية مترابطة للغاية ومنتظمة، واقترح مؤشر القدرة على التنبؤ أن شبكة الارتباط الجزئي المنظمة كانت «مكتفية ذاتيا». علاوة على ذلك، أظهرت العصابية، وهي سمة شخصية، أعلى مؤشر تقارب، أظهرت أعراض الاكتئاب وأعراض القلق والأعراض «العامة»، في مقياس المتلازمة الإيجابية والسلبية أعلى تأثير متوقع.

نتائج التحليل

وفيما يتعلق بنتائج تحليل الأهمية النسبية، فإن أعراض الاكتئاب والقلق والأعراض «العامة»، تحدد بشكل كبير التباين في استخدام المخدرات وشدة الاعتماد. وأخذها مجتمعة، يظهر أن أعراض الاكتئاب والقلق، هي أهداف تدخل محتملة لكسر نظام الاكتفاء الذاتي من «SUD». ويخطط الدكتور تشان ومعاونوه، لإجراء تقييمات متابعة لهذه المجموعة، والتحقيق في الاستقرار الزمني لشبكة الارتباط الجزئي المنتظمة، ولتضمين تدابير أكثر دقة حول التعلم بالمكافأة، لمعرفة ما إذا كانت الاختلالات المعرفية على هذا النحو، يمكن أن تكون مفيدة أيضا كأهداف للتدخل.