عاد التصعيد مرة أخرى بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الأخيرة، بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التى أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، اليوم الثلاثاء، عن أن بلاده ستوسع ترسانة أسلحتها الهجومية وتواصل تطوير الدرع النووي باعتباره الضامن الرئيسي لسيادة روسيا وسلامة أراضيها.

يأتي ذلك بالتزامن مع سعي روسيا لإدخال صاروخ "سارمات" العابر للقارات،  للخدمة قريبًا، ويهدف الصاروخ لاستبدال الصواريخ الباليستية السوفيتية القديمة، وتشكيل نواة القوات النووية الروسية.

وفى هذا السياق، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية لن تنتهي في القريب العاجل، وذلك لعدد من الأسباب منها أن الأسلحة الغربية التي وعد الغرب بإرسالها لأوكرانيا تعد مؤشرًا واضحًا على أن الغرب يستعد لحرب طويلة مع روسيا وذلك مع بداية العام الجديد، كما أن تلك الأسلحة ستساعد كييف على مواصلة تقدمها في ساحات القتال مع روسيا.

وأوضح فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأسلحة الجديدة تمثل تغييرًا في السياسة الأمريكية والغربية والتي تقدم دعمًا كبيرًا لقوات المشاه الأوكرانيين، مما يشير إلى قلق أقل لدى تلك الدول إزاء التقدم الروسي، وتطلعها لتحقيق انتصارات أوكرانية أكثر حسمًا خلال الأيام المقبلة.

وأضاف الباحث، أن المساعدات العسكرية الأمريكية والغربية لأوكرانيا، جاءت تتويجًا لهجومين أوكرانيين ناجحين ضد القوات الروسية بشمال شرق البلاد وجنوبها، لذا يخطط الأوكرانيون لشن المزيد من العمليات الهجومية ضد المواقع الروسية، وبالتالي فإن حصول كييف على مدرعات ومركبات قتالية سيقربها بشكل كبير من تحقيق أهدافها. 

وأضاف أن القوات الأوكرانية أظهرت قدرة فائقة في الدفاع عن أراضيها، واستعادة جزء كبير من الأراضي التي سيطرت عليها موسكو، الأمر الذي يكسبها دافعا كبيرا لمواصلة القتال، وبالتالي فإن الدعم الغربي لأوكرانيا، لا يعكس أي مساعي لمفاوضات سلام قريبة مع روسيا.

السيد: من الصعب إقناع الرئيس الروسى بالتخلي عن طموحاته في أوكرانيا

وتابع: "تواصل روسيا انتقادها للغرب مُتهمة إياه بالعمل على تقسيمها"، لافتًا إلى أنه من الصعب إقناع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بالتخلي عن طموحاته في أوكرانيا، فمن الصعوبة إخراج القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم حتى لو استمر تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الغربية لـ "كييف"، حيث يتطلب تحقيق مثل هذه النتيجة انهيار كل الدفاعات الروسية، أو نشوب مواجهة مُباشرة بين موسكو وحلف الناتو لن تحمد عقباها. 

وأكمل: "في 21 ديسمبر، وعقب اجتماع موسع مع قادة الجيش الروسي، وضع بوتين ما يُمكن وصفه بـ"الاستراتيجية العسكرية الجديدة للجيش الروسي" أراد منها إرسال رسالة ضِمنية بأن روسيا على استعداد للحفاظ على سيادتها وأمنها القومي وتوازن القوى في العالم، حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة النووية، حيث ألمح إلى تعهد روسيا بالحفاظ على الاستعداد القتالي للثالوث النووي الروسي، الذي يمكنه إطلاق الصواريخ من منصات إطلاق أرضية وغواصات وطائرات استراتيجية".

ولفت إلى رفض الكرملين للخطة التي روج لها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي تدور حول انسحاب روسي كامل من أوكرانيا، حيث أكد الرئيس بوتين أن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا يجب أن تظل تحت سيطرتها.

واختتم تصريحاته: "كل ذلك يُشير إلى انعدام الأمل في توقع نهاية وشيكة للحرب في أوكرانيا، ويظل السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار الأزمة على المدى الطويل، وتحولها بشكل تدريجي إلى صراع مُجمد، مع استبعاد انتهاء الأزمة في الأجل القصير سواء من خلال المفاوضات أو بانتصار أحد الطرفين".