الشيخ صفوت توفى صائما في حادث.. وشقيقه: وهب 15 عاما من حياته للخير - المحافظات
الشيخ صفوت توفى صائما في حادث.. وشقيقه: وهب 15 عاما من حياته للخير - المحافظات
«غسل متوفى في الظهر، وآخر في العصر، وانتهى من صلاة الجنازة عليه، وتوجه أخي إلى درس تحفيظ قرآن كريم، ولما انتهي من الدرس توجه لتوفير كيس دم لمريض في المستشفى قبل أن يعود إلي بيته، فقد كان صائما في هذا اليوم، وطلب من زوجته تجهيز الإفطار، إلا أنه يم يصل إلي البيت وتعرض لحادث»، هكذا أوضح الدكتور صديق محمد صفوت، بجامعة الأزهر، أنّ شقيقه الوحيد الشيخ صفوت محمد صديق الهجرسي، 31 عاما، عاش حياته للخير ومات صائما في حادث.
وأضاف لـ«الوطن»، «صفوت كان شقيقي الوحيد، والفرق بينا عاما واحدا، ولذلك كان فراقه صعب، ولا أتذكر سوى كلامه وحديثنا معا فقد كانت كل أفعاله وتصرفاته ينظر لبعيد وهو طلب الجنة، فقد كان أخي الشيخ صفوت- رحمه الله- يغسل ويكفن موتى مدينتنا حسبة لله تعالى، لا يتقاضى عليها أجر لقرابة 15 عاما، وكان لكثرة الموتى يغسل جنازتين أو ثلاث أو يزيد في نفس اليوم كما كان يعمل خطيب بالمكافأة في وزارة الأوقاف».
شقيق الشيخ صفوت: لم يتأخر عن خدمة أهل بني عبيد رغم مرضه
وأوضح أنّ شقيقه كثير ما يكون مريضا، ومع منع الأطباء له من بذل أي مجهود نظرا لإصابته بغضاريف في العمود الفقري، كان يضع حزاما طبيا على ظهره، ويذهب إلى تغسيل الموتي، وعندما كنت أجادله في ذلك يقول لي: «يا صديق.. عاوز يتقالي يوم القيامة الآية الكريمة: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ».
مات صائما وقبل أن يوفر كيس دم طلبه منه مريض
وأشار إلى أنّ شقيقه كان يريد أن يلحق بتناول طعام الإفطار مع زوجته، والوصول إلي البيت قبل المغرب بعد يوم عمل شاق في أفعال الخير، وكان يتنمى توفير كيس دم يحتاج إليه مريض قبل المغرب، لكن فاضت روحه الطاهرة في هذا اليوم، وأعرف أن كل أهل مدينة بني عبيد شعروا بالألم الشديد على فراقه، ولذلك خرجوا جميعا لتشييع جثمانه، وكانت جنازته حاشدة رغم تأخر وقتها في الليل.
حادث وفاة الشيخ صفوت
ووقع حادث وفاة الشيخ صفوت محمد صديق، يوم الأحد الماضي، عندما كان عائدا إلي بني عبيد من إحدى العزب المجاورة للمدينة، فوقع حادث تصادم لموتوسيكل كان يستقله، ووصل إلى مستشفى بني عبيد التخصصي جثة هامدة، فيما أصيب أخر، وحزنت عليه مدينة بني عبيد بالكامل وخرجوا جميعا لتشييع جثمانه وفاء له وإخلاصه في فعل الخير طوال حياته.
