رسائل من بريد إضراب العزة


رسائل من بريد إضراب العزة

محمد إبراهيم علي

– الإضراب المطلبي وسيلة جيدة ومحترمة لانتزاع الحقوق وهو حق نصت عليه المعاهدات الدولية وقوانين العمل ويسبقه إعلام المخدم ورفع المطالب والتفاوض والتحكيم

– بالتزامن مع موكب 16 أكتوبر رفعت لجنة المعلمين مذكرة مطالبة فيها بالاتي:-

✓ رفع نسبة الصرف على التعليم لتكون 20% من الموازنة العامة و6% من الدخل القومي

✓ دفع فروقات تعديل الهيكل الراتبي المعدل لثلاثة شهور

✓ دفع بدل اللبس والبديل النقدي

✓ رفع الحد الأدني للأجور ليصبح 67 الف جنيه

✓ زيادة العلاوات الثابتة لتتماشى مع التضخم

– بعدها انتظرت اللجنة رداً من وزارة المالية ولكنها لم تستجب ولم تعلن أي موقف مما دفع اللجنة لاعلان الاضراب المتدرج والذي وصل لمرحلة الاغلاق التام فكانت الإستجابة عالية جدا في جميع ولايات السودان والعاصمة الخرطوم وذلك لعدالة المطالب

– من المؤسف أن المالية مازالت مستمرة في تجاهلها مما سيقود لوضع كارثي قطعا سيكون له تأثيره السالب علي العام الدراسي ومستقبل التلاميذ والطلاب

▪عليه لابد من توجيه هذه الرسائل:

أولاً: رسالة لوزارة المالية:

فلتعلم وزارة المالية الاتحادية أن:

✔ التعليم أساس نهضة الامم والشعوب والاهتمام به معيار عالمي لقياس تقدم الشعوب

✔ الدولة ليست فقيرة حتي تعجز عن دفع استحقاقات المعلمين ويؤيد ذلك الصرف البذخي علي الأمن والدفاع والحوافز والبدلات التي تدفع  لمنسوبي بعض الوزارات بصورة تفوق اضعاف مطالب المعلمين

✔المال العام المهدر في الصرف البذخي  على الاحتفالات

والاختلاس والنهب لموارد البلد وثرواته

✔ الاموال المهولة التي تدفع للحركات المسلحة وأطراف سلام جوبا المشؤوم وبصورة واضحة واستفزازية تسعى للفتنة القبلية والعنصرية والجهوية وتؤدي لضياع سلطة الدولة وتعدم المحاسبة والمؤسسسية والشفافية في التعامل مع المال العام

– واذا كانت وزارة المالية تعتقد ان التجاهل يحل المشكلة فهي واهمة

–  واذا كان تعتقد أن ارهاب المعلمين وتهديدهم يجلعهم يتخلون عن حقوقهم فهذا عين الخبل

– واذا كانت تعتقد ان ليل الظلم طويل فنور الصبح ابلج وأقوي وفجر الخلاص اشرف علي الظهور

ثانياً: رسالة للمعلمين والمعلمات

– لقد وقفتم وقفة مشرفة رافعين رايات العزة والكرامة ومشمرين عن سواعد الجد من أجل واقع تعليمي أفضل يساهم في حل مشاكل السودان ويرتقي بانسانه العظيم مؤكدين أن معركتكم معركة مجتمع يحاول الخروج من وحل التخلف والخرافة والذل والظلم لرحاب العلم والاستنارة والإباء والعدالة والمساواة

– وقد انقسم المعلمون ازاء التعامل مع الإرسوم دضراب لهذه المجموعات

▪الداعمون

وهؤلاء هم السواد الاعظم من المعلمين دعموا الاضراب ونفذوا كل مراحله بجسارة وصلابة وقوة وكانوا مستعدين لتقديم مزيدا من التضحيات لإيمانهم وقناعتهم بالقضية ولاحساسهم بدورهم العظيم في قيادة المجتمع واحداث التعبير فلهم منا التحية والتجلة والاحترام ونهمس في آذانهم أن مشوار الميل يبدأ بخطوة وما ضاع حق وراءه مطالب ولابد من صنعاء وإن طال السفر

▪المترددون

وهذه المجموعة مترددة عاجزة عن اتخاذ موقف وذلك لعدم وضوح الرؤية لهم والخوف من تسلط الادارات وعسفها وارهابها وهذه المجموعة في سبيلها للانضام لجيوش المضربين بعد الجولات الكثيرة التي قامت وتقوم بها وفود لجان الاضراب التي تجلس مع المعلمين وتوضح لهم كل صغيرة وكبيرة.

▪الرافضون

وهي مجموعة رافضة للاضراب وتعمل على كسره وهم:-

1-  قلة من أصحاب الامتيازات التاريخية من أعضاء النقابات والاتحادات الذين ظلوا طوال فترة النظام المباد يبيعون قضايا المعلمين للسلطة والحزب نظير تمكينهم وكان نتاج ذلك الحالة المزرية التي وصل لها التعليم والمعلم.

2- بعض المعلمين الذين ظلوا مسيطرين على ادارات التعليم وأدمنوا أخذ الجبايات ومد الأيدي لجيوب أولياء الأمور وصار ذلك مصدر دخل ثابت لهم.

ودونكم الهجمة الشرسة علي جيوب أولياء الأمور بعد الإنقلاب الكيزاني البغيض حيث رجعت المدارس مرتعا للنهب وأكل أموال الناس بالباطل وتحت عدة مسميات:

  • رسوم دراسية
  • رسوم تحويل
  • رسوم الامتحانات
  • رسوم الدورة المدرسية

ولهؤلاء نقول إن ساعة الحساب قد دنت (والحساب ولد)

ثالثاً:

رسالة الي المجتمع من اولياء أمور ومنظمات واتحادات ولجان المقاومة والمجالس التربوية والاحزاب السياسية:

عليكم بالالتفاف حول المطالب التي رفعها الإضراب وذلك لعدالتها ومشروعيتها وتضع الأساس لنهضة البلاد لأن التعليم هو أساس نهضة الامم والشعوب وتساعد في استقرار المجتمع

وإهمال الدولة لهذه المطالب يعني صب الزيت على نار الازمات وتعقيدها وقفل الباب امام كل الحلول الموضوعية

ويمكن أن نلخص مساهمة المجتمع في الآتي:-

1- تسليط الإعلام علي هذه المشكلة وتمليكها للراي العالمي والمحلي

2- الضغط علي الدولة بالمواكب والمسيرات السلمية والوقفات الاحتجاجية

3- الضغط علي المحليات للقيام بدرها في الصرف علي تعليم الاساس لانه من أوجب واجباتها وقد نص قانون الحكم الاقليمي عليه

4- التواصل مع السودانيين بالمهاجر لتوصيل هذه الرسالة للمنظمات العالمية والحقوقية بغرض الدعم والمساندة.

5- رفض الجبايات التي تفرضها الادارات التعليمية الكيزانية الفاسدة لتجفيف مصادر دعم الفساد والثراء الحرام ووقف هجرة الطلاب والتلاميذ خارج أسوار المدارس.

** في الختام:

– ندق ناقوس الخطر ونقول إن استمرار هذا النهج في التعامل مع مطالب المعلمين يؤدي إلي انهيار أهم مرفق من مرافق الدولة ويزيد عدد الطلاب والتلاميذ الذين هم خارج اسوار المدارس ويجعلهم عرضة للانحراف والاستغلال من قبل تجار المخدرات والدعارة والتسول والتشرد وعصابات المتاجرة في الأعضاء البشرية.

* المدير العام السابق لوزارة التربية والتعليم- ولاية الخرطوم

تاريخ الخبر: 2023-01-11 18:24:24
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تتخذ تدابير لتعزيز تجارتها الرقمية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 09:25:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

بطولة اسبانيا: ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز على فالنسيا 4-2

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 09:25:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية