سفينة المعرفة «لوجوس هوب».. «الدستور» داخل أكبر مكتبة عائمة فى العالم

داخل ميناء بورسعيد، بالقرب من قناة السويس، ترسو سفينة "لوجوس هوب" منذ الرابع من يناير الجارى، وسط إقبال كبير عليها من مختلف الفئات العمرية وجميع محافظات الجمهورية، باعتبارها أكبر مكتبة عائمة فى العالم.

هنا على ظهر هذه السفينة العملاقة، التى زارتها "الدستور"، العديد من الأجنحة التى تحوى آلافًا من الكتب والمراجع والقصص فى مختلف مجالات المعرفة، ما بين علمية وتاريخية وفنية ودينية.

ووقف عشرات المتطوعين من جنسيات وخلفيات ثقافية مختلفة يعملون كسفراء للعلم والمعرفة، بعدما جمعتهم «لوجوس هوب»، أكبر مكتبة عائمة فى العالم تجوب مختلف الدول لنشر الثقافة.

إند باستن: نستقبل من 4 لـ7 آلاف زائر مصرى يوميًا

البداية كانت عند الهولندى إند باستن، وهو المسئول عن متابعة العمل داخل معرض الكتب فى السفينة، وتنظيم عرض مختلف العناوين فى أجنحتها المخصصة.

وقال "باستن": "نحن هنا فى بورسعيد نرى ثقافة جديدة، الجميع يتحدث معنا ويفهمنا جيدًا، ولقينا ترحابًا واسعًا من المصريين فور وصولنا إلى ميناء بورسعيد، وبمجرد أن ينتهى عملنا يوم ٢٣ يناير الجارى سننطلق إلى وجهتنا التالية فى الأردن".

وأضاف أن إقبال المصريين على زيارة السفينة "لوجوس هوب" كبير جدًا، ويتراوح من ٤ لـ٧ آلاف زائر يوميًا، مشيرًا إلى الكتب العديدة التى تحملها السفينة، وتهدف من خلالها إلى تبادل المعرفة والمساعدة.

ونبّه كذلك إلى طاقم العمل فى السفينة، الذى يصل عدده إلى ٣٠٠ شخص من جنسيات مختلفة، جميعهم يعلمون مهامهم بكل وضوح، وعلى رأسها تبادل المعرفة من خلال فعاليات مجدولة مختلفة، ونشر الأمل فى كل بلدان العالم.

وكشف عن تاريخ بناء السفينة، الذى بدأ فى عام ١٩٧٣، وبنيت فى البداية كقارب ركاب للعمل على طرق شمال المحيط الأطلسى، وفى ١٩٨٣ بدأت السفينة فى العمل ضمن خطوط "سميريل"، ثم بدأت التنقل بين جزر الفارو والدنمارك، وصولًا إلى عام ٢٠٠٤، حيث دشنت منظمة غير ربحية فى ألمانيا حملة تبرعات لشراء سفينة بديلة للركاب، وجعل هذه السفينة بالكامل مخصصة للكتب.

واختتم بقوله: "رؤيتنا هى توفير إمكانية الوصول إلى أدبيات عالية الجودة، والتعبير عن الحب بشكل عملى لمن هم بحاجة إليه، وتعزيز السلام من خلال احتضان التنوع وإرساء حياة هادفة".

مدير مكتبة مصر: تضم أكثر من5 آلاف عنوان فى مختلف المجالات

التقت "الدستور"، خلال جولتها داخل السفينة، مدير مكتبة مصر العامة فى محافظة بورسعيد، ممدوح التابعى، الذى قال إن مهمته تتعلق بالإجراءات التنظيمية داخل سفينة "لوجوس هوب".

وأضاف "التابعى": "المكتبة العائمة حظيت باهتمام كبير من قبل مواطنين من مختلف محافظات الجمهورية، وليس على مستوى بورسعيد فقط، وذلك منذ اليوم الأول لوصولها إلى ميناء بورسعيد، نظرًا لشهرتها الواسعة حول العالم، وسعر تذكرتها الزهيد للغاية".

وواصل: "هذا الحدث أكبر دليل على مدى اهتمام فئات الشعب المختلفة بالثقافة والعلم"، مشيرًا إلى أن المتطوعين الملتحقين بالسفينة من جنسيات مختلفة يتمتعون بخبرة واسعة فى التعامل مع الزوار، رغم صغر سنهم، وكل شخص منهم له دوره الخاص الذى يلعبه فى الحفاظ على استمرارية السفينة وتمكينها من العمل.

وأوضح أن طاقم عمل السفينة يشمل تخصصات بحرية وهندسية، وفرقًا مخصصة للعيادة الطبية، ومعلمين وطهاة، وجميعهم لا يتقاضون أى راتب مقابل تطوعهم الذى جاء بدافع من إيمانهم الشخصى، ورغبتهم لإحداث فارق فى حياة الأشخاص الذين يلتقون بهم فى موانئ الدول المختلفة.

واختتم مدير مكتبة مصر العامة فى بورسعيد بقوله: "زوار المكتبة العائمة يجدون آلاف الكتب المتنوعة، التى يزيد عددها على ٥٠٠٠ عنوان لجميع أفراد الأسرة، فى مختلف مجالات الحياة، مثل العلوم والطب والقواميس واللغات والرياضة والهوايات والطبخ والفنون والإيمان والفلسفة والروايات وكتب الأطفال".

جاكلين ويبى: جئت من أقصى جنوب المحيط الهادئ لنشر الثقافة

وقالت جاكلين ويبى، ٢٦ عامًا، من جمهورية فيجى، تعمل ضمن فريق المتطوعين بالمكتبة، إنها قررت التطوع لإيمانها بأهمية نشر الثقافة، مشيرة إلى إعجابها بمدى إقبال واهتمام المصريين بزيارة السفينة مقارنةً بالبلدان الأخرى التى رست "لوجوس هوب" على موانئها.

وأضافت "جاكلين": "يعتقدون فى البداية أننى من دولة إفريقية، بسبب لون بشرتى، لكن الحقيقة أننى جئت من فيجى، أقصى جنوب المحيط الهادئ، لأننى أريد المشاركة فى نشر الثقافة حول العالم".

وتابعت: "مسئوليتى الرئيسية على متن السفينة ترتيب الكتب ووضع كل كتاب فى القسم الخاص به، حسب نوع كل مرجع أو كتاب"، مؤكدة: "أنا سعيدة بالعمل على متن لوجوس هوب".

ولفتت إلى أنه يجرى تنظيم فعاليات على متن السفينة وعلى الشاطئ الذى ترسو عليه، وتستهدف تلك الفعاليات معالجة بعض القضايا الاجتماعية، ويجرى تنظيم ندوات حول موضوعات مختلفة، مثل الزواج والاتجار بالبشر وفيروس نقص المناعة البشرية، بهدف توفير دافع جديد للتغيير، كما أن المجموعة الواسعة من الأدبيات الموجودة على متن السفينة توفر فرصًا للزوار للتطور الشخصى والتقدم الوظيفى.

فارلى: مصر وجهة متميزة وفريدة من نوعها لنا جميعًا

"فارلى" من بين المتطوعين على السفينة، وهى تحمل الجنسية الكولومبية، وتعمل على متن "لوجوس هوب" منذ أكثر من عامين، زارت خلالهما أكثر من ٤٠ دولة.

وقالت "فارلى": "التعرف على ثقافات مختلفة وبناء علاقات جديدة مع الناس هما أحب الأشياء إلىّ، وكان هذا السبب الرئيسى لتطوعى للعمل فى السفينة". ورغم أن "فارلى" لم تبلغ سوى الـ٢٥ من عمرها، فهى تعد واحدة من أقدم متطوعى السفينة، واستطاعت أن تكون أحد المشرفين فيها. وأضافت: "التعرف على ثقافات البلاد الأخرى واكتساب خبرات ومهارات جديدة، من خلال التعرف على الناس، هما أثمن شىء فى الحياة على الإطلاق". وواصلت: "شاهدت إقبالًا من المصريين على المكتبة العائمة لم أره من قبل"، معتبرة أنه "على الرغم من الزحام والتكدس، مثّلت مصر وجهة فريدة من نوعها لنا جميعًا".

وأكملت: "إذا أردت أن أشير إلى أكثر الدول التى أحببت زيارتها، فإن هذا من الصعب تحديده، لكن اللحظات التى أقضيها هنا فى مصر، سواءً على متن السفينة أو خارجها، هى من أمتع لحظات حياتى".

وأشارت إلى تلقى طاقم المكتبة العائمة دعوة من قبل الحكومة المصرية لتناول العشاء والاستمتاع بالتنزه فى شوارع بورسعيد، ما يشير إلى كرم المصريين وحسن ضيافتهم، مختتمة بقولها: "تلك الدعوة كانت من أهم وأسعد لحظات حياتى".

سام:المصرى صديق مقرب.. وأنا فى البلد الأحب لقلبى بعد وطنى

وقال "سام"، هندى، أحد المتطوعين العاملين على متن "لوجوس هوب"، إن مهمته هى تنظيم عمليتى الدخول والخروج والتحرك فى السفينة، مؤكدًا أنه سعيد بخوض هذه التجربة فى سن صغيرة، إذ لم يكمل الـ٢٢ عامًا بعد.

وأضاف "سام": "زرت ٥ دول حتى الآن، وأعتبر أن مصر هى البلد الأقرب لقلبى، بعد وطنى الهند"، لافتًا إلى أنه رغم الإرهاق يستمتع بالعمل ويلتقط الصور مع المصريين ويتبادل الحديث مع الزوار "ستشعر أن أى مصرى صديق مقرب".

وأكد أن السفراء والمتطوعين على متن السفينة متعاونون جدًا، وأنه يحرص وزملاؤه على مساعدة جميع الزوار.

وتابع: "السفينة تضم متطوعين من نحو ٧٠ دولة، ورغم اختلاف الدول تجمعنا الثقافة، وجميعنا نحترم الآخر ونتقبل الاختلاف"، مشيرًا إلى أن جميع المتطوعين يعملون على تقديم المساعدة لكل الزوار بشتى السبل.

سلوى طارق: الزيارة صعبة على أصحاب الهمم

وقالت سلوى طارق، ٥٢ عامًا، إنها اصطحبت ابنتها لزيارة سفينة "لوجوس هوب" بعد انتهاء عملها مباشرةً، مؤكدة: "صممت على زيارة المكتبة العائمة بنفسى على الرغم من أننى أستخدم كرسيًا متحركًا".

وأضافت "سلوى": "استطعت التنقل فى السفينة بسهولة، لكن صعود السلم كان صعبًا جدًا، ورغم ذلك أحببت التجربة ككل".

 

 

 

 

 

تاريخ الخبر: 2023-01-12 18:21:27
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية